ما يقرب من ثلثي الأطفال في أمريكا يعانون من زيادة الوزن لدى الاطفال. ويعاني 17% منهم من البدانة. وقد تضاعف المعدل ثلاث مرات من عام 1971 إلى 2011. والأسوأ من ذلك كله، أنهم باتوا يتعرضون للعديد من المشكلات الصحية التي لم تكن تظهر لديهم في السابق. ولهذا أصبح من الأهمية بمكان معرفة سُبُل إنقاص الوزن لدى الأطفال.
في وقتنا الحالي يعاني واحدٌ من كل خمسة أشخاص من فئة الشباب بين السادسة والتاسعة عشرة من أعمارهم من البدانة. ورغم كثرة الاقتراحات حول أفضل السبل للتعامل مع هذه المشكلة – والتي تؤثر على الأطفال ليس جسديًا فقط بل وعاطفيًا – كان أفضلها على الإطلاق إشراك أولياء الأمور في حل المشكلة. وتعليمهم طرقاً للمساعدة في إنقاص أوزان أبنائهم. إذاً علينا التركيز على الوالدَين وليس على الأطفال أثناء علاج البدانة لديهم.

وباء زيادة الوزن لدى الأطفال
يشير الخبراء إلى أسبابٍ عديدةٍ من شأنها أن تؤدي إلى زيادة الوزن لدى الاطفال ، مثل العوامل الوراثية والبيئات الثقافية ونمط الحياة المتّبع. وعلى الرغم من أنها غالباً ما تنتج عن كثرة تناول السعرات الحرارية والدهون. يشير الباحثون اليوم إلى أن ارتفاع نسبة السكر في المشروبات الغازية والعصائر وقلّة النشاط البدني قد تكون عوامل مسهمة في البدانة.
كيف السبيل إلى خسارة الوزن لدى الأطفال؟
يتم استخدام مؤشر كتلة الجسم حالياً لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من زيادة الوزن أو البدانة. ويعدّ الأطفال الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم على 85٪ ذوي وزنٍ زائد. أما الأطفال الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم على 95٪ فيعانون من البدانة.
إن تداعيات زيادة الوزن والبدانة لدى الأطفال ليست مجرد أرقام كبيرة على المقياس بالطبع. كلا الحالتين لهما عواقب صحية خطيرة. فمن المرجح أن تستمر معاناة هؤلاء الأطفال من زيادة الوزن أو البدانة عندما يصبحون بالغين. ومن المعلوم أن البدانة عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض أخرى. في الواقع، يتم اليوم تشخيص مرض السكري من النوع الثاني – الذي كان نادر الحدوث لدى الأطفال – بمعدلاتٍ تُنذر بالخطر.
كما أن الأطفال الذين يعانون من البدانة أكثر عرضةً للإصابة بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول ومشاكل التنفس، مثل الربو ومشاكل المفاصل وأمراض الكبد الدهنية وحرقة المعدة.
ولا يقتصر الأمر على الأمراض الجسدية، بل إن الأطفال الذين يعانون من البدانة أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب وقلة الثقة بالنفس.
شاهد ايضاً : أفكار لممارسة التمارين المنزلية خلال الحجر الصحي
نصائح لإنقاص الوزن لدى الأطفال
يُعوَّل على الآباء والأمهات في المقام الأول في علاج زيادة الوزن أو البدانة لدى أطفالهم. وإليكم بعض النصائح حول مساعدة الأطفال في التخلص من البدانة والوزن الزائد:
1. اختيار نظام غذائي مناسبًا
إن الأساس في فقدان الوزن هو النظام الغذائي وليس التمارين الرياضية. فقد تساعد أنظمةٌ غذائيةٌ معينةٌ في إنقاص الوزن وإنشاء أنماطٍ غذائية صحية. بالطبع ما نعنيه بالنظام الغذائي هو نوعية الطعام. لا أن نتبع حمية مجنونة مثل “أكل ثلاث بذور في اليوم”. فنحن نريد أن نؤكد للأطفال أن تناول الطعام الصحي ليس مجرد شيء نفعله لنفقد أرطالاً من الوزن أو لنبدو بهيئةٍ جذّابة. بل إننا نهدف إلى تغذية أجسامنا ومنحها الطاقة التي تحتاجها لأداء وظائفها على أتمّ وجه.
قد تكون حمية البحر المتوسط (Mediterranean diet) – التي تعتمد بشكل أساسي على المأكولات البحرية والدواجن وزيت الزيتون والخضروات والفواكه والحبوب الكاملة – وسيلةً رائعةً للبدء. إذ عادةً ما يكون الأطفال على درايةٍ بمعظم هذه الأطعمة. وتساعد حمية البحر الأبيض المتوسط أيضًا في حماية أجسامنا من أمراض القلب وغيرها من المشكلات الصحية المرتبطة بالبدانة. مثل مرض السكري من النوع الثاني ومضاعفات التمثيل الغذائي.
وإذا كان الغلوتين يمثّل مشكلةً لدى طفلك، فقد يكون اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين هو الحل. من المزايا الإضافية لتقليل الغلوتين أو التخلص منه في النظام الغذائي أنه يحدّ تلقائيًا من تناول الكثير من الأطعمة غير الصحية. مثل الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والمعكرونة والدقيق الأبيض والحبوب الكاملة والأرز وغيرها.

2. قل وداعًا للأطعمة المصنعة والسكريات المضافة
على الأرجح أن عائلتك بأكملها ستلاحظ فوائد صحية عديدة بمجرد التوقف أو التقليل من الأطعمة المصنعة والسكر الإضافي. ويجب التخلص فورًا من الكربوهيدرات المكررة لأنها سعرات حرارية فارغة لا تحوي أي قيمةٍ غذائيةٍ.
ومن الأفضل أن تحضّر طعامك الصحي بنفسك. فبهذه الطريقة، أنت تتحكم فيما يدخل جسم طفلك.

3. تحضير الطعام منزليًا
قد يشكّل هذا تحديًا حقيقيًا للعائلات المنشغلة. بين العمل والمدرسة والواجبات المنزلية والأنشطة الترفيهية. فقد تشعر أنه لا يوجد وقت للطهي، لكن هذا أحد أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها لمساعدة طفلك على إنقاص الوزن. فالوجبة المحضّرة منزلياً تعني أن الأطفال يأكلون طعامًا مغذيًا بالكمية المناسبة.

4. الإكثار من الحركة
إن ممارسة الرياضة مع الأطفال يعدّ وسيلةً رائعةً لتشجيعهم على النشاط البدني وقضاء المزيد من الوقت معًا. يمكنكم ممارسة المشي معًا أو الركض، أو ممارسة اليوجا أو الذهاب إلى المسبح.
5. التوقّف عن الأكل عند الإحساس بالشبع
عندما يقول طفلك إنه لا يشعر بالجوع أو إنه شبع، حتى لو لم ينتهِ من تناول طعامه فلا تُجبره على تناول المزيد.
6. مشاركة الأطفال في تحضير الطعام
يميل الأطفال إلى تناول الطعام الذي يشاركون في تحضيره بأنفسهم. اسمح لأطفالك بغسل الخضار أو تقطيعها أو القيام بمهام الطهي الأساسية مثل قلي البصل أو غلي الماء. اسمح لهم بالتعبير عن آرائهم في الأطباق التي ترغب الأسرة في تناولها خلال الأسبوع. واطلب منهم المساعدة في تحضيرها.

7. تقديم الأطعمة الجديدة بشكل مستمر
ليس من السهل التكيّف مع الأطعمة الجديدة. لذلك عند إدخال مكوّنٍ جديدٍ مثل اللفت أو الكينوا، لا تيأس إذا لم يعجب طفلك على الفور. اجعل هذا المكوّن الجديد جزءًا من الوجبة وليس أساسها، ودع طفلك يجربها. إذا لم يعجبه، فلا تجبره على تناوله. ولكن استمر في تقديمه. فقد ينال إعجابه في النهاية.
بعض الاحتياطات حول إنقاص الوزن لدى لأطفال
قبل البدء في أي خطة لفقدان الوزن لطفلك، عليك استشارة طبيب أطفال. إذ يجب التخلص من أي أسبابٍ صحيةٍ لزيادة الوزن والحساسية الغذائية. يمكن للطبيب أيضًا مساعدتك في تحديد مقدار الوزن الذي يجب أن يخسره طفلك حتى يكون وزنه مثالياً بالنسبة لسنه وطوله وجنسه.