أثّرت جائحة كورونا التي تضرب أنحاء العالم بأسره على تفاقم الكثير من العادات السيئة لدى الناس. فبعد أسابيع طويلة من المكوث في المنزل، يُلاحظ بعض البالغين، وحتى الأطفال، في جميع البلاد التي تفرض الحجر الصحي على مواطنيها، اختلافاً طرأ على أجسامهم، فقد اكتسبوا أرطالاً من الوزن نتيجةً لعادات الأكل السيئة وقلة النشاط الجسدي خلال هذه الجائحة. وهناك العديد من العوامل التي قد تُسهم في ذلك، بما فيها الشعور بالوحدة والقلق، والرغبة الشديدة في تناول الأطعمة والكربوهيدرات المعالَجة، والاعتماد على وجباتٍ سهلة التحضير، إلى جانب البقاء في المنزل وقلة ممارسة النشاطات الرياضية.سنتحدث عن خطورة عادات الأكل المكتسَبة خلال الحجر الصحي
ولكن في المقابل، استطاع البعض الآخر استغلال هذا الحجر لبدء عاداتٍ صحيةٍ جديدةٍ لتناول الطعام وممارسة الرياضة، فهناك العديد من العادات الإيجابية التي ظهرت خلال هذه الجائحة، لنطّلع معاً على بعض هذه العادات.
بعض العادات الإيجابية
إليكم بعض العادات الإيجابية التي بدأ الناس باتباعها خلال الحجر الصحي:
1- الطبخ المنزلي
يُعدّ الطبخ في المنزل من أفضل الأساليب للتحكّم في النظام الغذائي. وتُشير دراسة تم نشرها في المجلة الدولية للتغذية السلوكية والنشاط البدني إلى أن زيادة تناول الوجبات المحضّرة منزلياً يرتبط بتناول كمياتٍ أكبر من الخضروات والأطعمة الصحية التي تمنع ارتفاع ضغط الدم، وتزيد مستويات فيتامين C.
وعلاوةً على ذلك، أظهرت الدراسة أن أولئك الذين تناولوا وجبات مطبوخة في المنزل أكثر من خمس مرات في الأسبوع، كانوا أقلّ عرضةً بنسبة 28% لزيادة الوزن، مقارنةً بمن تناولوا الوجبات المحضّرة منزلياً أقل من ثلاث مرات في الأسبوع.
2- تناول الطعام مع العائلة
تُشير دراسةٌ منهجيةٌ تم إجراؤها في جامعة أوتاوا إلى أن تناول الوجبات مع العائلة بشكلٍ متكررٍ يُساعد في تقليل مخاطر الأكل المضطرب، وتعاطي الكحول والمخدرات، والسلوك العنيف، ومشاعر الاكتئاب والأفكار الانتحارية التي تراود المراهقين.
3- اختيار الأطعمة الصحية
يُساعد التخطيط للوجبات التي ترغبون في تحضيرها خلال الأسبوع، قبل التوجّه إلى البقّالة، على اختيار الأطعمة الصحية. فمن المهم اتباع نظامٍ غذائيٍ متوازنٍ وغنيٍ بالمغذّيات، يشتمل على مصادر بروتين عالية الجودة ودهونٍ صحيةٍ والكثير من الخضروات.
وتتضمن بعض الأطعمة الصحية التي يجب إدخالها في النظام الغذائي ما يلي:
- الخضار الورقية، بما في ذلك اللفت والسبانخ والكرنب الأخضر والسلق.
- الخضروات الكرنبية (الصليبية)، مثل البروكلي والقرنبيط والهليون والجزر وملفوف بروكسل.
- البروتين عالي الجودة، مثل لحم البقر المغذّى على الأعشاب والدجاج العضوي، وسمك السلمون البري والبيض.
- الدهون الصحية، مثل الأفوكادو وزيت جوز الهند وزيت الزيتون.
- المشروبات منخفضة السعرات الحرارية، مثل الشاي والمياه المعدنية وعصير الكرفس.
- التوابل منخفضة السعرات الحرارية، مثل السالسا وخل التفاح ومخلل الملفوف (الساوركراوت) والفجل الحار.
بعض العادات السيئة
فيما يلي بعض العادات السيئة التي بدأ الناس باتباعها خلال الحجر الصحي:
1-تناول الأطعمة الضارّة
قد يزيد الحجر الصحي والمكوث في المنزل من الشراهة والرغبة الملحّة في تناول الكربوهيدرات المعالجة والأطعمة الضارّة. وتظهر الأبحاث أنّ زيادة استهلاك الأطعمة المعبّأة والمعالَجة يرتبط بزيادة مخاطر الوفاة، كما أنه يزيد من العديد من المخاطر الصحية التي تشمل:
- انخفاض مستويات الطاقة
- مشكلات في الجهاز الهضمي
- الاكتئاب
- حدوث الالتهابات
- ظهور حَبّ الشباب
- الآلام المزمنة
- مقاومة الإنسولين
2- الأكل العاطفي
قد يلجأ البعض إلى الأكل عند شعورهم بمشاعر سلبية، مثل التوتر أو القلق أو الملل، فينخرطون في الأكل العاطفي، ما يؤدي حتماً إلى زيادة الوزن والإحساس بالذنب لاحقاً.
ولهذا، بدلًا من اللجوء إلى الأكل لتخفيف المشاعر السلبية أثناء هذه الجائحة، ينبغي البحث عن بدائل صحية، مثل ممارسة رياضة الجري أو المشي في الهواء الطلق، أو العمل في حديقة المنزل، أو ترتيب الخزائن، أو الرسم والكتابة والقراءة، فكل هذه البدائل لا تولّد مشاعر الندم والحسرة فيما بعد.
3- الإكثار من الوجبات الخفيفة
وهذه من أسوأ العادات التي تفاقمت خلال فترة الحجر الصحي وأشدّها ضرراً على الصحة، فهي تتسبب في زيادة الوزن ازدياداً كبيراً. ويعود السبب في ذلك إلى أن الكثير من الناس ينجزون أعمالهم من المنزل، ما يتيح لهم إمكانية الوصول إلى الأطعمة المخزّنة في ثلاجاتهم وخزائنهم في أيّ وقت.
4- الأكل أثناء مشاهدة التلفاز
وهي من أكثر العادات التي تؤدي إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية واكتساب الوزن، فقد أكّد الباحثون أن تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز يتسبب في تشتيت الذهن، الأمر الذي يؤدي إلى الأكل اللاواعي (Mindless eating)، وبالتالي تناول كمياتٍ أكبر من الطعام دون إدراك ذلك.
5- تعاطي المزيد من الكحول
يلجأ كثيرٌ من الناس إلى شرب الكحول للتخفيف من التوتر خلال هذه الأوقات العصيبة، ولكن هذا في الواقع أحد أسوأ الأمور التي يمكن اللجوء إليها، فشرب الكحول يضعف وظيفة المناعة وقد يجعل الفرد أكثر عرضةً للإصابة بالعدوى، كما يؤثّر سلباً على الصحة النفسية والجسدية.
طرق لاكتساب عادات صحية خلال الحجر الصحي
خلال الجائحة التي أدّت إلى إغلاق المطاعم والمقاهي.بات من السهل الاعتياد على تحضير وجباتٍ منزليةٍ صحيةٍ، والاجتماع مع العائلة لتناول الطعام. ولا ينبغي إغفال ممارسة التمرينات الرياضية والإكثار من الحركة. إذ يدفع الحجر الصحي كثيرٌ من الناس لقضاء معظم أيامهم بنشاطٍ بدنيٍ شبه منعدم. وتشير الأبحاث إلى أن النشاط البدني المنتظم يرتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأيّ سبب، ويقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى البالغين على وجه الخصوص. كما اتّضح أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين ممارسة التمرينات الرياضية ودعم صحة الجهاز المناعي. ويمكن زيادة النشاط البدني ببساطة من خلال المشي لمسافاتٍ طويلةٍ في الهواء الطلق. أو ممارسة اليوجا مع الأطفال في المنزل، أو ممارسة التمارين التي لا تتطلّب معدات. فكل هذا قد يسهِم في زيادة اللياقة الجسدية والوقاية من العديد من الأمراض المختلفة.
إقرأ ايضاً : أكثر من 80% من مرضى كورونا يعانون من نقص فيتامين “د”