تسعة مؤشرات مبكرة لأمراض القلب يغفل عنها الكثيرون

ثمة بعض عوامل الخطر الهامة جداً التي يتم إغفالها فيما يتعلق بالنوبات القلبية. فعند البحث عادةً في عوامل خطر الإصابة بنوبة قلبية نجد من بينها ارتفاع ضغط الدم والتدخين والكحول والتاريخ العائلي والسن والجنس. فالرجال أكثر عرضة للإصابة بها من النساء والإصابة بالسكري والكولسترول والبدانة. إليكم تسع مؤشرات مبكرة لأمراض القلب يغفل عنها الكثيرون ويعتقد أنها أكثر أهمية بكثير.

تسع مؤشرات مبكرة لأمراض القلب

 فما هي عوامل الخطر؟

إنها بعض المتغيرات التي تساهم في حدوث أمر ما وتساعد على التنبؤ بحدوثه. وعادة ما يتوصل إليها بإجراء الكثير من الدراسات التي يكون أغلبها على شكل استبيانات ودراسات بالملاحظة التي لا تعد أفضل أنواع الدراسات الجديرة بالاعتماد.

الفرق بين السبب والارتباط

في الحقيقة هناك فرق كبير بينهما. فالسبب هو ما يسبب حدوث أمر ما. أما الارتباط فهو حدوث أمرين بالتزامن مع بعضهما بدون أن يكون أحدهما سبباً لحدوث الآخر إنها ارتباط من نوع معين متعلق بالإحصاء. فعند مشاهدة التلفاز أو تصفّح الإنترنت أصبحنا نرى عناوين من قبيل.. “دور الحمية عالية الدهون في الإصابة بالسكري أو مرض القلب أو السرطان” وكأن هذه الحمية سبب لتلك الأمراض وعند قراءة الدراسات التي تندرج تحت تلك العناوين. لا نعثر على أي علاقة سببية بينهما بل قد يكون مجرد ارتباط. وعند التعمّق أكثر في الدراسة نجد أن الحمية المتبعة ليست عالية الدهون فحسب. بل إن هناك متغيرات أخرى كاتباع حمية عالية الكربوهيدرات بالتزامن مع ذلك. ونظراً لأن حمية الكيتو عالية الدهون يفترض الكثيرون بأن أي حمية عالية الدهون هي حمية الكيتو ولكنها لا تكون كذلك في كثير من الأحيان. ولهذا فإن الكثير من تلك الدراسات تنطوي على الكثير من التلاعب. إليكم هذا المثال عن الارتباط:

“يسبب الخمول زيادة الوزن” والحقيقة أنه لا يسبب زيادة الوزن بشكل مباشر وإنما يرتبط به أي أنهما لا يرتبطان بعلاقة سببية.

الكيتو والكوليسترول

وقبل التطرّق إلى ما هو بغاية الأهمية يجب أن نعرف بعض الأمور المرتبطة بموضوع الكولسترول. فعند اتباع حمية الكيتو قد ينتهي المطاف بالكثيرين بارتفاع الكولسترول. وهو ما يثير قلقهم وانزعاجهم فما سبب ذلك؟

يمكن القول إنه عند اتباع الكيتو ينتقل الجسم من حرق الجلوكوز إلى حرق الدهون فتأخذ الخلايا الدهنية بإفراز الدهون الثلاثية وحرقها ومن ضمن ما تفرزه الخلايا الدهنية الكولسترول. وفي هذه المرحلة تزداد أكسدة الدهون في الجسم. وهنا يكمن السؤال:

هل ينطوي ذلك على أي خطورة أو مرض؟ في الحقيقة ليس بالضرورة أن يشكل ارتفاع مستويات الكوليسترول مصدر خطر حقيقي لأن مجرد ارتفاع مستويات الكولسترول لا يشير بالضرورة إلى وجود حالة مرضية. تشمل البروتينات الدهنية كلاً من LDL & HDL التي تعد وحدات شحن تنقل الدهون عبر الدم. وكما نعلم فإن أغلب الدم منحل في الماء فكيف تمر الدهون عبره؟ إنها هذه البروتينات التي تحوي بداخلها الدهون وتنقلها عبر الجسم.

ما الفرق بين HDL و LDL؟

 يرمز HDL إلى البروتين الدهني مرتفع الكثافة. ويرمز LDL إلى البروتين الدهني منخفض الكثافة. ولكن ماذا يقصد بالكثافة؟ إنها العلاقة بين مدى الكثافة في البروتين مقابل الدهون. وكما مر سابقا فإن تلك البروتينات تعد بمثابة غلاف وتحمل بداخلها الدهون لذا فإن البروتين الدهني مرتفع الكثافة تغلب فيه نسبة البروتين وتقل فيه نسبة الدهون. بعكس منخفض الكثافة التي تقل فيه نسبة البروتين وترتفع نسبة الدهون. ولهذا يعتبر HDL الكولسترول الجيد في حين يُعتبر LDL الكولسترول السيئ.

الفرق بين أنواع الكوليسترول

وينقسم LDL إلى نوعين وبالنظر إليه من زاوية مختلفة فيما يتعلق بحجم جزيئاته نجد أنها قد تكون صغيرة وأكثر كثافة وهذا أحد نوعيه وهو النوع الذي يعد مرَضياً لما يسببه من مشكلات لأنه قد يسد الشرايين. أما الجزيئات العائمة والكبيرة فإنها لا تدخل إلى الشرايين بل تطفو ولا تسبب حدوث مشكلات ولا يمكن معرفة نسبة كل منهما إلا بإجراء اختبار الكولسترول المتقدم.

ما هو الـ APO-A1, APO-B؟

 يعد APO-A1 جزءاً من البروتين في HDL. أما APO-B فهو البروتين في LDL. إن فهم النسبة بين هذين الجزيئين مؤشر أفضل بكثير من الاقتصار على نسبة كل من HDL أو LDL على حدة. وغالباً ما يرتبط APO-A1 بـ  HDL ويتمتع بدور حمائي أما APO-B فهو عامل مساعد على التصلب العصيدي لذا يجب لنسبة APO-A1 أن تفوق نسبة APO-B . وهذه النسبة مؤشر جيد جداً على احتمال حدوث النوبات القلبية ولكنه أمر لا يذكر ضمن عوامل الخطر. بل إن ما يتم التركيز عليه هو الكولسترول فحسب وعلينا أن نميز بين نوعي LDL فإما أنها الجزيئات الصغيرة عالية الكثافة أو الجزيئات العائمة الكبيرة. كما علينا أن نعرف نسبة كل من APO-A1 & APO-B. إذ إن فهم حقيقة الدهون الثلاثية أمر قد يساعدنا جداً في كثير من الأحيان، فقد ترتفع نسبة الدهون الثلاثية عند الإكثار من الكربوهيدرات وليس عند الإكثار من الدهون لأن الدهون تتحول إلى طاقة في الجسم.

إلا أن نسبة الدهون الثلاثية ليست المؤشر الأفضل باحتمال حدوث النوبات القلبية. بل هو مصطلح قد يعرض لأول مرة: إنه الـ Lp (a) وهو البروتين الدهني أ وهو مؤشر جيد جداً لاحتمال الإصابة بنوبة قلبية وهو بمثابة متغير لـ LDL وينطوي على نسبة أكبر من الكولسترول السيئ المؤكسَد. وهذه الأكسدة بفعل الكربوهيدرات وقد تصل إلى الشرايين وتسبب الالتهاب والجلطات. كما يتنافس هذا البروتين الدهني مع الإنزيمات المسؤولة عن إذابة الجلطات. لذا فإن ارتفاع نسبته يزيد احتمال تشكل الجلطات في الجسم. كما تعد النسبة بين APO-A1 & APO-B مؤشر جيداً للتنبؤ بالنوبات وكذلك الكولسترول السيئ ذو الجزيئات الصغيرة عالية الكثافة. أما فحص النسبة الكلية للكولسترول السيئ فهو ليس مؤشراً دقيقاً لحالة القلب وخصوصاً لمن يتبعون حمية الكيتو.

 والآن ها هي عوامل الخطر التي يتم إغفالها:

إن السبب الأول والرئيسي من وجهة نظر شخصية هو “ارتفاع الأنسولين” أو ارتفاع إنسولينية الدم ويمكن الخضوع لفحص قياس نسبة مقاومة الإنسولين التي ترتبط بارتفاع الإنسولين أيضاً ويطلق عليه HOMA-IR. وهو اختبار جيد جداً لقياس مقاومة الإنسولين كما أنه يكشف عن ارتفاع الإنسولين أيضاً.

لماذا يُعد ارتفاع الإنسولين أحد عوامل الخطر الأساسية؟

لأنه يفسر الأسباب وراء أغلب بقية عوامل الخطر الأخرى. فعند البحث في جميع المعطيات عشوائياً فإنه كلما أمكننا ردّها إلى سبب واحد مع مراعاة المنطقية. فإن ذلك السبب يحتمل أنه المرجّح وفي هذه الحالة. يمكن أن نفترض أن السبب الرئيسي هو ارتفاع الإنسولين وسيغدو ذلك منطقياً بعد عرض بعض المعطيات:

وفقدان فعالية الإنسولين والإصابة بالسكري لذا فإن الكثير من مرضى السكري يعانون في البداية من ارتفاع الإنسولين.  بالإضافة إلى أن ارتفاع الإنسولين يسبب البدانة وارتفاع نسبة الكولسترول السيئ ذو الجزيئات الصغيرة عالية الكثافة. وانقطاع النفس النومي. وكذلك فإن ارتفاع الإنسولين هو السبب وراء تراكم الدهون الحشوية كما يسبب الالتهاب. ويفسر ارتفاع الإنسولين ارتفاع نسبة التكلّس في الشرايين فالتكلّس ما هو إلا نتيجة الضرر الحاصل بفعل ارتفاع الإنسولين ومقاومة الإنسولين

وهذه هي عوامل الخطر المُهملة وراء النوبات القلبية

1- ارتفاع الإنسولين

 يطلق على فحص مقاومة الإنسولين HOMA-IR

2- نتيجة فحص الكالسيوم التاجي CAC

لأنه يكشف عن كمية الكالسيوم في الشرايين وهو أحد أفضل المؤشرات التي تتنبأ ليس فقط بالنوبات القلبية ولكن بجميع مسببات الوفاة لأن ارتفاع نسبة الكالسيوم في الشرايين عامل مهدد للصحة

3- نسبة APO-A1 إلى APO-B

فيجب أن تتفوق نسبة APO-A1 وأن تنخفض نسبة APO-B لما يمنحه هذا الاختبار من ارتباط إحصائي دقيق وهو أحد العوامل المتنبئة بالنوبات القلبية.

4- نسبة الكولسترول السيئ LDL

وبخاصة ذو الجزيئات الصغيرة عالية الكثافة لأنه أحد المؤشرات أيضاً.

5- البروتين الدهني أ

 LP (a) فهو أحد مؤشرات الخطر القوية ولمعرفة نسبته يجب الخضوع لفحص.

6- النوم

 فتراجع جودة النوم أو النوم غير الكافي يزيد من احتمال الإصابة بالنوبات القلبية فالنوم لأقل من 5 ساعات في اليوم يزيد من خطر التعرض لنوبة قلبية بشكل كبير.

7- التوتر

فهو عامل قوي جداً لأنه يسبب ارتفاع الكورتيزول. والكورتيزول يعمل كالإنسولين وذلك بأنه يحول البروتين والدهون إلى سكر. وهذا يسبب ارتفاع الإنسولين وبذلك نجد أن التوتر متعلق بارتفاع الإنسولين.

8- الدهون الحشوية

وهي الدهون التي تتراكم حول الأعضاء وتسبب الالتهاب الذي يؤدي بالنتيجة إلى مقاومة الإنسولين. كما يدل وجود الدهون الحشوية إلى تدهّن الكبد (تشحّمها) لذا فإن الدهون السطحية التي تتراكم تحت الجلد ليست هي المرَضية ولكنها الدهون الحشوية.

الدهون الحشوية

9- الالتهاب

فكلما ازداد الالتهاب تزداد مقاومة الإنسولين ويزداد الإنسولين وتأثيره المرَضي وخصوصاً على الشرايين.

ولكن من أين يأتي الالتهاب؟

هل هي الدهون المشبعة؟ لا بل من الدهون غير المشبعة التي تعد أسوأ ما قد نأكله على الإطلاق لصحة القلب إلى جانب السكر والكربوهيدرات المكررة التي تتمثل بالأطعمة المقلية. لأن طهي الدهون غير المشبعة كزيوت الصويا والذرة والكانولا وزهرة القطن وزيت دوار الشمس والعصفر يسبب حدوث نسبة كبيرة من الالتهاب في الجسم وهو ما يساهم في الإصابة بأمراض القلب. أما تناول الدهون المشبعة أو استخدامها للقلي كالدهون الحيوانية أو زيت جوز الهند يجنب مشكلة الالتهاب وذلك لأن الدهون غير المشبعة غير مستقرة ومحرضة بشدة على الالتهاب.

 لعل أكثر ما يسبب الصدمة هو ما يوصى به عادةً للوقاية من حدوث نوبة قلبية. وما يوصى بتناوله للوقاية منها ألا وهي الحبوب والدهون المتعددة غير المشبعة والفاصولياء والبقول والفواكه حتى أنهم يسمحون بنسبة كبيرة من السكر المضاف! وهنا ندرك ضرورة البحث الشخصي للوصول إلى الحقيقة. وتفادي أسباب الأمراض بما فيها النوبات القلبية.

تسعة مؤشرات مبكرة لأمراض القلب يغفل عنها الكثيرون

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد