هل يمكن أن يخفض الثوم الأسود المعتّق (المسنّ) ضغط الدم؟

الثوم الأسود المعتق يخفض ضغط الدم

تعود فوائد الثوم المعروفة إلى العصور القديمة في مصر. إذ وجدت فوائده مكتوبة على الألواح الطينية السومرية القديمة، التي يعود تاريخها إلى 2600 قبل الميلاد، وقد استخدم الثوم لرفع طاقة الجسم عند أفراد الطبقة العاملة، كما استخدمه الرياضيون المشاركون في الألعاب الأولمبية آنذاك لزيادة قدرتهم على التحمل. كما وجدت دراسة حديثة أن الثوم الأسود بالإضافة إلى بعض التغييرات في النظام الغذائي يمكن أن يخفض ضغط الدم الانبساطي لدى المشاركين الذكور ضمن الدراسة.

استخدم الثوم أيضًا في الطب الصيني التقليدي للهضم وعلاج الإسهال وتفشي الديدان. وفي الهند، تم استخدام الثوم لتعزيز الصحة العامة وعلاج التعب ومشاكل الجهاز الهضمي وأمراض القلب والتهاب المفاصل. كما لاحظ الباحثون أن العديد من الثقافات توصلت إلى نفس النتيجة حول الدور الذي يلعبه الثوم في الصحة والمرض.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يعاني 47٪ من البالغين في الولايات المتحدة من ارتفاع ضغط الدم.  إذ يُعرَّف ارتفاع ضغط الدم على أنه ضغط انقباضي أكبر من 130 ملليغرام من الزئبق (مم زئبقي). أو ضغط انبساطي أكبر من 80 مم زئبقي. كما تشير بعض البيانات إلى أن استهلاك الثوم الأسود المعتّق (المسن) قد يكون له تأثير إيجابي على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

فوائد الثوم الأسود المعتق (المسن)

يساعد الثوم الأسود المعتّق في خفض ضغط الدم الانبساطي

وفقا للباحثين القيمين على الدراسة فإن تناول الثوم الأسود المعتّق أظهر تحسنا في التحكم بعوامل الخطر المختلفة لأمراض القلب والأوعية الدموية.

شملت الدراسة عينتين من الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم. إذ تم إعطاء العينة الأولى مقدار 250 مليغراماً من الثوم الأسود المعتق يومياً. بينما أعطيت العينة الثانية دواء وهمياً.

وقد وجد الباحثون في نهاية الدراسة أن بعض المؤشرات الحيوية المرتبطة بمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. قد انخفضت لدى أولئك الذين تناولوا مستخلص الثوم الأسود المعتّق.  وشمل ذلك انخفاضًا في ضغط الدم الانبساطي بمقدار 5.85 ملم زئبقي. مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي. وكان التحسن واضحاً جداً عند الرجال الذين يزيد ضغط الدم الانبساطي لديهم عن 75 ملم زئبقي.

فوائد أخرى للثوم الأسود المعتّق

فوائد الثوم للقلب

إن التأثير الإيجابي للثوم لا ينحصر بضغط الدم فحسب، بل يشمل أيضاً أمراض القلب والأوعية الدموية وعمليات الهضم والتمثيل الغذائي، بما في ذلك تصلب الشرايين والتخثر والسكري. كما أن للثوم تأثيراً مضاداً للميكروبات وله خصائص مضادة للأكسدة تدعم الصحة وتنشط وظيفة المناعة. كما تظهر الأبحاث أيضًا أن الثوم المعتّق هو أحد مضادات الأكسدة الأكثر فعالية من القرنفل الطازج.

إضافة إلى ذلك فإن مسحوق الثوم يملك تأثيرًا وقائيًا يتعلق بمرونة الشريان الأبهر عند كبار السن. يذكر أن الشريان الأبهر هو أكبر شريان في الجسم ويخرج مباشرة من القلب. ومع التقدم السن تزداد خطورة تيبسه. كما أن تيبس الشريان الأبهر مرضٌ شائع في الشيخوخة ويرتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية وفشل القلب والسكتة الدماغية وأمراض القلب. ومع ذلك، لاحظت إحدى الدراسات  ضعف استجابة المرضى المسنين الذين تناولوا مسحوق الثوم الأسود المعتّق تجاه تصلب الأبهر.

أكسيد النيتريك

أظهرت دراسة ثانية أن تناول 2 جرام من الثوم الطازج يزيد من تركيز أكسيد النيتريك في بلازما الدم.   ويعد هذا الأكسيد غازاً قابلاً للذوبان يصنعه الجسم من الأحماض الأمينية إل-أرجينين. وعلى الرغم من أنه جزء من الجذور الحرة، فهو أيضًا جزيء إشارات بيولوجي هام مطلوب للوظيفة البطانية الطبيعية ولحماية الميتوكوندريا الخاصة بالجسم.

كما يعد أكسيد النيتريك أيضًا موسعاً وعائياً قوياً يعزز تدفق الدم الصحي من أجل تعزيز أكسجة أنسجة الجسم وعمل أعضائه بكفاءة. ويساعد في تطهير الجسم من السموم وثاني أكسيد الكربون.  بالإضافة إلى ذلك، فإن أكسيد النيتريك يُحسِّن اللدونة العصبية في الدماغ عن طريق تحسين الأوكسجين في العقدة الحركية الجسدية، وهي منطقة من الدماغ غالبًا ما تتأثر في المراحل المبكرة للخرف.

فوائد الثوم الأسود المعتّق لمرض السكري

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن أكثر من 37 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من مرض السكري. إذ ينزع مرض السكري من النمط الثاني إلى التطور بشكل متكرر لدى الأشخاص فوق سن 45 ويمكن أن يظهر مع أعراض قليلة. وأحد هذه الأعراض هو ارتفاع نسبة السكر في الدم.

عندما تتعرض خلايا الجسم لكميات كبيرة من الجلوكوز، فإنها تصبح مقاومة للأنسولين. ومع ذلك، فإن الأنسولين ضروري لنقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا. وتتمثل إحدى طرق المساعدة في التحكم بمستويات سكر الدم في الاحتفاظ بمزيد من الأنسولين في مجرى الدم.   إلا أن ما يصل إلى 80٪ من الأنسولين في الدم تتم إزالته في أول مرور للدم عبر الكبد، ما يقلل من كمية الأنسولين المتاحة للاستخدام.

وجدت الأبحاث أن المركبات الموجودة في الثوم تمنع عملية التمثيل الغذائي للأنسولين، وبالتالي تحرر المزيد منه للجسم. ولقد قامت مجموعة دراسات على الحيوانات من أجل تقييم تأثير أحد المركبات الموجودة في الثوم وهو مركب الـ “ألايين”، على نسبة السكر في الدم. وأثبت دور الألايين في حساسية الأنسولين وتحسن مستوى الدهون لدى الفئران. ويعتقد الباحثون أن ذلك قد يُعزى أيضًا إلى قدرة المركب على تعديل ميكروبيوم الأمعاء (البكتيريا الحميدة).

تساهم مركبات الكبريت العضوية في قوة الثوم

الكبريتيدات العضوية هي مواد كيميائية نباتية توجد بشكل شائع في الثوم والبصل. ووجدت الدراسات الوبائية أن هذه المركبات لها تأثير مضاد للسرطان. وتعد هذه الكبريتيدات فئة فرعية من الكبريت توجد في جميع أنحاء البيئة وتعد مركباً ضرورياً من الإنزيمات والبروتينات والفيتامينات. 

تحتوي مركبات الكبريتيدات على خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات. إذ أثبتت تجربة مركب الكبريتيدات في أنبوب الاختبار، أنه يمنع تراكم الصفائح الدموية، والتي من المحتمل أن تقلل من مخاطر الجلطات بما في ذلك السكتة الدماغية والانسداد الرئوي، وتحمي نظام القلب والأوعية الدموية.

يفيد الثوم القناة الهضمية والدماغ والذاكرة

أكدت إحدى الدراسات التي قدمت في الاجتماع السنوي للجمعية الفسيولوجية الأمريكية لعام 2019 من قبل باحثين في جامعة لويزفيل، على ضرورة اعتماد الثوم كغذاء فائق يتمتع بخصائص طبية قوية. وشملت الدراسة بعض الفئران بعمر 24 شهرًا، أي ما يوازي 56 و69 عامًا مقارنةً لدى البشر.

تلقت بعض الفئران كبريتيد الأليل، ما أدى إلى تحسن في الذاكرتين طويلة وقصيرة المدى. كما أدت أيضاً إلى تحسن في البكتيريا المفيدة التي تعيش في الأمعاء، مقارنة بالفئران التي لم تتلق المكمل. بالإضافة إلى أن الفئران التي تناولت مركب الثوم كان لديها أيضًا تعبير جيني أعلى لعامل الناتريوتريك المشتق من الخلايا العصبية (NDNF). وهو جين ضروري لعمل الذاكرة. كما قد يرتبط انخفاض التعبير عنه بالتدهور المعرفي.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين بكتيريا الأمعاء والصحة العصبية ليست جديدة. إذ تشير البيانات إلى أن الأشخاص المصابين بالخرف لديهم تركيبة مختلفة من ميكروبيوم الأمعاء مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من الخرف. كما قد يحمي الثوم الأسود المعتّق أيضًا الدماغ بطرق أخرى، بما في ذلك:

  • حماية الجسم من الأمراض العصبية التنكسية
  • حماية الخلايا العصبية من موت الخلايا المبرمج
  • منع الموت التأكسدي الناجم عن الأميلويد

يحارب الثوم بعض أنواع السرطان

تظهر العديد من الدراسات أن الخصائص المضادة للأكسدة في الثوم الأسود يمكن أن تساعد في محاربة السرطان. فقد وجدت إحدى الدراسات أنه من الممكن أن يساعد في تقليل نمو خلايا سرطان القولون. كما يمكن للمركبات الموجودة في الثوم الأسود المعتّق أن تمنع تراكم الجذور الحرة في الجسم. وتقلل هذه الخاصية من تلف الخلايا بالإضافة إلى أنها من الممكن أن تساعد في الحد من نمو الخلايا السرطانية وانتشارها المحتمل في الجسم.

الخصائص المضادة للفيروسات لمكملات الثوم

للثوم أيضًا تاريخ طويل في فعاليته ضد الفيروسات. فقد  أظهرت إحدى الدراسات في عام 1985 أن الثوم كان له نشاط ضد الإنفلونزا والهربس البسيط. كما أظهرت تجربة على مجموعة من الأشخاص أجريت على 146 مشاركًا خلال موسم الأنفلونزا. أن أولئك الذين يستخدمون مكملات الثوم كانوا أقل عرضة للإصابة بالمرض، وفي حال إصابتهم بالمرض، فإنهم يتعافون بشكل أسرع. أما بالنسبة لأولئك الذين يستخدمون الدواء الوهمي فإنهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض أكثر من مرة في فترة 12 أسبوعًا.

في مراجعة تاريخية للأدبيات، وجد أن الثوم فعال ضد العديد من الفيروسات. بما في ذلك الأنفلونزا ونزلات البرد وفيروس نقص المناعة البشرية والهربس بنوعيه والفيروس الأنفي.

في الحقيقة إن تناول الثوم لا يمكن أن يكون خياراً خاطئاً على الإطلاق. ولكن لمن لا يرغبون به بسبب نكهته اللاذعة فبإمكانهم اختيار الثوم الأسود المعتّق الذي يتم إنتاجه عن طريق تخمير بصيلات كاملة من الثوم الطازج في ظروف يتم فيها التحكم ببعض عناصر المناخ كالحرارة والرطوبة. أما بالنسبة لنكهته فحتى من يكرهون الثوم قد يحبون طعم الثوم الأسود المعتّق فهو مستحضر ذو طعم حلو وحامض وليس له رائحة قوية.

أما لمن يرغبون بتناول الثوم الطازج فقد أظهرت بعض الاختبارات أن بالإمكان تقليل رائحة النفس الكريهة الناجمة عن تناوله عن طريق مضغ تفاحة نيئة أو بعض من أوراق النعناع أو الخس. وعندها لا داعي للخوف من إزعاج الآخرين.

المقالات ذات الصلة

زيادة فوائد الكركم

مخاطر البوتوكس

علاج الشفاه المتشققة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد