التوحد

يعد اضطراب التوحد أحد اضطرابات النمو التي تظهر منذ سنوات الطفولة الأولى. إذ لا يستطيع الطفل المصاب به تطوير مهارات التواصل الاجتماعية .بما ذلك مهارات التواصل اللغوية و الجسدية كالتواصل البصري ولغة الجسد بشكل عام. كما أنه يجد صعوبة كبيرة في فهم لغة الآخرين .و بالتالي تحقيق الاستجابة المطلوبة و المتوقعة منه على مختلف الأوامر و النواهي و المطالب الأخرى. بالإضافة إلى بعض أنواع السلوك التي تعيق اندماجه الطبيعي مع محيطه و ممارسته لحياته بشكل اعتيادي وطبيعي. ظهرت العديد من النظريات التي حاولت تفسير الأسباب الكامنة وراء هذا الاضطراب. و تزاحمت وجهات النظر المختلفة محاولة فك الشيفرة الرئيسية للاضطراب. إلا أن أياً من هذه النظريات لم يستطع وصف الحقيقة كاملة. و ما زالت الأبحاث والدراسات جارية في سبيل التوصل إلى سبب واضح وصريح .وبالتالي اعتماد علاج وافٍ و كافٍ لهذا الاضطراب الذي أعيا الكثيرين.

وإلى أن يتم ذلك فإن كل الاجتهادات المقدمة لعلاج هذا الاضطراب تهدف للتخفيف من أعراضه و تحفيز الدماغ للقيام بالوظائف العقلية المنوطة به و التي تأثرت بفعل هذا الاضطراب. إليكم اليوم أفضل حمية لأطفال التوحد للتخفيف من بعض المظاهر والآثار المصاحبة للاضطراب، يقدمها إليكم الدكتور بيرج.

ما هو اضطراب التوحد

يُعرف التوحد باسم اضطراب “الطيف” نظرًا لوجود تباين كبير في نوع الأعراض وشدتها التي يعاني منها المصابون به. على الرغم من أن اضطراب طيف التوحد يمكن أن يكون اضطرابًا ممتداً مدى الحياة . إلا أن العلاجات والخدمات المقدمة يمكن أن تحسن من الأعراض الموجودة عند المريض .و تطور من قدرته على العمل و التواصل مع المحيط. و توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بفحص جميع الأطفال تحسباً لوجود اضطرب التوحد لديهم.
و بحسب الدليل التشخيصي DSM الذي أعدته الجمعية الأمريكية للعلوم النفسية بهدف تشخيص الاضطرابات العقلية و النفسية. فإن اضطراب التوحد يُشخّص من خلال المحاور التالية:
1- صعوبة التواصل والتفاعل مع الآخرين.
2- الاهتمامات المقيدة والسلوكيات المتكررة.
3-الأعراض التي تضر بقدرة الشخص على العمل بشكل صحيح في المدرسة والعمل ومجالات الحياة الأخرى.

علاج التوحد.

تتنوع علاجات التوحد بدءاً من الأدوية مروراً بالعلاجات السلوكية و البرامج التربوية انتهاءً بالعلاجات الداعمة كالعلاج بالفيتامينات و العلاج بالأوكسجين عالي الضغط و العلاج باللعب مع الحيوانات كالدلافين والأحصنة و العلاج بالاستخلاب والذي يتضمن طرد المعادن من الجسم. و العلاج بالميلاتونين للمساعدة على تخطي مشاكل النوم لدى هؤلاء الأطفال. إضافة إلى الحميات الغذائية التي تركز على استبعاد المواد الصناعية و بعض العناصر الغذائية التي يحتمل أنها تسبب ردود فعل التهابية تفاقم من المشكلة بدلاً من المساعدة على حلها.

اللعب مع الدافين

الحمية الأفضل لأطفال التوحد.

سنعرض فيما يأتي الحمية التي نعتقد أنها الأفضل لأطفال التوحد، لن نتطرق لنظام الوجبات و الكميات. و إنما سنكتفي بتقديم فكرة عامة وشاملة وذلك من خلال عرض نسب المغذيات الكبرى لنظام الوجبات الخاص بمرضى التوحد. إذ إن اتباع هذه الطريقة المبنية على أسس ما وجِدَ من أبحاث تضمن ملاحظة تحسنات هائلة في مهارات التواصل عند الطفل. وقدرته على التواصل مع الآخرين وقدراته المعرفية ومدى تهذيبه وقدرته على التحكّم بنفسه ،

إليكم بعض الخطوات الرئيسية التي تتضمنها هذه الحمية:

  • سنبدأ من المكونات الرئيسية التي تحتويها حمية الكيتو وهي الدهون و البروتينات : تشكل الكربوهيدرات 5% من حمية الكيتو العادية ويشكل البروتين 20% والدهون 75% أما هذه الحمية الخاصة بأطفال التوحد فهي حمية معدّلة عن حمية الكيتو العادية إذ ترتفع نسبة الدهون فيها إلى 80-90% كما أنها تشبه إلى حد كبير الحمية الخاصة بالأطفال المصابين بالصرع ويطلق عليها حمية الكيتو التقليدية ،  و ننصح بالنمط الصحي من تلك الحمية وذلك بزيادة نسبة الدهون وانتقاء المكونات الصحية لأهمية توفر المغذيات الضرورية والابتعاد عما سواها.
  • ينصح أيضاً بأن يشكل زيت MCT  نسبة 25% من مجموع الدهون لا الزبدة ولا السمن وإنما زيت MCT لأن هذا الزيت يمنح الطفل الكيتونات بشكل فوري وهذا ما نحتاجه بالضبط  وهو إمداد الدماغ بكمية هائلة من الكيتونات وبكمية ضئيلة من الغلوكوز لأن ذلك يتخطى عدة مراحل تمنع الغلوكوز من تغذية الخلايا كما أنه يؤمن تغذية مباشرة للخلايا وتحسناً في نسيج الدماغ في زمن قصير.
زيت MCT
  • أما فيما يتعلق بنسبة الكربوهيدرات فننصح بتقليل نسبتها إلى كمية 10-20 جم في اليوم. ولهذا ينصح بالانتباه ومراعاة النسب المحددة لتحقيق نتائج أفضل.
  • إن تناول زيت MCT يساعد في تخطي الكثير من الأمور على مستوى الكبد والمرارة وبالتالي استفادة الجسم من الكيتونات التي يمنحها هذا الزيت بشكل فوري ومباشر.
  • ولا بد أيضاً من مراعاة شروط حمية الكيتو الصحية. كتناول الخضار غير النشوية التي تحوي نسبة عالية من الألياف والإكثار من الخضار الورقية . أو مسحوق الخضار المجففة بالنسبة للأطفال الذين لا يحبون تناول الخضار. وذلك لأهمية توفر المغذيات النباتية وغيرها من العناصر الغذائية في الخضار.
  • كما ننصح أيضاً بالابتعاد عن منتجات الألبان أو الكازين وهو البروتين الموجود في الحليب فقد ثبت أنها تسبب تضرر الدماغ .
  • يجب أيضاً الابتعاد عن الغلوتين والحبوب وكذلك الابتعاد عن السمن لقلة ما يحويه من الجليسيريدات الثلاثية متوسطة الحلقات التي يتمتع بها زيت MCT .
  • يؤمن زيت MCT تحقيق أفضل درجة من الامتصاص في الجسم وأكبر نسبة ممكنة من الكيتونات لذا يجب الحرص على تغذية الطفل باللحوم الغنية بالدهون كالنقانق الغنية بالدهون وزيت جوز الهند  والوَدك (الشحم البقري) والبيض والسمك الدهني والمكسرات الغنية بالدهون كجوز البقان والمكاديميا ، بالإضافة إلى الكهارل (الشوارد) كمسحوق الكهارل الخالي من السكر وفيتامينات B من الخميرة الغذائية أو غيرها من المصادر الطبيعية الأخرى والمعادن النادرة وبهذا نضمن حصولهم على التغذية الكاملة وحصولهم على الوقود المطلوب الذي يلزم لإصلاح النسيج الدماغي.

قد يكون الغذاء أحد أهم العوامل المساهمة في الحفاظ على الصحة و التوازن الحيوي في الجسم، كما أنه من الممكن أن يكون مفتاحاً لتخطي الكثير من الأعراض المرافقة لمختلف الاضطرابات كاضطراب التوحد، لذا فإن تكامل الخطوات العلاجية مع الحمية الغذائية قد يؤتي نتائج مذهلة و مرضية بالنسبة للأشخاص المصابين و من حولهم.

المقالات ذات الصلة

زيادة فوائد الكركم

مخاطر البوتوكس

علاج الشفاه المتشققة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد