عندما نفكّر بالكالسيوم، فإن صحة العظام أول ما يتبادر إلى أذهاننا. إلا أن فوائد الكالسيوم في الواقع تتعدّى ذلك بكثير، فهو ضروريٌّ لتنظيم ضربات القلب والمساعدة في وظائف العضلات، إلى جانب تنظيم ضغط الدم ومستويات الكوليسترول. كما يشارك الكالسيوم في العديد من الوظائف العصبية، وغيرها من الوظائف الأساسية في الجسم. وإلى جانب ذلك كله، يتمتّع الكالسيوم بمفعولٍ مهدّئٍ للجهاز العصبي المركزي، فهو يساعد على النوم العميق. ولهذا، فعند مواجهة صعوبة في تهدئة نشاط الدماغ عند النوم، قد يكون الكالسيوم الحل الأمثل.إذا تناول الكالسيوم مهم جداً لتهدئة نشاط الدماغ والنوم بعمق.
الكالسيوم للأطفال والمراهقين
يعدّ تناول الكالسيوم مهماً جداً لصحة الأطفال بمختلف الأعمار والمراهقين، فهو اللبنة الأساسية لبناء عظامٍ قويةٍ وسليمةٍ، وأحد العناصر الغذائية التي لا غنى للأطفال والمراهقين عنها. إذ يمكن أن يساعد الكالسيوم في علاج الحمّى ومختلف حالات العدوى عند الأطفال.
ولهذا، فمن المفيد جداً إعطاء الأطفال 50 ملغ من الكالسيوم قبل النوم مباشرة، وخاصةً لاكتات الكالسيوم. أما بالنسبة للبالغين، فيمكن تناول 100 ملغ من الكالسيوم قُبيل الخلود إلى النوم.
ومن الجدير بالذكر، أن المراهقين المدخّنين، أو الذين اعتادوا على شرب الصودا أو الكحول أو المشروبات التي تحتوي على الكافيين قد يكون لديهم نقص في الكالسيوم. وذلك لأن تلك المشروبات تُعيق امتصاص الجسم للكالسيوم والاستفادة منه.
أفضل نوع من الكالسيوم
تُعدّ لاكتات الكالسيوم أفضل أنواع الكالسيوم الموصى بتناولها، فهي ليست من منتجات الحليب، وتمتاز بنسبة امتصاصٍ جيدةٍ في الجسم.
أعراض نقص الكالسيوم
لا تظهر أعراض نقص الكالسيوم على الفور، إذ أن الجسم يستمرّ في تزويد نفسه بحاجته من الكالسيوم من خلال استمداده من العظام. إلا أن نقص الكالسيوم لفترات مطوّلة له أعراض خطيرة على الصحة، وتشمل:
- الحيرة والارتباك وفقدان الذاكرة.
- تشنّج العضلات.
- خدر وتنميل في اليدين والقدمين والوجه.
- الاكتئاب.
- الهلوسات.
- الإرهاق.
- ترقق الأظافر وضعفها.
- هشاشة العظام وسهولة تعرّضها للكسور.
- تأخّر نمو الأطفال.
وقد يؤثّر نقص الكالسيوم كذلك على كافة أنحاء الجسم، بما في ذلك إبطاء نمو الشعر وتضرّر البشرة وشحوبها وضعفها.
علاقة نقص الكالسيوم بقلّة النوم
يمكن أن يتسبب نقص الكالسيوم في حدوث تشنّجاتٍ وتقلّصاتٍ عضليةٍ تمنع من النوم ليلاً، إلا أن أهم ما قد يسببه هو تسلّط الأفكار (الذُّهان)، ويمكن لنقص فيتامين B1 أن يتسبّب بذلك أيضاً.
ويعدّ الكالسيوم ضرورياً للدخول في مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، ولإنتاج الميلاتونين. والميلاتونين هو هرمونٌ تُفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ، والتي تماثل في حجمها حبة البازلاء، وتقع أعلى الدماغ المتوسط. ويعمل هذا الهرمون على تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. كما يعمل بمثابة منبّهٍ للإيقاع الداخلي في الجسم. وتتأثر مستويات الميلاتونين في الجسم بالضوء فيأخذ في الارتفاع عندما تُظلم، بينما يسبّب الضوء وقف إنتاجه، وبالتالي خفض مستوياته.
ولهذا فعند ملاحظة أعراض نقص الكالسيوم، بما فيها تسلّط الأفكار عند محاولة النوم، يمكن تناول 100 ملغ من لاكتات الكالسيوم قبل الخلود إلى النوم مباشرةً، فسيساعد ذلك على النوم العميق.
مخاطر تناول مكمّلات الكالسيوم
لا يحبّذ تناول الكالسيوم بكثرة لفترةٍ طويلةٍ من الزمن، فقد يتراكم في الجسم. ونظراً لأن الجسم لا يتخلّص من الكالسيوم بسهولة، وكذلك الأمر مع الحديد، يعاني الكثيرون مع التقدّم في السن من تراكم الكالسيوم في المفاصل والشرايين والعينين والكلى وباقي أعضاء الجسم.
كما أن زيادة الكالسيوم تجعل الشرايين أكثر تصلّباً، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لانعدام مرونة الشرايين. ويسبّب أيضاً الشعور بالقلق والإصابة باضطراب ثنائي القطب ومرض الشقيقة. بالإضافة إلى نقاط الزناد الليفي العضلي، وهي عقَد عضلية قد تحدث في مختلف عضلات الجسم، ويسبّب الضغط عليها شعوراً بألمٍ شديدٍ. ويؤدي تراكم الكالسيوم الزائد أيضاً إلى حدوث التهابات، وقد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان الناتج عن الخلل في الإشارات الخُلوية. كما قد يسبب الإصابة بداء السكري والتحلّل العصبي وأمراض المفاصل التّنكُسية.
ولذلك، إذا لم تدعُ الحاجة للكالسيوم، فمن غير المحبّذ تناول مكمّلات الكالسيوم. بل من الأفضل الاعتماد على الغذاء للحصول على كفاية الجسم من الكالسيوم، ولا سيما لمن تجاوزن سن انقطاع الطمث ويتناولن نسبةً كبيرةً من بيكربونات الكالسيوم يومياً، فهو يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية إلى حدٍّ كبيرٍ.
شاهد الفيديو من هنا: https://youtu.be/ftbamjuugr4