المدمّر الأول للذاكرة وقوة الانتباه والتركيز يتناوله الصغار والكبار

لقد سبق أن تحدثنا مطوّلاً عن دور السكر في زيادة الوزن، وتدمير الكلى والقلب، والعينين والجهاز العصبي. إلا أننا لم نركز بما يكفي على ضرره الشديد على الدماغ. وخصوصاً فيما يتعلق بالناحية المعرفية التي تشمل التركيز والانتباه. إليكم تأثير السكر على الدماغ.

اضطراب نقص الانتباه

 إن تركيز الانتباه على أحد الأمور لفترة من الزمن يعني تجاهل غيره من الأمور الأخرى حولنا التي قد تشتت انتباهنا عنه وتركيز كامل الانتباه إلى أمر واحد. وهذا يتطلب قدرة معرفية كبيرة لأن قدرتنا على تركيز انتباهنا في أمر واحد وإتمامه تعبر عن قوتنا الشخصية. أما التشتت وفقدان تلك القدرة فيُطلق عليه: “اضطراب نقص الانتباه“.

ويُعزى هذا الاضطراب لنقص الدوبامين. ولكن لا دليل على ذلك بل هو مجرد نظرية. ويُقال بأنه ما من دواء لشفائه بل مجرد علاج وعقار. ويكون الهدف الرئيس لهذا العقار هو التخفيف من حدة هذه الأعراض فحسب.

تأثير السكر على الدماغ

 أما فيما يتعلق بتأثير السكر على مختلف أجزاء الدماغ وخصوصاً الفص الجبهي والحصين اللذان يعدان المسؤولين عن الذاكرة والتعلّم وغيرها. فإننا نعلم أن السكر يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في الدوبامين (مركز المتعة) الذي يؤثر على المزاج والسلوك ويمنح شعوراً أفضل. ويجعلنا أكثر سعادة لمدة دقيقة على الأقل ولكن ما إن تتراجع مستقبلاته فإن إحداث التأثير نفسه يتطلب تناول كمية أكبر من السكر. إلا أن المشكلة الكبرى في تأثير السكر على الدماغ هو أنه يؤثر على التحكم التثبيطي في الدماغ. أي أننا نصبح أقل تحكماً بأدمغتنا وأقل تحكماً بالإشارات الإضافية التي ترد إلى الدماغ على مدار 24 ساعة فلا يعود باستطاعتنا تركيز انتباهنا على أي شيء لمدة معينة. وهذا يعني فقدان التركيز ويتقلص حجم الدماغ مع مرور الوقت وخصوصاً الفص الجبهي والحصين ويتقدم الدماغ في السن أي أنه يشيخ ويتراجع تدفق الدم إلى الدماغ.

إن أكثر ما يثير الغرابة حول ما يتوفر من معطيات عن اضطراب نقص الانتباه هو أننا نجد من بينها العوامل الوراثية وعوامل البيئة المحيطة. ولكننا لا نجد أي إشارة إلى السكر بوصفه عاملاً مباشراً أو أحد المسببات.

تأثير السكر على الدماغ

أعراض اضطراب نقص الانتباه

عادةً عندما يشخص اضطراب نقص الانتباه فإن أعراضه توصف على الشكل الآتي:

  • عدم الانتباه إلى التفاصيل وارتكاب الأخطاء الناجمة عن الإهمال.
  • صعوبة في تركيز الانتباه.
  • صعوبة في الإنصات وفي إتمام المهام.
  • صعوبة في التنظيم، ولكن ماذا لو لم يسبق لهؤلاء أن تعلموا كيفية التنظيم؟ فهذه مهارة لا تولد معنا بشكل فطري.
  • تجنب النشاطات التي تتطلب انتباهاً مطوّلاً.
  • صعوبة في إعادة الأشياء إلى أماكنها المخصصة ويعتقد أن هذه بالذات تُعزى إلى العوامل الوراثية -لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين يستصعبون إعادة الأشياء إلى مكانها الصحيح.
  • التشتت الذهني بسهولة ونسيان المهام التي يجب القيام بها.

ولربما أن هذه الأعراض تنطبق علينا جميعاً.

اضطراب نقص الانتباه

أعراض طبيعية!

في الواقع هناكأمر ما حول اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يجب الاطلاع عليه. ففرط حركة الأطراف وكثرة لعب الطفل بيديه وقدميه مع عدم القدرة على الجلوس لفترة طويلة ربما تكون أعراض يعاني منها الجميع. فمن منا يستطيع الجلوس لفترة طويلة؟ 

بالإضافة إلى اللعب بشكل مفرط حتى في المواقف غير المناسبة لذلك. ويضاف إلى ذلك صعوبة في الحفاظ على الهدوء عند اللعب. وأخيراً، كثرة الكلام فهل هذه مشكلة؟ لربما أن المشكلة الحقيقية هي المبالغة في الهدوء والصمت خلافاً لكثرة الكلام. وهل على الأطفال أن يلعبوا بهدوء!!

من أجل الوصول إلى تشخيص لهذا الاضطراب فيجب ملاحظة الأعراض السابقة. أما عند وصف العلاج فيعتمد على عقار ريتالين إذ يفترض بهذا العقار أن يعزز مستوى الدوبامين إلا أنه ينطوي على بعض الآثار الجانبية.

الأعراض الجانبية لعقار الريتالين

تسارع القلب، وارتفاع ضغط الدم والصداع، والأرق والقلق خسارة الوزن، جفاف الفم وألم البطن ومشكلات القلب والذهان والوفاة.

 أما أعراض الانسحاب

الاكتئاب، عدم الرضا عن الحياة، الإنهاك والكوابيس والأفكار الانتحارية.

تصريحات خبراء “جمعية السكر” بشأن تأثير السكر على الدماغ

 أما لمعرفة المزيد عن دور السكر فيجب النظر فيما يقوله الخبراء “جمعية السكر”. فبحسب الخبراء طالما أننا نراعي الاعتدال ونقتصر على كميات معينة منه فلا داعي للقلق بشأن تناوله.  

ولكن ثمة أمران من تلك التصريحات عاريان عن الصحة:

أولهما: أن الكربوهيدرات هما مصدر الطاقة الأول للجسم وهذا غير صحيح إطلاقاً إذ يمكن للجسم أن يعمل على الكيتونات بشكل أكثر كفاءة بكثير. أما عمل الجسم على السكر لفترة من الوقت فيسبب له مشكلات صحية كثيرة.

ثانيهما: فهو أن السكر أساسي لعمل الدماغ والسكر ليس بكذلك، فما إن نتوقف عن تناوله، يبدأ الجسم بإنتاج الكيتونات. إذ ثمة عدة أجزاء في الدماغ بحاجة إلى السكر الذي قد يؤمنه الجسم من قدرته على إنتاج السكر. وتحمل الكبد على عاتقها مهمة تخليق السكر كإحدى وظائفها الاعتيادية. فعندما يحتاج الجسم للسكر فإنه ينتجه وليس بالضرورة أن يحصل عليه من الغذاء لذا فإن هذه معلومات غير صحيحة فما هو الحل؟

كيف نتجنب التأثير المدمر للسكر على الدماغ؟

إيقاف السكر! فإذا كان الأطفال يعانون من اضطراب نقص الانتباه فطبعاً لا يقصد هنا بأن يتوقفوا عن تناول الأدوية. ولكن إيقاف السكر سيؤدي إلى تحسن كبير في سلوكهم. وأسهل طريقة لإيقافه هي تقديم بديل عنه. وينصح بالكحول السكرية كالزيليتول وإريثريتول وفاكهة الراهب وستيفيا. كما ويمكن إعداد الوصفات التي تعتمد في مذاقها الحلو على هذه العناصر الآمنة فهذا يجعل إيقاف السكر أمراً أسهل.

أما للتخلص من الرغبة في السكر فيمكن اتباع التعليمات الآتية:

1- يجب إيقاف السكر إذ لا يمكن التخلص من الرغبة به بدون إيقافه لفترة معينة لمدة تتراوح بين يوم أو اثنين أو حتى ثلاثة. والتقليل من الكربوهيدرات لتصبح أقل من 20 جم في اليوم فهذا يكبح الشهية ويقلل من الرغبة في الأكل. وعندما يتحقق ذلك ستدركون كم هو قابل للتطبيق وكيف يمكن التخلص من الرغبة به في غضون ثلاثة أيام وبعدها يصبح الأمر أسهل بكثير.

2- كما يمكن المباشرة بتناول فيتامين B1. إذ يمكن الحصول عليه من مصدر طبيعي أو من الخميرة الغذائية لأن هذا الفيتامين يخفف بشكل مباشر من فرط الطاقة العصبية لدى كل من الأطفال والبالغين ويساعد الدماغ على التركيز ويعوض النقص الكبير الناجم عن تناول السكر. ولهذا من المحبذ تناول فيتامين B1 حتى لمن يتناولون السكر تجنباً لحدوث نقص حاد. إذ ينعكس نقص فيتامين B1 على الدماغ في الكثير من المشكلات المعرفية كفقدان الذاكرة وعجز التعلم وفرط الطاقة العصبية والعجز عن التركيز والتململ ومتلازمة تململ الساقين والأرق والكوابيس.

3- تصحيح الحالة الدماغية عبر الصيام كصيام 18 ساعة يتخللها فسحة 6 ساعات للأكل. فالمداومة على ذلك لأسبوع على الأقل يعزز القدرة المعرفية.

تتعزز القدرة المعرفية للدماغ عن طريق إيقاف تناول السكر والاستعاضة عنه بالكيتونات التي تجعل من عمل الدماغ أفضل. لذا فإن إمداد الدماغ بالغذاء الصحي المعتمد على الدهون الصحية سيحدث فرقاً واضحاً حتى في حال وجود بعض الاضطرابات المتعلقة بالعمليات المعرفية كاضطراب نقص الانتباه.

المدمّر الأول للذاكرة وقوة الانتباه والتركيز يتناوله الصغار والكبار

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد