التسمم المائي: متى تصبح مفرطاً في شرب الماء؟

التسمم المائي: متى تصبح مفرطاً في شرب الماء؟

لا شك أن شرب كميةٍ كافيةٍ من الماء للحفاظ على رطوبة الجسم أمرٌ مهمٌ لأسباب عديدة – مثل الحد من الإرهاق وتنظيم ضغط الدم وحتى السيطرة على الجوع. لكن هل من الممكن أن يؤثر الإفراط في تناول الماء على الصحة؟

في الواقع:، نعم. إذ يعدّ التسمم المائي (وهو شكلٌ حادٌ من نقص صوديوم الدم) حالةً طارئةً تهدّد الحياة ويجب تشخيصها وعلاجها على الفور لمنع حدوث مضاعفاتٍ خطيرةٍ. فيما يأتي سنلقي نظرة على المخاطر المرتبطة بشرب الكثير من الماء. بالإضافة إلى كمية الماء التي يحتاجها الجسم يومياً للقيام بوظائفه الحيوية على أكمل وجه.

مياه

ما هو التسمم المائي؟

التسمم المائي : هو انخفاض تركيز الصوديوم في الدم (نقص صوديوم الدم) الذي يحدث بسبب استهلاك كمية زائدة من الماء دون تعويضٍ كافٍ للصوديوم.

يشار إلى التسمم المائي بمسمياتٍ مختلفةٍ مثل : نقص صوديوم الدم والتسمم بالماء وفرط السوائل أو الإفراط في تناول الماء. تصف كل هذه المصطلحات الحالة الصحية الخطيرة ذاتها التي يسببها عدم توازن الكهارل – وبالتحديد وجود نسبةٍ زائدةٍ من الماء (H2O) في الدم مقابل نسبةٍ ضئيلةٍ من الصوديوم.

يعني “نقص صوديوم الدم” انخفاض مستويات الصوديوم في الدم (لهذا المصطلح جذور لاتينية ويونانية ويعني حرفياً “نقص الملح في الدم”). التسمم المائي أو نقص صوديوم الدم هو نقيض فرط صوديوم الدم، وهي الحالة التي تحدث بسبب التجفاف (انخفاض مستويات الماء في الجسم).

تسمم مياه

أسباب التسمم المائي:

وجدت الدراسات أن هذه الحالة تشيع لدى المرضى في المستشفيات الذين يعانون من اضطراباتٍ عقليةٍ . إلا أنها يمكن أن تصيب أيضاً الأشخاص الأصحاء.

غالباً ما يرتبط شرب الماء القهري المعروف أيضاً باسم “العطاش النفسي” إما بمرض عقلي أو إعاقة عقلية.

ويرتبط التسمم بالماء عادةً بمزيج من شرب الكثير من السوائل إضافةً إلى زيادة إفراز الفاسوبريسين (الهرمون المضاد لإدرار البول) ما يؤدي إلى تمسك الكلى بالماء.

وقد يصاب الشباب الذين يتمتعون بصحةٍ جيدةٍ مثل الرياضيين أو العسكريين بنقص صوديوم الدم (فرط سوائل الجسم) بعد الإصابات المرتبطة بالحرارة. فأحياناً يشربون كميةً كبيرةً من الماء لمحاولة منع الجفاف لكن هذا قد يأتي بنتائج عكسية إذا استهلكوا كميات كبيرة جداً. وجدت إحدى الدراسات التي تبحث في نقص صوديوم الدم لدى المجندين الأصحاء أن 77% من حالات نقص صوديوم الدم حدثت في الأسابيع الأربعة الأولى من التدريب. ومعظم المجندين الذين تأثروا قد شربوا أكثر من كوبين من الماء في الساعة.

كما يمكن أن يحدث تسمم المياه العرضي في بعض الأحيان بسبب الفشل الكلوي (خلل في وظائف الكلى) أو مرض السكري الكاذب أو التهاب المعدة والأمعاء (التهاب بطانة الأمعاء الناجم عن فيروس أو بكتيريا أو طفيليات). في هذه الحالات يتم علاج نقص صوديوم الدم عادةً بغسل المعدة.

وتعود أسباب التسمم المائي أحياناً إلى المضاعفات التي تحدث عند علاج الأمراض عن طريق التدخل الطبي مثل استخدام السوائل الوريدية أو الشوارد أو التغذية الأولية أو التغذية بالأنبوب الأنفي المعدي أو عند تناول بعض الأدوية العصبية والنفسية. من غير المحتمل إجمالاً أن يؤثر هذا على الأشخاص الذين لديهم وظائف كلية طبيعية ويتمتعون بصحة جيدة. لكن من الممكن أن يحدث ذلك إذا واجهوا تغيرات في إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول لأن هذا يسبب تراكم السوائل.

أعراض التسمم المائي

في حين أن نقص صوديوم الدم الخفيف أو المعتدل لا يسبب عادةً أي أعراض ملحوظة، فإن للتسمم بالماء أعراضٌ كثيرة. الأكثر شيوعاً منها ما يلي:

1-الصداع والارتباك والتشويش.

صداع

2-الغثيان والقيء.

الغثيان

3-ضعف الحالة العقلية والأعراض الذهانية مثل المعاناة من الذهان والهذيان والأوهام والهلوسة. يمكن أن تساهم هذه الأعراض أحياناً في التسمم المائي لأن الشخص لا يدرك ما يحدث له ولا يطلب المساعدة.

4- ضعف العضلات والتشنج والارتعاش والألم والتعب.

5- صعوبة في التنفس.

صعوبة في التنفس

6- كثرة التبول.

7- تغيرات في ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب.

8- نعاس شديد وتوقف التنفس وتهتك جذع المخ وحدوث نوبات وغيبوبة.

متى تصبح مفرطاً في تناول الماء؟

يمكن أن تؤثر عدة عوامل على مدى قدرة شخصٍ ما على إخراج الماء الزائد من جسمه لمنع نقص صوديوم الدم أو التسمم بالماء. يمكن للتعرض للكثير من الإجهاد مثلاً أو وجود حالات مرضية أن يؤثر سلباً على الكلى والجهاز العصبي. الأمر الذي قد يزيد من احتمالية حدوث أعراض التسمم المائي.

إذاً ما هي كمية الماء التي يعد شربها زائداً خلال مدة قصيرة؟

إن كلى الإنسان الطبيعية (الصحيحة) قادرةٌ على إفراز حوالي 800 ملليلتر إلى 1 لتر من السوائل كل ساعة. هذا يساوي حوالي 3.3 إلى 4.2 كوب، 0.21 إلى 0.26 جالون، أو حوالي 0.84 إلى 1.04 لتر في الساعة.

يؤدي شرب أكثر من هذه الكمية إلى حدوث خلل في الإلكتروليتات وربما ترتبط بعض الأعراض المبكرة بنقص صوديوم الدم.

من غير المحتمل أن يحدث التسمم المائي إلا إذا شرب شخص ما كميةً كبيرةً من الماء خلال فترة زمنية قصيرة (ساعة أو ساعتين). ويمكن منع التسمم بالماء إذا لم يتجاوز استهلاك الماء الكمية المطروحة عن طريق البول أو العرق بنسبة كبيرة.

في إحدى الحالات سبّب التسمم المائي وفاة امرأة تبلغ من العمر 64 عاماً بسبب نقص صوديوم الدم الحاد. فقد شربت 30-40 كوبًا من الماء في غضون عدة ساعات قبل النوم. كانت تعاني من الأوهام لذا استمرت في شرب المزيد والمزيد من الماء رغم أنها كانت تتقيأ ولا تشعر بأنها على ما يرام.

وذكرت صحيفة ديلي ميل عام 2014 أن لاعب كرة قدم في المدرسة الثانوية يبلغ من العمر 17 عاماً توفي بسبب التسمم بالماء بعد شربه أربعة جالونات من السوائل بهدف وقف التقلصات أثناء التدريب.

علاج نقص صوديوم الدم

ينحصر علاج نقص صوديوم الدم والتسمم المائي في تنظيم مستويات السوائل في الجسم، وتحديداً رفع مستويات الصوديوم. يجب الموازنة بين كمية الملح/ الصوديوم المستهلكة والمطروحة من الجسم وكمية الماء. وليكن في حسبانك أنه على الرغم من أن الصوديوم قد اكتسب سمعةً سيئةً – غالباً لأنه يوجد بأعلى تركيزات في الأطعمة المصنعة – فإنه في الواقع عنصر غذائي أساسي.

صوديوم الدم

بعض فوائد الصوديوم:

  1. المساعدة في تنظيم كمية الماء في الخلايا.
  2. التحكم في حجم الدم.
  3. تنظيم ضغط الدم.
  4. مساعدة العضلات والأعصاب على العمل بكفاءة.

 علاج تسمم الماء:

  1. غسيل المعدة.
  2. علاج تصحيح مستويات الصوديوم في الجسم.
  3. العلاج المعتمد على استخدام الكهارل.
  4. استخدام مدرات البول لزيادة التبول وزيادة حجم الدم.
  5. استخدام مضادات مستقبلات الفازوبريسين.

المقالات ذات الصلة

زيادة فوائد الكركم

مخاطر البوتوكس

علاج الشفاه المتشققة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد