القرفة تخفّض سكر الدم وقد تحمي من السكري

القرفة تخفّض سكر الدم وقد تحمي من السكري

بعد سنواتٍ عديدةٍ من البحث في التأثيرات “الشبيهة بالأنسولين” للقرفة، خلص الباحثون إلى أن: القرفة تساعد في مكافحة مرض السكري. فقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن تأثيرها لا يقتصر على تقليل مستويات A1C لدى مرضى السكري. بل تقلل أيضاً من ضغط الدم إلى جانب مجموعةٍ من الفوائد الأخرى.

بدأ استخدام القرفة منذ آلاف السنين في صنع التوابل والعطور والأدوية. وكانت تعدّ في العصور القديمة سلعةً تجاريةً تساوي في قيمتها الذهب وهديةً تليق بالأباطرة والملوك.

استخدمها المصريون قديماً في التحنيط. وفي أوروبا في العصور الوسطى، تم استخدامها كدواء للسعال والتهاب المفاصل وآلام الأسنان والتهاب الحلق والتخلص من رائحة الفم الكريهة. كما أصبحت جزءاً من الطقوس الدينية في ذلك الوقت.

أما اليوم فيتم استخدام كل جزءٍ من أجزاء شجرة القرفة بما في ذلك اللحاء والأوراق والأزهار والفاكهة والجذور. فكلها تحتوي على خصائص مفيدة.

فوائد القرفة الصحية

تحتوي القرفة على مضادات أكسدة حيوية كما تحوي نسبةً عاليةً من مضادات الأكسدة المعروفة باسم الفلافينويد. فقد ثبت أنها تحسّن التمثيل الغذائي ولها فوائد أخرى كثيرة منها:

• مضاد للالتهابات ومضادة للأكسدة .
• خافض لشحم الدم لخفض نسبة الكوليسترول والشحوم الثلاثية (أو الغليسيريدات الثلاثية).
• خصائص مكافحة لمرض السكري لخفض مستويات الجلوكوز في الدم بشكل ملحوظ لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النمط الثاني.
• خصائص مفيدة للجهاز الهضمي.
• الخصائص الوقائية العصبية ضد الصداع النصفي والتجمع غير الطبيعي لبروتين تاو المرتبط بمرض الزهايمر.
• تساعد في خفض ضغط الدم.
• خصائص مضادة للأورام لها قدرة على تثبيط أنواعٍ مختلفةٍ من الخلايا السرطانية بما في ذلك سرطان عنق الرحم والقولون والثدي وسرطان الكبد.
• لها قدرة على العمل بمثابة مضاد للبكتيريا ومضاد للفطريات.

كما أظهرت دراساتٌ حديثةٌ أن القرفة يمكن أن تثبّط وظيفة الصفيحات الدموية وتحسّن الجهاز القلبي الوعائي. وقد تساعد في الحد من التقلصات الناتجة عن عسر الطمث (تقلصات الدورة الشهرية) ومتلازمة تكيس المبايض (PCOS).

القرفة تخفّض سكر الدم وقد تحمي من السكري

منع الارتفاع الحادّ للسكر في الدم

تشير أبحاثٌ أخرى إلى أن القرفة قد تساعد في محاربة مرض السكري. فعندما ترتفع مستويات السكر في الدم إلى مستوياتٍ أعلى من المعتاد، يمكن أن تتطور إلى حالة تعرف باسم “ما قبل السكري”. ثم تتطور الحالة إلى الإصابة بالسكري من النوع الثاني. وهما حالتان يعاني منهما ما يقدّر بنحو 100 مليون أمريكي.

يرتبط النظام الغذائي الذي يحوي على نسبةٍ عاليةٍ من الكربوهيدرات بالإصابة بحالة ما قبل السكري. وفي دراسة، تم إعطاء مكمّلات القرفة للمشاركين المصابين بمرض السكري بعد تناولهم وجبة غنية بالكربوهيدرات. وأظهرت النتائج انخفاض مستويات الجلوكوز غير الطبيعية بعد إجراء فحص سكر الصوم (قياس مستوى السكر في الدم بعد ٨ ساعات من الصيام).

وفي دراسةٍ أخرى انخفضت مستويات الجلوكوز في الدم بمعدل 15.95 بعد شرب شاي القرفة. كما انخفضت مستويات A1C والشحوم الثلاثية بنسبةٍ ملحوظةٍ.

بالإضافة إلى خفض مستويات السكر في الدم وضغط الدم، ثبت أن القرفة تمنع العقدية الطافرة التي تعد سبباً رئيسياً لتسوس الأسنان. كما تظهر الدراسات أيضاً أن القرفة قد تخفف من مرض باركنسون وتحسّن القدرة على التعلم وذلك من خلال تحفيز القدرات العقلية.

هل للقرفة آثارٌ جانبيةٌ ضارةٌ؟

على الرغم من أن استخدام القرفة كتوابل غذائية آمنٌ تماماً، إلا أن تناول مكملات القرفة له آثارٌ ضارةٌ محتملةٌ خاصةً عند أخذ جرعاتٍ كبيرةٍ أو تناولها مدةً طويلةً. من أصل 38 تجربة سريرية، أبلغت خمسة عن آثار ضارة. 44 حالة منها كانت تعاني من اضطراباتٍ معديةٍ معويةٍ وردود فعلٍ تحسسيةٍ هي الأكثر شيوعاً.

تعدّ القرفة من نوع سيلون أقل سميةً من القرفة من نوع كاسيا (القرفة العادية). وذلك لأن قرفة كاسيا تحتوي على كمياتٍ عاليةٍ من الكومارين التي يمكن أن تسبب تلف الكبد. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن الكومارين الموجود في قرفة كاسيا يزيد بمقدار 63 مرة عن القرفة من نوع سيلون.

ما هو القدر الكافي من القرفة؟

يمكنك جني الفوائد العديدة للقرفة بإضافة ربع إلى 1 ملعقة صغيرة من القرفة يومياً إلى طعامك أو شرابك. لكن عليك تجنب تناول ملاعق كبيرة من القرفة الجافة. فقد يتسبب المسحوق الجاف في حدوث الاختناق ويمكنك استنشاقه من خلال الممرات الهوائية العلوية الصغيرة في رئتيك. كما يمكن أن يسبب أيضًا ردّ فعلٍ التهابيٍ.

بدلاً من ذلك، رشّ القرفة بكمياتٍ سخيةٍ على طعامك أو أضف القليل منها إلى فنجان القهوة أو الشاي.

ويمكنك تلقّي حصتك اليومية من القرفة ببساطة من خلال كوب من شاي القرفة. ما عليك سوى غلي عود قرفة (أو اثنين) في الماء لبضع دقائق وستحصل على مشروب حار قد يكون له تأثيرات مضادة للميكروبات والأكسدة والالتهابات.

كما يمكنك تغيير نكهتها من خلال إضافة كمية صغيرة من العسل الخام، أو قطعة 1.5 بوصة من الزنجبيل الطازج المقشر أو قشر ثلاث حباتٍ من التفاح. ليكن في حسبانك أن القرفة لن تقيك من آثار كل العادات الغذائية السيئة وقلة التمارين الرياضية. لكن إضافتها إلى نظامك الغذائي قد يحدث فارقاً إيجابياً.

طريقةٌ أخرى لاستخدام القرفة

 وجد الباحثون أن إعطاء المكملات الغذائية التي تحتوي على مزيج من القرفة والكركمين والكركم والكروم وحمض ألفا ليبويك لأفراد أصحاء أحدث تأثيراً إيجابياً على نسبة الدهون في الدم وكذلك في تحسين وظائف الدماغ.

فإذا كنت لا تحب طعم القرفة، يمكنك الاستعاضة عنها بتناول مكمّل مخمّر. إذ يعد ذلك بديلاً يمكّنك من الاستمرار في جني فوائدها العديدة.

القرفة تخفّض سكر الدم وقد تحمي من السكري