أكثر من 80% من مرضى كورونا يعانون من نقص فيتامين “د”

أكثر من 80% من مرضى كورونا يعانون من نقص فيتامين “د”

إلى جانب مقاومة الأنسولين، ظهر نقص فيتامين “د” كعاملٍ خطرٍ رئيسيٍ لحدّة الإصابة بكوفيد-19 التي يمكن أن تنتهي بالوفاة. وقد ثبت أن ارتفاع مستويات فيتامين “د” يقلل من خطر الإصابة بالفيروس في المقام الأول.

كوفيد 19

الغالبية العظمى من مرضى كوفيد -19 يعانون من نقص فيتامين “د”

وفقًا لدراسةٍ إسبانيةٍ تم نشرها في 27 أكتوبر 2020 في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي (The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism) فإن 82.2 ٪ من مرضى كوفيد-19 يعانون من نقص فيتامين “د” المعروف أيضاً باسم “25-هيدروكسي فيتامين د”.

وبينما لم تفلح هذه الدراسة في إيجاد علاقة بين نقص مستوى فيتامين “د” وحدّة الإصابة بفيروس كورونا. أظهرت دراسات أخرى أن المرضى الذين لديهم مستويات أعلى من فيتامين “د” تكون إصابتهم أخف وأكثر اعتدالاً. في الواقع وجدت إحدى هذه الدراسات أن خطر الإصابة الحادة والوفاة جراء كوفيد-19 يختفي فعلياً بمجرد أن يزيد مستوى فيتامين “د” عن 30 نانوغرام/ ملليلتر (75 نانومول/ لتر).

فيتامين د

تأثير فيتامين “د” على كوفيد -19

وجدت الدراسات أن لون البشرة الداكن والتقدم في العمر والحالات المرضية المزمنة ونقص فيتامين “د” كلها قد تؤثر في الإصابة الحادة بكوفيد-19. ومن بين كل هذه العوامل نقص فيتامين “د” هو العامل الوحيد الذي يمكننا التحكم فيه. لذا سيكون من الحماقة تجاهله، خاصةً وأن مكملات فيتامين “د” متاحة ومنخفضة التكلفة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن أن يقلل فيتامين “د” من خطر الإصابة بكوفيد-19 وغيره من أنواع عدوى الجهاز التنفسي من خلال عدة طرقٍ مختلفةٍ:

  1. الحد من تكاثر الفيروسات.
  2. الحد من إفراز السيتوكينات الالتهابية.
  3. الحفاظ على سلامة البطانة (يساهم القصور البطاني في التهاب الأوعية الدموية وضعف تخثّر الدم وهما من السمات المميزة للإصابة الحادة بكوفيد-19).
  4. زيادة نسبة الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2(ACE2).

ويعزز فيتامين “د” إجمالاً الوظائف المناعية من خلال تحسين استجابة الجهاز المناعي بنوعيه الفطري والتكيفي. كما يقلل من ضائقة الجهاز التنفسي ويحسن وظائف الرئة بشكل عام.

ويقلل فيتامين “د” كذلك من خطر الإصابة بالأمراض المصاحبة لكوفيد-19 بما في ذلك البدانة ومرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

كوفيد 19

سمات كوفيد-19 المرتبطة بمستوى فيتامين “د”

ظهر فيروس كورونا المستجد الشبيه بالسارس في فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. وبحلول الصيف انخفضت نسبة الحالات الإيجابية لكوفيد-19 والحالات التي تحتاج الدخول إلى المستشفى كما انخفضت معدلات الوفيات. إذاً فقد ارتبط انتشار كوفيد-19 ارتباطاً عكسياً بازدياد التعرض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس وارتفاع نسبة فيتامين “د”.

إلا أن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة ترتفع معدلات إصابتهم ووفاتهم بكوفيد-19مقارنةً بذوي البشرة الفاتحة. إذ يتم إنتاج فيتامين “د” في البشرة نتيجةً للتعرض لأشعة الشمس. لكن كلما كانت البشرة أغمق احتاج الشخص إلى مزيدٍ من التعرض للشمس من أجل الحفاظ على المستوى الأمثل من فيتامين “د”.

ففي حين أن الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة يحتاجون للتعرض للشمس حوالي 10 إلى 15 دقيقةً فقط في اليوم. قد يحتاج الأشخاص ذوو البشرة الداكنة جدًا إلى 1.5 ساعة. لهذا السبب يشيع نقص فيتامين “د” أكثر بين السود وذوي البشرة الداكنة من أصل إسباني.

إن إحدى السمات المميتة لكوفيد-19 حدوث “عاصفة السيتوكين” وهو رد فعل مناعي يمكن أن يتطور في الحالات الشديدة ليصبح شكلاً من أشكال الالتهاب المفرط ويسبب تلفاً في الأنسجة. ومن المعروف أن فيتامين “د” ينظم إنتاج السيتوكينات الالتهابية وبالتالي يقلل من هذه المخاطر.

أخيراً يعمل فيتامين “د” منظماً مهماً للجهاز المناعي، ويعدّ عدم انتظام الجهاز المناعي سمةً مميزةً للإصابة الحادة بفيروس كوفيد -19.

كوفيد 19

دور المغنيسيوم وفيتامين ك 2

إن التعرض المنتظم لأشعة الشمس هو الطريقة المثالية لتحسين مستوى فيتامين “د”، لكن قد يكون هذا مستحيلًا تقريباً خلال فصل الشتاء. ولهذا السبب يوصى بتناول مكملات فيتامين د 3 عن طريق الفم. لكن عند تناولك المكملات يجب أن تكون على دراية بالمغذيات الأخرى التي لها تأثيرات مضاعفة.

أحد تلك المكملات هو المغنيسيوم وهو ضروري لتحويل فيتامين “د” إلى شكله النشط. فبدون كميات كافية من المغنيسيوم لا يمكن للجسم الاستفادة بشكل صحيح من فيتامين “د” الذي تتناوله.

وفقًا لمراجعة علمية تم نشرها في عام 2018 فإن ما يصل إلى 50٪ من الأمريكيين الذين يتناولون مكملات فيتامين “د” قد لا يحصلون على فائدة كبيرة. لأن فيتامين “د” يتم تخزينه ببساطة في شكله غير النشط. والسبب في ذلك أن أجسامهم تفتقر إلى ما يكفي من المغنيسيوم. وفي بحث عام 2013 تم تسليط الضوء على هذه المشكلة. وخلص البحث إلى أن تناول المغنيسيوم بنسبٍ عاليةٍ يساعد في تقليل خطر الإصابة بنقص فيتامين “د” عن طريق تنشيطه في الجسم.

عامل مساعد آخر هو فيتامين ك 2 إذ يساعد في منع المضاعفات المرتبطة بالتكلس المفرط في الشرايين. إن النقص النسبي لفيتامين ك 2 هو ما ينتج عنه أعراض “تسمم فيتامين د”.

وفي دراسةٍ تم إجراؤها على ما يقرب من 3000 شخص أظهرت نتيجتها أنك بحاجة إلى تناول فيتامين “د” عن طريق الفم بنسبة 244٪ إذا كنت لا تتناول المغنيسيوم وفيتامين ك 2. يعني هذا من الناحية العملية أنك إذا تناولت المكملات الثلاثة معًا فأنت بحاجة إلى تناول كمية أقل بكثير من فيتامين “د” عن طريق الفم للوصول إلى نسبةٍ جيدةٍ من فيتامين “د” في الجسم.

مغنزيوم

فيتامين “د” يساعد في الحماية من السرطان وأمراض أخرى

وفقاً لدراسةٍ تم إجراؤها على نطاقٍ واسعٍ. فإن الحصول على مستوياتٍ مثاليةٍ من فيتامين “د” يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان. إذ يمكن أن يساعد في الوقاية من 16 نوعًا مختلفًا على الأقل من السرطانات. بما في ذلك سرطان البنكرياس والرئة والمبيض والبروستاتا والجلد.

كما يقلل فيتامين “د” الناتج عن التعرض لأشعة الشمس بشكلٍ كبيرٍ من خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. مثل التصلب اللويحي (MS) والسكري من النوع الأول. ويساعد التعرض لأشعة الشمس أيضًا في الوقاية من هشاشة العظام الذي يعد مصدر قلقٍ كبيرٍ للنساء على وجه الخصوص.

أكثر من 80% من مرضى كورونا يعانون من نقص فيتامين “د”

المقالات ذات الصلة

غلوتامات أحادي الصوديوم

مخاطر رقائق الألمنيوم

كشف أسرار الأشواغاندا الفوائد والمحاذير

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد