العلاقة بين اضطراب النوم وارتفاع الحرارة الناجم عن زيادة سكر الدم

العلاقة بين اضطراب النوم وارتفاع الحرارة الناجم عن زيادة سكر الدم

هناك حالتان صحيتان شائعتان لدى كثيرٍ من الناس هما مقاومة الأنسولين واضطرابات النوم. وقد اتضح أن ثمّة ارتباطٍ بينهما. فمقاومة الأنسولين هي أساس الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. ووفقاً للجمعية الأميركية لمرض السكري بلغت نسبة المصابين بمرض السكري في عام 2018 حوالي 10.5٪.

اضطراب النوم

ومع ذلك فقد أظهرت نتيجة اختبار تحمّل الجلوكوز الذي أجراه دكتور جوزيف كرافت لأكثر من 14000 شخص أن من الممكن أن تترافق مستوياتٌ مرتفعةٌ من الأنسولين مع استجابةٍ طبيعيةٍ للجلوكوز.

ويعتقد كرافت أنه من خلال تصحيح مستويات الأنسولين العالية التي تؤدي إلى مقاومة الأنسولين، يمكنك أيضاً منع تلف نظام الأوعية الدموية بشكلٍ مباشر وغير مباشر.

كما أظهر اختبار كرافت أن انتشار مقاومة الأنسولين أعلى بكثير مما كان يعتقد ومن تقديرات مرضى السكري. وكذلك عدد الأشخاص الذين لا يحظون بقسطٍ كافٍ من النوم كل ليلةٍ أعلى بكثيرٍ من المتوقع.

أجرت شركة “Mattress Firm” دراسةً استقصائيةً للنّظر في عادات النوم وعدد ساعات النوم التي يحظى بها الفرد كل ليلة. وأظهرت نتائج الدراسة عام 2019 أن الأمريكيين ينامون ساعاتٍ أقل وأنهم أقلّ رضاً عن نوعية نومهم.

وسطياً​​، أفاد 52٪ ممن أجابوا على الاستطلاع أنهم يحظون بست ساعاتٍ أو أقل من النوم كل ليلة. بينما وصف 40٪ منهم نوعية نومهم بأنها “ليست جيدة جداً” أو “ليست جيدة على الإطلاق”. وقد يكون هذا مرتبطاً بالأنشطة التي يقومون بها بشكلٍ روتينيٍ في المكان الذي ينامون فيه. بما في ذلك مشاهدة التلفزيون وتناول الطعام ولعب ألعاب الفيديو.

تؤثّر اضطرابات النوم على ما يقرب من 70 مليون شخص في الولايات المتحدة. وتشمل متلازمة انقطاع النَّفَس النَّومي، والأرق والخُدار (التغفيق) ومتلازمة تململ الساقين.

ومع ذلك، فإن الحالات الطبية ليست السبب الوحيد الذي يجعل نومك مضطرباً. إذ يجد الخبراء أن أخذ قيلولةٍ طويلةٍ بعد الغداء. وتناول وجبةٍ قبل ساعاتٍ قليلةٍ من وقت النوم. وتناول الكثير من الكافيين يمكن أن تؤثر جميعها على نوعية النوم وعدد ساعاته.

العلاقة بين اضطراب النوم وارتفاع الحرارة الناجم عن زيادة سكر الدم

جلوكوز الدم والأنسولين يرفعان درجة حرارة الجسم

عادةً ما يكون الجسم في حالةٍ من التوازن (التنظيم الحراري – Thermoregulation). ويتحقق هذا التوازن من خلال التفاعلات المعقدة بين الوطاء (منطقة ما تحت المهاد) والعضلات والجهاز العصبي والجهاز الوعائي. تتحكم هذه العملية تماماً في درجة حرارة الجسم في مواجهة درجة الحرارة المحيطة وتوليد الحرارة الداخلية.

انسولين

يحتاج الجسم إلى هذه العملية من أجل الاستتباب (homeostasis) والحفاظ على بيئةٍ داخليةٍ مستقرةٍ تعمل فيها الإنزيمات والبروتينات والهرمونات بكفاءةٍ. وقد يؤدي تغيّرٌ طفيفٌ في درجات حرارة الجسم إلى نتائج كارثية على الصحة. فإبقاء المنظومات الداخلية للجسم بما فيها درجة حرارة الجسم في حالة استقرار يعدّ شكلاً من أشكال التوازن. ويتأثر ذلك بالتحكم في مستويات الجلوكوز والأنسولين في الجسم.

أوضح كرافت أنه غالباً ما تسبق حالة فرط الأنسولينية (hyperinsulinemia) مقاومة الأنسولين وأعراض مرض السكري. ووجد فريقٌ من الباحثين من معهد “سكريبس” للأبحاث أن المستويات العالية من الأنسولين ترفع درجة حرارة الجسم الأساسية.

وقد يعني هذا أنه حتى الأشخاص الذين لا يعانون من مقاومة الأنسولين يمكن أن يتعرضوا لارتفاعٍ في درجة الحرارة بعد تناول وجبةٍ غنيةٍ بالكربوهيدرات تحفّز إفراز الأنسولين. ويمكن أن تقلل مستويات الجلوكوز في الدم أيضاً من قدرة الجسم على تبديد الحرارة وبالتالي تبقى درجة حرارة الجسم مرتفعةً.

يلجأ الجسم إلى التعرق كطريقةٍ للتخلص من الحرارة الزائدة الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي أو النشاط البدني أو أي محفزاتٍ خارجيةٍ أخرى. يتم التحكم بعملية تنظيم الحرارة بواسطة التعرّق في الغالب عن طريق منطقة ما تحت المهاد. ويمكن لارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية أن يكون له عواقب وخيمة على نظام القلب والأوعية الدموية. وقد يؤثر على التحكم في نسبة السكر في الدم.

وقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف التحكم في نسبة السكر في الدم بسبب المضاعفات المتعلقة بمرض السكري. معرضون بشكل خاص لضعف التحكم في درجة الحرارة. ومع ذلك، يمكن لأي شخص مصابٍ بداء السكري أو غير مصاب أن يعاني من ارتفاع في درجة حرارة الجسم الأساسية.

العلاقة بين اضطراب النوم وارتفاع الحرارة الناجم عن زيادة سكر الدم

العلاقة بين النوم العميق ودرجة حرارة الجسم

إذا سبق لك الاستيقاظ يوماً بسبب إحساسك بالحرّ أو البرد، فلا بد أنك تعلم أن درجة الحرارة المحيطة تؤثر على جودة نومك. فحتى التغيّرات الطفيفة في درجة حرارة الغرفة أو درجة حرارة الجسم الأساسية يمكن أن تؤثر سلباً أو إيجاباً على النوم. إذ تتماشى درجة حرارة الجسم مع الدورة الطبيعية للنوم والاستيقاظ. فتنخفض في الليل أثناء النوم وترتفع خلال النهار.

النوم العميق

تتأثر درجة حرارة البشرة بعدة عوامل منها: بيئة النوم وملابس النوم والبطانية وجودة المرتبة. ودرجة حرارة الغرفة ووقت تناول آخر وجبة قبل النوم.

وقد تؤدي زيادة درجة حرارة البشرة إلى 0.72 درجة فهرنهايت (0.4 درجة مئوية) إلى منع الاستيقاظ خلال الليل وجعل النوم أكثر عمقاً.

إلا أنه في دراسةٍ تم فيها قياس النوم المجزأ لـ 765000 شخص في الولايات المتحدة. أظهرت البيانات أن زيادة درجة الحرارة أثناء الليل أدت إلى زيادة في معدّل النوم غير الكافي.

وبالتالي، فإن النوم في غرفةٍ أكثر برودةً قد يؤدي إلى تقليل اضطرابات النوم. وتقترح مؤسسة النوم الوطنية (NSF) أن تكون درجة حرارة غرفة النوم المثلى ما بين 15.5 درجة مئوية (60 درجة فهرنهايت) و 19.4 درجة مئوية (67 درجة فهرنهايت). فعلينا تجنب درجات الحرارة القصوى (سواء شديدة الحرارة أم شديدة البرودة) التي تحفّز آليات الدفاع عن تنظيم الحرارة. وبالتالي تؤدي إلى إيقاظنا من النوم.

تختلف درجة الحرارة المثلى من شخصٍ إلى آخر. لكن النوم في غرفةٍ باردةٍ مع ملاءةٍ رقيقةٍ وبطانيةٍ يكفي إجمالاً لإبقاء درجة الحرارة معتدلةً والحفاظ على راحة الجسم.

العلاقة بين اضطراب النوم وارتفاع الحرارة الناجم عن زيادة سكر الدم

المقالات ذات الصلة

زيادة فوائد الكركم

مخاطر البوتوكس

علاج الشفاه المتشققة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد