تعزيز الذاكرة قصيرة المدى

إنّ ذاكرتنا هي هويتنا. لأننا من خلالها نتعرّف على مَن حولنا ونستعرض شريط حياتنا، وهذا يعني أن فقدان الذاكرة يمكن أن يمثّل فقدان الذات. كما أنه يؤثر على الجوانب العملية من حياتنا كالتجوال في المدينة. وهذا ما يجعل من فقدان الذاكرة أحد أكبر المخاوف التي تعترضنا مع التقدّم في السن.

لا ريب أن الجينات تلعب دوراً هامّاً فيتعزيز الذاكرة قصيرة المدى .إلا أن من شأن خياراتنا الشخصية أن تساهم في حماية الذاكرة من خلال بعض الأم ور كاتباع نظام غذائي صحي .وممارسة الرياضة بانتظام والابتعاد عن التدخين والحفاظ على مستوىً طبيعيٍّ لكل من ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم.

وليست رياضة العقل بأقل أهمية من رياضة الجسم، فكما يعزز التمرين قوة العضلات فإن التمارين العقلية تحافظ على قوة الذاكرة.

ومن بين أقسام الذاكرة، يُعد فقدان الذاكرة قصيرة المدى تمهيداً للإصابة بالخرف وحتى بالزهايمر

يُعتبر فقدان الذاكرة قصيرة المدى أحد أول الأعراض لتضرّر الحُصين – أحد مناطق الدماغ.

اسباب تضرر الحُصين:

1.  التقدّم في السن
2.  نقص التأكسج
3. نقص فيتامين D .فمن بين جميع أجزاء الدماغ فأن الحُصين أكثر الأجزاء تضرراً من نقص فيتامين D.
4. التوتر (الضغط النفسي). فقد خلُصت بعض الدراسات إلى وجود روابط بين التوتر المزمن وطيفٍ واسعٍ من المشكلات الصحّية لعل أبرزها وظائف الدماغ. وقد تم مؤخراً في إحدى الدراسات على الحيوانات. التوصّل إلى أن ارتفاع مستويات هرمونات التوتر من شأنه أن يسرّع من فقدان الذاكرة قصيرة المدى عند كبار السن . كما تشير النتائج إلى أن كيفية استجابة الجسم للتوتر قد تكون عاملاً مؤثراً على هرم الدماغ مع مرور الزمن.
5. ارتفاع مستويات الغلوكوز، ولهذا مرضى السكري أكثر عرضةً من غيرهم لتضرّر الحُصين وكذلك جميع من يتبعون حمية عالية الكربوهيدرات.
6. نقص فيتامين B1 الذي هو ثاني أهم الفيتامينات لدعم صحة الحُصين.
7.  نقص الزنك

إلا أن الجيد في الأمر هو قدرة الحُصين على تجديد نفسه بشكل كلّي،

شاهد أيضاً : نظام الكيتو الصحي والصيام المتقطع للمبتدئين.

أسوأ سبعة مكونات في الأطعمة المصنعة.

تعزيز الذاكرة قصيرة المدى

باللجوء إلى عدة أمور:

1.  الحفاظ على دوام الشباب قدر المُستطاع.
2.  زيادة التأكسج من خلال ممارسة التمرينات الرياضية مثلاً أو عن طريق العلاج بالأكسجين عالي الضغط.
3. الصيام والصيام المتقطع الذي له دور في تعزيز ما نسميه “عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ (BDNF). وهو ما يساهم في تعزيز تخليق الخلايا العصبية.
4.  تناول فيتامين D نظراً لكونه أكثر المغذيات أهميةً لصحة الحُصين.
5.  المداومة على تناول الأطعمة الغنية بالزنك (كالمحاريات وكبد البقر).
6. تناول فيتامين B1 – يفضل بالمداومة على تناول الخميرة الغذائية بانتظام.
7. محاولة التخفيف من التوتر قدر الإمكان من خلال ممارسة التمرينات الرياضية مثلاً.

تجديد الحُصين

تجدر الإشارة إلى أن تجديد الحُصين غير ممكن مالم يتغذى على الكيتونات التي يمكن أن نعززها من خلال عدة طرق:

1. اتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات/ حمية الكيتو الصحية
2. تناول زيوت MCT
3. تناول الكيتونات الخارجية (على شكل مكمّلات غذائية)

كما أن الثوم أيضاً أحد الأطعمة التي تعزز الذاكرة. وفقاً لدراسة على عدد من الفئران بعمر 24 شهراً وهو ما يعادل 56 و69 عاماً لدى البشر. تم إعطاء عدد من تلك الفئران كبريتيد الأليل .وهو أحد المركّبات الموجودة في الثوم ولاحظنا لاحقاً تحسّنٌ في الذاكرة الطويلة والقصيرة المدى إضافةً إلى تحسّن بكتيريا الأمعاء. وذلك بالمقارنة مع مجموعة الفئران التي لم يتم إعطاؤها ذلك المركّب.

وفي بيانٍ صحفي. أشار مؤلف الدراسة الدكتور جيوترمايا بيهيرا أن تناول الثوم الغذائي الذي يحوي على مركّب كبريتيد الأليل. يمكن أن يساعد على الحفاظ على صحة الكائنات الدقيقة في الأمعاء . كما أن من شأنه تحسين الصحة المعرفية لدى كبار السن”.

والجدير بالذكر أن هذه العلاقة بين بكتيريا الأمعاء والصحة العصبية ليست بالجديدة. فالأشخاص المصابون بالخرف -على سبيل المثال- يحملون في أمعائهم ميكروبيوتا مختلفة عن تلك الموجودة لدى مَن سواهم.

الخلاصة:

تلعب الذاكرة قصيرة المدى دورًا حيويًا في تشكيل قدرتنا على العمل في العالم من حولنا .إلا أن من شأن بعض الأمراض والأمور الأخرى أن تؤثر على قدرتها على تخزين الذكريات وتحويلها إلى ذكريات طويلة المدى.

ومع استمرار الباحثين في معرفة المزيد عن العوامل التي تؤثر على الذاكرة. فإننا قد نشهد ظهور طرق جديدة لتعزيز الذاكرة قصيرة المدى وحمايتها.

رابط الفيديو : https://youtu.be/fvoFeEndlSE