ما هو الكولاجين؟
الكولاجين هو البروتين الأكثر وفرةً في أجسامنا. وخاصةً الكولاجين من النوع الأول الذي يدخل في تركيب العضلات والعظام والجلد والأوعية الدموية والجهاز الهضمي والأوتار.فوائد الكولاجين للبشرة والشعر والمفاصل مذهلةٌ للغاية. لأن هذا البروتين هو ما يساعد على منح بشرتنا النضارة والليونة، إلى جانب استبدال خلايا الجلد الميتة. أما بالنسبة لمفاصلنا وأوتارنا، فإن الكولاجين هو “الصمغ” الذي يساعد على تماسك الجسم.
تتباطأ عمليات إنتاج الكولاجين في الجسم بشكلٍ طبيعيٍ مع تقدمنا في العمر وتتدنى مستوياته تدريجياً. ما يؤدي إلى ظهور علامات الشيخوخة. فتظهر التجاعيد وتبهت البشرة ويترهل الجلد. كما يؤدي انخفاض مستوى الكولاجين إلى آلام المفاصل بسبب ضعف الغضاريف وتلفها. وقد تساهم عوامل أخرى مرتبطة بنمط الحياة – مثل اتباع نظامٍ غذائيٍ يحتوي على نسبٍ عاليةٍ من السكر، والتدخين والتعرّض المطوّل لأشعة الشمس دون حماية – في انخفاض مستويات الكولاجين
وقد تبيّن أن الأمراض المرتبطة بالكولاجين تعود غالبًا إلى مجموعةٍ من العيوب الجينية. وإلى قلة تناول الأطعمة الغنية بالكولاجين، ونقص التغذية ومشاكل الجهاز الهضمي التي تؤثر على إنتاج الكولاجين.
لكن لحسن الحظ، يمكن أن توفر بعض الأطعمة مثل مرق العظام الكثير من هذا البروتين الحيوي.
شاهد ايضا: كيف يمكن للقاح كورونا تدمير الجهاز المناعي.
فوائد الكولاجين للبشرة والشعر والمفاصل. نذكر فيما يلي بعض تلك الفوائد:
فوائد الكولاجين وأهميته
1. يحسّن صحة البشرة والشعر:
مع تقدّمنا في العمر، ينخفض إنتاج الكولاجين. ويظهر ذلك جليّاً، إذ يبدو الجلد أكثر ترهلاً وتكثُر التجاعيد. وتصبح البشرة أقلّ نضارةً وليونةً. وقد تساعد زيادة مستويات الكولاجين في شدّ البشرة وجعلها تبدو أكثر نضارةً ونعومةً. كما تساعد في تجديد خلايا البشرة وترميمها طبيعياً.
2. يقلل آلام المفاصل وتنكّسها:
إذا كنت تشعر بصعوبةٍ في الحركة أو ألمٍ أثناء الحركة فقد يُعزى ذلك إلى فقدان الكولاجين. فحين تنخفض مستويات الكولاجين في الجسم، تبدأ الأوتار والأربطة بفقدان مرونتها. ما يؤدي إلى تصلب المفاصل وتورمها وغير ذلك.
ويعود دور الكولاجين في تقليل آلام المفاصل إلى تركيبته الملساء التي تشبه الهلام. والتي تغطي العظام وتثبّتها معًا. مما يسمح لها بالانزلاق والتحرك دون الشعور بألمٍ. لذا فإن تناول الكولاجين يقلل من الألم المصاحب للتقدم بالعمر غالبًا. كما يقلل من خطر تنكس المفاصل. وقد توصلت دراسةٌ حديثةٌ إلى أن الكولاجين علاجٌ فعالٌ لهشاشة العظام وآلام المفاصل.
ووجدت دراسةٌ أخرى تم نشرها في المجلة الدولية للعلوم الطبية أن الأشخاص الذين يعانون من آلام المفاصل العظمية. والذين تمت معالجتهم بالكولاجين من النوع الثاني. أظهروا تحسناً كبيراً في أداء الأنشطة اليومية، مثل صعود الدرج والنوم. كما أظهروا تحسنًا عامًا في نوعية حياتهم.وذلك اضافة الى فوائد الكولاجين للبشرة والشعر والمفاصل.
3. يساعد في علاج تسرّب الأمعاء
إذا كنت تعاني من متلازمة الأمعاء المتسربة – وهي حالة تكون فيها السموم قادرةً على المرور عبر الجهاز الهضمي – فيمكن أن يكون الكولاجين مفيدًا للغاية. إذ يساعد في تكسير البروتينات وتهدئة بطانة الأمعاء، وشفاء جدران الخلايا التالفة وغرسها بالأحماض الأمينية العلاجية.
وقد وجدت الدراسات أن المرضى الذين يعانون من التهاب الأمعاء تنخفض لديهم نسبة الكولاجين في الدم. ونظرًا لأن الأحماض الأمينية في الكولاجين تبني الأنسجة التي تبطن القولون والجهاز الهضمي. فإن تناول الكولاجين يمكن أن يساعد في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي. بما في ذلك متلازمة الأمعاء المتسربة ومتلازمة القولون العصبي، وارتداد حمض المعدة ومرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
4. يعزز عملية التمثيل الغذائي
قد تساعد زيادة الكولاجين في زيادة التمثيل الغذائي من خلال إضافة كتلةٍ عضليةٍ خاليةٍ من الدهون إلى الجسم. والمساعدة في تحويل العناصر الغذائية الأساسية. ومن المعلوم أن الاحتفاظ بكتلة العضلات أمرٌ بالغ الأهمية مع التقدم في العمر. فهو يساعد في تعزيز صحة العظام وحرق المزيد من السعرات الحرارية.
5. يقوّي الأظافر والشعر والأسنان
إن بروتين الكولاجين هو اللبنة الأساسية لبناء الأظافر والشعر والأسنان. ويمكن أن تساعد إضافة الكولاجين إلى النظام الغذائي في الحفاظ على الأظافر قوية. كما يساعد على نمو الشعر.
6. يحسّن صحة الكبد
يعد الكولاجين مفيدٌ للغاية في إزالة السموم من الكبد وتحسين تدفّق الدم. والحفاظ على صحة القلب وشبابه. وذلك لأن الجلايسين يساعد في تقليل الضرر الذي يتعرض له الكبد عندما يمتص المواد الغريبة أو السموم أو الكحول التي لا ينبغي أن تمر من خلاله.
7. يحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية
يرتبط الكولاجين بالوقاية من تصلب الشرايين لأنه يساعد الشرايين على البقاء خالية من الترسبات الخطيرة المتراكمة. كما يساعد في توسيع الشرايين واسترخاء العضلات والأوعية الدموية، مما يسمح بتحسين الدورة الدموية.
مصادر الكولاجين الطبيعية
من أهم المصادر الطبيعية للكولاجين الأطعمة الغنية بالبروتين. بما في ذلك لحم البقر والدجاج والأسماك وبياض البيض.
لكن كيف يختلف الكولاجين تبعاً لمصدره؟
كولاجين البقر:
يستخلص الكولاجين البقري من الأبقار، وتحديداً من الجلد والعظام والعضلات. وهو مصدرٌ غنيٌ بالجليسين والبرولين. وبالتالي فهو مفيدٌ لإنتاج الكرياتين وبناء العضلات. كما يساعد الجسم على إنتاج الكولاجين طبيعياً.
كولاجين الدجاج:
وينتج عنه مادة الكولاجين من النوع الثاني وهو الأفضل لبناء الغضروف. وهذا يجعله مفيدًا لصحة المفاصل. خاصةً وأن هذا المصدر يوفر أيضًا كبريتات شوندروتن وكبريتات الجلوكوزامين – وكلاهما له تأثيرات مضادة للشيخوخة.
كولاجين السمك:
ثبت أن الكولاجين المشتق من الأسماك يمكن للجسم امتصاصه بسهولة. ويوفر في الغالب النوع الأول من الكولاجين، مع الأحماض الأمينية الجليسين والبرولين والهيدروكسي برولين. وقد ارتبط استهلاك المزيد من كولاجين الأسماك بفوائد للمفاصل والجلد والأعضاء الحيوية والأوعية الدموية والعظام والجهاز الهضمي.
كولاجين البيض:
يحتوي كولاجين البيض الموجود في قشور البيض وبياضه على الكولاجين من النوع الأول في الغالب. ويوفر كبريتات الجلوكوزامين وكبريتات شوندروتن وحمض الهيالورونيك والأحماض الأمينية المختلفة. التي لها فوائد لبناء النسيج الضام والتئام الجروح وبناء كتلة العضلات.
كيفية إضافة الكولاجين إلى النظام الغذائي
تشمل أفضل الطرق لاستهلاك المزيد من الكولاجين ما يلي:
- تناول مرق العظام.
- استخدام مسحوق البروتين المصنوع من مرق العظام. يمكنك تناول مرق العظام بمفرده أو استخدامه في مختلف أنواع الوصفات.
- تناول مكملات الكولاجين. ويمكن أن تكون على شكل بودرة أو حبوب.
- تناول ملحق ببتيدات الكولاجين.
الآثار الجانبية للكولاجين
لحسن الحظ، نادرًا ما ينجم عن تناول الكولاجين أي آثارٍ جانبيةٍ سلبيةٍ. ومعظم الأشخاص الذين يعانون من آثارٍ جانبيةٍ سلبيةٍ من الكولاجين إما أنهم تجاوزوا الجرعات الموصى بها. أو أن لديهم حساسية مسبقًا.
ومع ذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه أي من الأطعمة التي يُشتق منها الكولاجين. تجنّب مكملات الكولاجين المصنوعة منها لمنع الحساسية.