الحساسية من الهواء البارد(الشرى): الاعراض وطرق الوقاية.

في دنفر بولاية كولورادو، تعرّض رجلٌ يبلغ من العمر 34 عاماً لتيارٍ هوائيٍ باردٍ بعد أخذه حماماً دافئاً. وكثيراً ما يحدث مثل هذا الأمر خلال فصلي الخريف والشتاء. ففي هذه الحالة يتحول الإحساس بالقشعريرة إلى رد فعلٍ تحسسي خطير ومهدد للحياة يُعرف باسم الحساسية من الهواء البارد أو التأق.

حاول الرجل التقاط أنفاسه بصعوبةٍ بالغة وقد غطّى الشرى جسمه كله. حين تم نقله بسيارة إسعاف إلى قسم طب الطوارئ في مركز دنفر الصحي الطبي. وصل هناك وهو يعاني من انخفاضٍ في ضغط الدم وضيقٍ في التنفس بسبب التعرض للهواء البارد بعد الخروج من الحمام.

وفقًا لسجل الحادثة المنشور في صحيفة طب الطوارئ The Journal of Emergency Medicine، فإن الحالة – المعروفة باسم شرى البرد أو حساسية البرد – يجب أن يكون أطباء الطوارئ على علمٍ بها. إذ يمكن أن تغير من الرعاية اللازمة للمريض. وقد تحدث بسبب الحقن الوريدي البارد، مما يؤدي إلى انهيارٍ مفاجئٍ لدى المرضى المصابين بأمراضٍ خطيرة.

وفي معظم الحالات يحدث شرى البرد دون وجود تاريخ عائلي لهذه الحالة. ما يشير إلى أنها ليست حالة وراثية عادةً. ففي كثيرٍ من الأحيان تحدث دون أي محفّزٍ واضحٍ. على الرغم من أن الأمراض المعدية ولدغات الحشرات وبعض الأدوية وسرطان الدم قد تكون عوامل محتملة للإصابة.

تشيع هذه الحال أكثر لدى الشباب. إلا أن هناك دراسة لحالةٍ واحدةٍ لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات أصيب بشرى البرد بعد السباحة في المحيط. كما وجدت إحدى الدراسات أن النساء قد يتأثرن أكثر بمرتين من الرجال.

الحساسية من البرد

أعراض حساسية البرد

تختلف الأعراض المرتبطة بالحساسية من لهواء البارد من شخصٍ لآخر. قد يعاني بعض الأشخاص من ردود فعلٍ خفيفة مع أعراضٍ بسيطة، بينما يعاني البعض الآخر من أعراضٍ متعددة والتأق الذي يهدد الحياة.

تشمل الأعراض ما يلي:

  1. ظهور طفح جلدي أحمر يسبب الحكة بعد التعرض للبرد.
  2. انتفاخ في المنطقة المعرّضة للبرد.
  3. الصداع.
  4. رد فعل تحسسي شديد (التأق).
  5. صعوبة في التنفس.
  6. صدمة.
  7. فقدان الوعي.

يعتمد التشخيص عادةً على هذه العلامات والأعراض المميزة. ويمكن أيضاً إجراء “اختبار مكعب الجليد” إذ يتم وضع مكعب جليد أو جسم بارد آخر على الجلد لمدة تتراوح من دقيقة إلى خمس دقائق. إذا ظهر نتوء أحمر منتفخ على الجلد في غضون بضع دقائق من التعرض، يتم تشخيص الحالة بشرى البرد.

يمكن أيضًا إجراء اختبارات الدم للبحث عن الأمراض ذات الصلة. في إحدى الدراسات التي تم إجراؤها على 50 مريضاً في عيادة الحساسية في كندا تم تشخيص إصابتهم بالشرى الناجم عن البرد. كان 32٪ منهم يعانون من شرى جسدي متزامن بينما 52٪ كان لديهم تشخيصات حساسية ثانوية.

نظراً لأن الحالة يمكن أن يكون لها تأثيرٌ سلبيٌ على نوعية الحياة. فإن الهدف الأساسي من العلاج هو تخفيف الأعراض. وفيما يتعلق بالوقاية يعد تجنب التعرض للبرد الخيار الأكثر فاعلية. لكن عندما لا يكون ذلك ممكناً، يوصى أحياناً بمضادات الهيستامين قبل التعرض للبرد. ويمكن أن يحمل المصابون أيضاً محقنة ذاتية للإبينفرين (EpiPen) لاستخدامها في حالة الحساسية المفرطة.

الطفح الجلدي

التعايش مع الحساسية من الهواء البارد

إذا تم تشخيص إصابتك بشرى البرد، فقد تحتاج إلى تجنب تعريض مناطق كبيرة من جلدك للماء البارد. قبل أن تذهب للسباحة مثلاً اغمس يدك في الماء لترى ما إذا كان سيحدث أي رد فعلٍ تحسسي قبل القفز. ولا تسبح بمفردك في الماء البارد.

ويجب أيضاً تجنب الأطعمة والمشروبات المثلجة. وتجنب تعريض جلدك للتغيرات المفاجئة في درجة الحرارة قدر الإمكان. قد تؤدي الرطوبة والرياح إلى زيادة احتمالية حدوث النوبات. بينما قد يؤدي تعرض الجسم كله للبرد إلى تفاعلاتٍ أكثر حدة. احتفظ بمحقنة ذاتية للإبينفرين لاستخدامها في حال حدوث تفاعلات خطيرة.

وعندما يكون الطقس بارداً ينبغي ارتداء ملابس دافئة وحماية الجلد من التعرض للعوامل الجوية قدر الإمكان. قد يكون من المفيد ارتداء وشاح لتغطية الأنف والفم.

أما بالنسبة للعلاجات البديلة فقد اقترحت إحدى الدراسات أنه قد يكون من الممكن إزالة التحسس عن طريق تعريض مناطق صغيرة من الجلد للبرد. مثل غسل الوجه بالماء البارد كل صباح ومساء.

إقرأ أيضا : المغنيسيوم : مكمّلاته والأطعمة الغنية به.

محفّزات أخرى للشرى

يظهر الشرى على شكل نتوءات منتفخة حمراء أو بلون البشرة على الجلد. قد تسبب الحكة وتتحول إلى اللون الأبيض في المنتصف عند الضغط عليها. لحسن الحظ فإن الشرى الناتج عن البرد ليس شائعاُ. ولكن يمكن أن يكون ناتجاً عن العديد من المحفزات الجسدية الأخرى. بما في ذلك التعرض للحرارة أو الضغط أو أشعة الشمس. كما يمكن أن تسبب التمارين الرياضية الشرى أيضاً.

إليكم بعض المحفّزات الأخرى للشرى:

  1. بعض الأطعمة. وخاصةً الفول السوداني والبيض والمكسرات والمحار.
  2. الأدوية. بما في ذلك المضادات الحيوية والأسبرين والأيبوبروفين.
  3. لسعات الحشرات أو لدغاتها.
  4. اللاتكس.
  5. نقل الدم
  6. العدوى البكتيرية. مثل التهابات المسالك البولية والتهاب الحلق.
  7. العدوى الفيروسية. بما في ذلك نزلات البرد وداء كثرة الوحيدات والتهاب الكبد.
  8. وبر الحيوانات الأليفة.
  9. حبوب اللقاح.
  10. النباتات.
  11. الضغط النفسي.

كما هو الحال مع شرى البرد، فإن أفضل حل للشرى هو تجنب العامل المسبب له. في الحالات التي لا يكون فيها المحفز واضحاً وتكون الحساسية مزمنة. أو تستمر لأكثر من ستة أسابيع فقد يساعد التحدث مع اختصاصي في أمراض الحساسية.

فوائد درجات الحرارة المنخفضة ومخاطرها

إذا كنت لا تعاني من حساسية من البرد، فإن التعرض لدرجات الحرارة المنخفضة يمكن أن يكون مفيداً لصحتك. فقد تساعدك البرودة على حرق دهون الجسم. ويشارك التكوين الحيوي للميتوكوندريا بشكلٍ مباشرٍ في هذه العملية. أثناء التعرض للبرد يزيد الجسم من إنتاج النورابينفرين في الدماغ الذي يساعد على التركيز والانتباه.

وتساعد درجات الحرارة الأكثر برودة على التفكير بوضوحٍ أكثر. فقد وجد الباحثون أن الأشخاص يؤدون المهام بشكل أفضل عندما يتم ضبط درجة حرارة الغرفة على إعداد أكثر برودة ثم إعداد أكثر دفئاً.

الرياضة في طقس بارد

وإليكم بعض النصائح لتسخير البرودة لصالحكم:

  1. وضع كيس ثلج أو كيس جل بارد.
  2. وضع منشفة مثلجة (بلل منشفة ثم جمدها) أو التدليك بمكعبات الثلج.
  3. أخذ حمّام بارد أو بالتناوب بين الماء البارد والساخن في الحمام.
  4. أخذ حمّام جليدي.
  5. ممارسة الرياضة في الطقس البارد بارتداء القليل من الملابس.
  6. القفز في حمّام سباحة غير مدفأ بعد الساونا أو ممارسة الرياضة.
  7. السباحة في المحيط عندما تكون درجة حرارة الماء منخفضة.
  8. قم بخفض منظم الحرارة في منزلك في الشتاء إلى حوالي 60 درجة فهرنهايت.

إلا أن هناك بعض المحاذير. إذ يزداد خطر إصابتك بنوبةٍ قلبيةٍ عند التعرض للبرد مع ارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بالجفاف. وإذا ظهرت لديك أعراض شرى البرد، فعليك تجنب أي تعرض غير ضروري للهواء البارد أو الماء أو الطعام أو المشروبات.

المقالات ذات الصلة

زيادة فوائد الكركم

مخاطر البوتوكس

علاج الشفاه المتشققة

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد