مادة نجدها في كثير من الادوية والمكملات هل هي آمنة؟ | ستيرات المغنيسيوم

لا شك بأننا تناولنا جميعاً حبوب الدواء المعبأة في كبسولات ممتلئة بحبيبات صغيرة تصدر صوتاً عند رجها أو تدحرجها. لكن هل تساءلنا يوماً عن المادة التي تصنع منها هذه المغلفات وكيف تبقى حبيبات الدواء حرة وغير ملتصقة ببعضها البعض؟ وهل هذه المادة آمنة وغير ضارة لأجسامنا؟ سنتحدث اليوم في مقالتنا عن ستيرات المغنيسيوم هل هي آمنة؟ وبعض النتائج التي توصلت إليها الدراسات بشأن هذه المادة. وعن المخاوف التي أثيرت حولهاو عن فوائدها وأسباب الاعتماد عليها في صناعة الدواء؟

ما هي ستيرات المغنيسيوم؟

ستيرات المغنيسيوم هو مزيج من حامض دهني مع المغنيسيوم الذي يشكل المعدن الأساسي فيه. و  هو خليط من حمض دهني نقي وحمض النخيل إذ لا يقل محتوى الحمض الدهني عن 40.0٪ ومجموع الحمضين لا يقل عن 90.0٪.

 يصف دستور الأدوية البريطاني لعام 1993 ستيرات المغنيسيوم بأنه يتكون أساسًا من ستيرات المغنيسيوم بنسب متغيرة من بالميتات المغنيسيوم وأوليات المغنيسيوم.

ستيرات المغنيسيوم هي شكل من أشكال المغنيسيوم المخلبي قبل التحمض ، وكما الحال مع المعادن المخلبة الأخرى مثل (أسكوربات المغنيسيوم ، سترات المغنيسيوم …. الخ) لا تحتوي على أضرار متأصلة بناءً على كونها في مركب محايد مستقر يتألف من معدن و حمض (نباتي). مصدر الحمض الدهني من زيت النخيل المعادل بأملاح المغنيسيوم

مجالات استخدام ستيرات المغنيسيوم

يعد هذا العنصر عامل مزلق فماذا يعني؟ أي أنه يسهل مرور المساحيق على آلات التصنيع عند صناعة المكملات قبل أن يتم تعبئتها في كبسولات صغيرة .إذ يسمح هذا العنصر للكبسولة بالمرور عبر الجهاز الهضمي بشكل أفضل كما أنه يعزز امتصاص المغذيات داخل الجسم لكونه أحد الأحماض الدهنية ومعترف به عموماً بأنه آمن. كما توجد وظيفة أخرى للمسحوق هي إبطاء امتصاص الأدوية و تفككها. و بهذه الطريقة يمتصها الجسم في المنطقة الصحيحة من الأمعاء فبدون ستيرات المغنيسيوم سيكون من الصعب التنبؤ بنتيجة الدواء و جودته و اتساقه.

الجرعة المسموح بها

وفقاً لأحد التقارير من المركز الوطني لمعلومات التقانة الحيوية فإن تناول 2500 ملغ من ستيرات المغنيسيوم مقابل كل 1 كيلوغرام من وزن الجسم يعد آمناً. فلو فرضنا أن وزن الجسم 68 كغ تقريباً فهذا يعني أن تناول 170 ألف ملغ من ستيرات المغنيسيوم في اليوم أمر ممكن وضمن حيز الأمان أما كمية ستيرات المغنيسيوم التي توضع عادةً في الكبسولة فتتراوح بين 4-8 ملغ . وهذا يعني بأن مجموع الكمية المستهلكة في اليوم لا تتعدى النسبة الخطرة المذكورة.

فوائد سيترات المغنيسيوم

فور دخول ستيرات المغنيسيوم للجسم، فإنه سرعان ما يتحلل إلى مغنيسيوم  وحمض الستياريك (حمض الشمع) أما عن الفوائد التي يحملها للجسم فهي:

بالنسبة للمغنيسيوم: عند الابتلاع ، يتم إذابة ستيرات المغنيسيوم في أيون المغنيسيوم والأحماض الدهنية والبالميتية. و يمتص المغنيسيوم بشكل أساسي في الأمعاء الدقيقة ، وبدرجة أقل في القولون. أما عن دوره في الجسم فـإنه:

  • يعمل كعامل مساعد لمئات من التفاعلات الأنزيمية.
  • وهو ضروري لتركيب الكربوهيدرات والدهون والأحماض النووية والبروتينات.
  • و يعد مفيداً لصحة القلب و العضلات.
  • كما أنه يعزز شعور السكينة .
  • و يحدّ من القلق و يساعد على النوم.
  • ويساعد على تعزيز مركبات ATP  وهي عملة الطاقة في الجسم.

أما بالنسبة لحمض الستياريك. فهو عنصر موجود بشكل واسع في الغذاء و هو أحد الأحماض الدهنية التي يمكن أن يحرقها الجسم للحصول على الطاقة أو يخزنها في الأغشية الخلوية. و هو موجود في الزيوت النباتية و الدهون الحيوانية و زبدة الكاكاو و في الشوكولا التي يشكل هذا الحمض نسبة 34% منها.

سيترات المغنيسيوم

ما صحة المخاوف المثارة حول سيترات المغنيسيوم

 يبلغ معدل استهلاك الأنثى العادية 5700 ملغ من هذا الحمض في اليوم. أما معدل استهلاك الرجل البالغ فيبلغ 8200 ملغ من حمض الستياريك في اليوم .وبمقارنة هذه النسبة مع ما يوضع داخل الكبسولة أي مقدار 4-8 ملغ فهي نسبة لا تذكر فنسبة ستيرات المغنيسيوم التي نحصل عليها من المكملات أقل ب800 مرة مما نتناوله في الغذاء.

نتائج بعض الدراسات

 فيما يتعلق بمجال الدراسات:

 فقد عثر على إحدى التجارب المخبرية (خارج الجسم) في طبق بِتري التي لم تظهر أي تغير في الكروموسوم .ولم يترتب عليها أي سمّية في الجينات.

في دراسة أخرى استدل بها كثيرون على سمّية ستيرات المغنيسيوم بدلالة أن تناولها يكبح الخلايا التائية .و لكن عند الاطلاع على الدراسة نجد أنها لم تكن على فئران عادية و إنما فئران معدّلة جينياً تم تعديلها عن طريق تثبيط إنزيماتها المسؤولة عن حمض الستياريك إذ لوحظ تراجع في الخلايا التائية لدى الفئران التي عجزت أجسامها عن حرق حمض الستياريك.

ولكن هل ينطبق ذلك على البشر؟ بالطبع لا، لأن أجسامنا تتمتع بالإنزيمات التي تفكك حمض الستياريك فجميع الدراسات التي تثبت وجود آثار جانبية لتناول ستيرات المغنيسيوم أجريت على فئران المختبر التي أجبرت بالقوة على تناول كميات هائلة من ستيرات المغنيسيوم يستبعد أن يتناول البشر بنفس قدرها حتى لو عاشوا مليون عام لذلك فإنه يجب قبل التسليم بأي معلومة تخص ستيرات المغنيسيوم يجب قراءة الدراسات بتمعن قبل الحكم على سُمّية هذه المادة .

أخيراً:

على الرغم من وجود الكثير من الانتقادات التي طالت هذه المادة و المخاوف التي أثيرت حولها بدءاً من الانتقاد الموجه لها من تأثيراتها المحتملة على الجهاز المناعي .و تأثيرها على امتصاص المواد الغذائية و العقاقير و تحفيزها لنمو الأغشية الحيوية الضارة و كونها أحد مسببات الحساسية. مع كل ذلك في الحقيقة لم تستطع أي دراسة إثبات سمّية هذه المادة و التأكد من مخاطرها. و إن كل ما يشاع عنها مجرد تهويلات إعلامية لا ينبغي الوقوف عندها طويلاً . وذلك أولاً بسبب الكميات الضئيلة التي يتناولها الإنسان والتي لا تشكل خطراً ملحوظاً بالنسبة لحجم جسم الإنسان. و ثانياً لعدم وجود الإثباتات العلمية الكافية التي تدعم تلك الادعاءات. يذكر أن هذه المادة أصبحت تستعمل في المستحضرات التجميلية بسببها مرونتها و قوامها الدهني الذي يسمح بامتداد المستحضر ومنع تكتله.

مادة نجدها في كثير من الادوية والمكملات هل هي آمنة؟ | ستيرات المغنيسيوم

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد