تُعدّ القشرة من أكثر مشاكل الشعر شيوعاً، إذ تصيب واحداً من كل شخصين، أي ٥٠% من سكان العالم. وعادةً ما تحدث نتيجةً للإفراط في إنتاج الجلد الميت، إلا أن سببها يمكن أن يعود إلى العديد من العوامل الأخرى، مثل هواء الشتاء الذي يسبّب الجلد الجاف، والنظام الغذائي الذي يفتقر إلى الفيتامينات، والمواد الكيميائية القاسية الموجودة في الشامبو غير الصحي . لكن لحسن الحظ فإن قشرة الرأس قابلة للعلاج، فهناك بعض الأساليب الناجعة للتخلّص منها نهائياً. كيف نتخلص من القشرة؟
عند محاولة البحث في السبب الحقيقي للقشرة لا نجد أي أسباب تم التوصل إليها بل محض آراء .ولكن لدينا بعض النظريات حول هذا. تظهر القشرة في الشتاء أكثر من الصيف ، أما الأشخاص الذين يعانون من القشرة فيعانون أيضاً نقصاً في فيتامين D . كما أن القشرة هي اختلال للتوازن بين الفطريات والبكتيريا في الجلد ، أحد أنواع فطريات الجلد تُدعى “ملاسيزية” تنمو بأكثر من الضعفين عند تشكّل القشرة ، ويزداد نموها تتغذى هذه الفطريات على الدهون ، وتسبب بالتالي ظهور القشرة على الجلد .
كما يزداد نمو بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية على الجلد وقد تساعد المضادات الحيوية في التخفيف من ذلك ولكن ليس طويلاً
لأن القشرة سرعان ما ستعاود الظهور . وقد تساعد الستيرويدات (الكورتيزون) أيضاً ولكن ليس لوقتٍ طويل . فمشكلة الستيرويدات هي أنها تكبح الجهاز المناعي وهذا يفسح المجال أمام الميكروبات المسببة للمرض للنمو في الجسم نظراً لغياب الدفاعات المناعية.
يلاحظ نقص في مستوى الزنك لدى الأشخاص الذين يعانون من القشرة ولكن هناك معطيات إضافية لا يعترف بها الاختصاصيون عادةً وتتعلق ب(Mycobiota).
الميكوبيوتا (Mycobiota)
لا بد أنكم سمعتم بالميكروبيوتا من قبل وهي البكتيريا الحميدة في الأمعاء وعلى الجلد وحول الجسم . في حين أن الميكوبيوتا هي الخمائر والفطريات الحميدة التي تنمو داخل الجسم وخارجه ، وهذا المجال لا يخضع للأبحاث بما يكفي إلا أنه مجال هام للغاية.
الميكوبيوتا هي جزء من الفلورا وهي الميكروبات الحميدة في الجسم إن هذه الفطريات والخمائر الحميدة تتبادل المنفعة مع الإنسان، إذ أنها تساعد على تفكيك الطعام وتساعد على إنتاج الأحماض لتحمي الجسم من مسببات المرض ولكن عند تناول المضادت الحيوية، قد تنمو بشكل مفرط وتسبب عدوى الكانديدا والقلاع ، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بسعفة القدم (قدم الرياضي)التي تسببها الفطريات التي تنمو على سطح الجسم أو سعفة القدم وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى مشكلات القولون العصبي ومشكلات الجيوب لاحتمال نمو الفطريات داخل الجيوب ، ولهذا فإن اختلال التوازن بين الفطريات والبكتيريا يتسبب في مشكلات كثيرة وذلك لدورهما الكبير في امتصاص المغذيات لأنهما يساعدان في هضم الطعام وفي تعزيز حموضة الجسم والاستقلاب ودعم الجهاز المناعي.
لذا أعتقد أن سبب القشرة ببساطة هو اختلال التوازن بين الفطريات والبكتيريا الحميدة.
حل مشكلة القشرة
الحل لا يكمن بتعاطي الأدوية والستيرويدات للقضاء على الفطريات أو البكتيريا . لأن ذلك سيساهم في خلق سلالة أقوى من البكتيريا والخمائر الضارة ، بل إن الحل الأفضل برأيي هو المضاد الحيوي الطبيعي والمضاد الفطري الطبيعي كالثوم والأوريجانو ، وذلك من خلال تناولهما وليس بالضرورة عبر استخدامهما موضعياً ، لأنهما يساعدان على حل المشكلة داخل الجسم وهو ما ينعكس إيجاباً على الجلد.
إلا أن أحد الأمور الهامة أيضاً هو تعزيز البكتيريا الحميدة والفطريات والخمائر الحميدة أيضاً، و ثمة بعض أنواع البروبيوتيك التي
لا تحوي فقط البكتيريا الحميدة بل تحوي أيضاً الخمائر والفطريات الحميدة التي تعد بنظري أساسية لاكتمال الفائدة.
ويجب الحرص على غسل الشعر كل يوم. إلا أن مشكلة قشرة الرأس قد تصبح أحياناً عنيدة، ولا يكفي غسل الشعر للتخلّص منها. وفي هذه الحالة، يعدّ أفضل علاج للقشرة مزيج من زيت الأوريغانو وزيت بذور الكتان، وإليكم طريقة الاستعمال :
احصلوا على زيت الأوريغانو البري، ويمكن أن يكون على شكل كبسولات يمكن فتحها لاستخراج السائل الذي بداخلها. والكمية المطلوبة هي قطرتان أو ثلاث من زيت الأوريغانو، يتم وضعها في ملعقة كبيرة ثم خلطها مع ملعقة كبيرة من زيت بذور الكتان. وبهذا يصبح لدينا مزيج رائع من زيت الأوريغانو وبذور الكتان يحوي خصائص غنية بالزيوت المفيدة.
يحوي زيت بذور الكتان على الأحماض الدهنية الأساسية التي تمتاز بخصائص شفائية لعلاج فروة الرأس المتقشّرة، فيمكن استخدامه موضعياً. كما يعدّ زيت الأوريغانو أحد أفضل مضادات البكتريا والفطور على الإطلاق.
وللحصول على أفضل النتائج، يمكن فرك فروة الرأس بهذه الزيوت بعد الاستحمام وتركها ليتشرّبها الجلد. وبتكرار هذه العملية لمدة أسبوع، ستلاحظون زوال القشرة نهائياً وبشكلٍ جذري. ومن المهم أيضاً الحرص على العلاج الداخلي للقشرة المتمثّل في الغذاء. فيمكن التداوي بزيت الأوريغانو وزيت بذور الكتان فموياً. ويجب الاهتمام بتناول كمياتٍ كافيةٍ من فيتامينات B لضمان عدم ظهور القشرة مجدداً.
كما ينبغي الحرص على مستوى جيد من فيتامين D، وتعدّ الشمس أفضل المصادر للحصول عليه في الصيف. أما في الشتاء، فيمكن الحصول عليه من الزيت البكر لكبد الحوت الذي يوفّر فيتامين A كذلك . ويعدّ الزنك أيضاً مهم جداً. وقد يترافق نقصه مع ظهور القشرة لدى البعض لذا يجب الحرص على تناول كمياتٍ مناسبةٍ من الزنك.