البكتيريا في جسمنا تتحول من نافعة الى ضارة لهذا السبب

تشتهر البكتيريا بسمعتها السيئة نظراً لارتباط ذكرها بحدوث الأمراض المختلفة مثل التهاب الحلق الذي تسببه بكتيريا المجموعة العقدية والالتهاب الرئوي الذي تسببه بكتيريا المكورات الرئوية والتهاب السحايا والذي تسببه بكتيريا المستديمة النزلية، كما تعرف بكتيريا السالمونيا بسمعتها السيئة وكذلك بكتيريا الايكولاليا فكلاهما يسببان التسمم الغذائي. إن وجود البكتيريا حولنا قد يشعرنا بالرهبة والخوف الأمر الذي يدفعنا إلى تطهير كل أدواتنا وتنظيف جميع الأسطح التي نعمل عليها خوفاً من انتقالها إلينا وتسببها بالأمراض المختلفة. لكن هل كل البكتيريا سيئة؟ وهل علينا أن نسعى جاهدين للقضاء على كل أنواعها والتحرز من التعرض لها؟ الجواب طبعاً هو لا!! فليست كل أنواع البكتيريا ضارة . بل تربطنا ببعضها علاقة وثيقة تدعى علاقة “التعايش” وبعبارة أخرى قد تكون بعض هذه البكتيريا سبباً في بقاءنا أحياء .وعنصراً هاماً من عناصر الحفاظ على الصحة والسلامة.

وقد يكون شفاء بعض أمراضنا بتناول هذ البكتيريا عن طريق بعض الأدوية والأغذية المختلفة فيما يعرف بالبروبيوتيك (البكتيريا الحميدة). إذ أنها تساعدنا على هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية و إنتاج الفيتامينات. كما أنها قد تلعب دوراً مدافعاً ضد البكتيريا الضارة التي قد تهاجم الجسم. وتساهم في صنع الأحماض اتي تمنع نموها وتقوي جهاز المناعة لمحاربتها. لكن الخطير في الأمر أن هذه البكتيريا النافعة والهامة لصحة الجسم قد تتحول إلى بكتيريا ضارة! إليكم هذا المقال الذي يبن كيف تتحول البكتيريا النافعة إلى بكتيريا ضارة.

البكتيريا النافعة

كيف تتحول البكتيريا النافعة إلى بكتيريا ضارة:

تربطنا بالبكتيريا أنواع مختلفة من العلاقات فأحد أنواعها يتمثل بتبادل المنفعة معنا. إذ تؤمن لها أجسامنا البيئة المناسبة لتعيش لتمنحنا بالمقابل الفيتامينات والحماية المناعية. إن أحد أنواع هذه العلاقات هي المعايشة التي يستفيد منها طرف واحد في حين لا يتضرر الآخر ولا يستفيد بالضرورة. بل يتعايش الطرفان بدون أن يتأثرا ببعضهما سلباً. ولكن قد يحدث أن ينقلب مسار تلك العلاقة وتتحول تلك البكتيريا إلى ميكروبات مسببة للأمراض. وهو ما ينطبق على بعض أنواع البكتيريا كالمكورات العقدية والإشريكية القولونية والكانديدا (المبيضات) التي تكون آمنة في الأساس إلا أنها سرعان ما تتغير وتسبب الأذى حتى أن بعض الأنواع قد تتكاثر بمعدل خمسمئة جيل في غضون ثلاثين يوماً . وتتحول إلى كائنات ضارة في أجسامنا بعد أن كانت كائنات سليمة حتى أنها من الممكن أن تتحول إلى بكتيريا قاتلة. إلا أن العامل المساهم الأكبر في تغيّر هذه العلاقة هو الوسط الذي تنمو فيه هذه البكتيريا وهو “الضغط المحيط” عندما يطرأ أي تغير على الوسط من ناحية درجة الحموضة ومستوى الأكسجين والإجهاد التأكسدي ودرجة الحرارة والمواد الكيميائية……

وهذا يعتمد على جميع ما يدخل إلى الجسم وما يتعرض إليه من أنواع الأغذية المختلفة وهذا ما يُعرف بالنمط الغذائي الخاص بكل شخص، لأن الوسط قد يتغير بشكل كلّي وفقاً لما نأكل فنجد الأشخاص الذين يعيشون على الأطعمة الضارة يعانون من كثرة مسببات المرض في حين لا يعاني من يواظبون على الأكل الصحي بنفس القدر، وهكذا تساهم المغذيات في بناء دفاعات أجسامنا وبمعنىً آخر فإن البكتيريا الحميدة  تحمينا وتدافع عنا من مسببات الأمراض.

العوامل التي تساهم في تغير الوسط المحيط:

أولاً: المضادات الحيوية.

أحد العوامل التي تساهم بشدة في التغّير السريع للوسط المحيط هو المضادات الحيوية و ذلك بسبب رفض البكتيريا لأي شيء من شأنه أن يقضي عليها وعند حدوث أي محاولة للقضاء عليها فإنها تقاوم ذلك لتنجو فتصبح بذلك مقاومة للمضادات الحيوية وهذا ما يؤدي إلى تحولها إلى بكتيريا ضارة، مثال : عدوى MRSA  وهي الحالات التي غالباً ما نراها في المشافي فهي سلالة مقاومة جداً من البكتيريا يصعب جداً القضاء عليها. مثال آخر: المطثية العسيرة . من الجدير بالذكر هنا أن أحد طرق تكيف البكتيريا التي تحدث عند تعرضها للضغط المحيط بسبب المضادت الحيوية المختلفة أن تأخذ بتشكيل ما يشبه الأغلفة لتعيش بداخلها فيما يطلق عليه البيوفيلم (الأغشية الحيوية الرقيقة) .وتبدأ ببناء مستعمرات وتحمي نفسها من كل ما قد يحاول القضاء عليها فتصبح عصيةً جداً على محاولات التخلص منها وتصبح سبباً للكثير من الأمراض.

مضادات الحيوية

ثانياً: التوتر (الضغط النفسي)

عندما يتعرّض الجسم للتوتر (الضغط النفسي) يضعف الجهاز المناعي. أي أن جميع الكريات البيض تكون في حالة كبح. فقد يسبب التوتر ارتفاع الكورتيزول الذي يعيق الجهاز المناعي. وهذا يزيد قابلية الجسم للإصابة بمختلف أنواع العدوى ويجعل أجسامنا عرضة للإصابة بالأمراض ومسبباتها.

من بين الاستراتيجيات التي تلجأ إليها البكتيريا لحماية نفسها عند تغير الوسط المحيط بفعل التوتر هو أنها تعمد إلى استراتيجية النقل الأفقي للمورثات .وذلك عند تعرض البكتيريا للتوتر فإنها تحصل على الحمض النووي (DNA) من بكتيريا ميتة. وما إن تحصل عليه فإنها تعبث به وتحوله إلى أحد مسببات المرض. وهو أشبه بتزاوج (DNA) من أحد أنواع البكتيريا أو الفيروسات.

من بين جميع الأسباب التي تسبب تغير الوسط يعتقد أن التوتر هو أحد أهم الأسباب التي تحرض البكتيريا على الانقلاب على الجسم بعد أن كانت صديقته.

التوتر (الضغط النفسي)

كيف نؤمن وسطاً سليماً يحافظ على البكتيريا نافعة وصحية.

نستطيع أن نعزز من أداء البكتيريا النافعة من خلال:

  1. تأمين بيئة ملائمة لاستقرار هذه الميكروبات مع الحرص على عدم تناول المضاد الحيوي إلا عندما تدعو الحاجة الماسّة إليه. وعند تناول المضادات الحيوية يجب الحرص على تناول البروبيوتيك (البكتيريا الحميدة) بالتزامن مع ذلك.
  2. تجنب التعرض للتوتر ما أمكن.
  3. الحرص على اتباع نظام غذائي صحي لأن الحمية عالية الكربوهيدرات والسكر تغذي الخمائر الضارة والكانديدا وتساعدها على النمو لأنها تتغذى على الغلوكوز.
  4. الصيام المتقطع، أحد الأمور الضرورية جداً هو اتباع الصيام المتقطع، فالصيام يعزز الجهاز المناعي كما أنه يعزز تنوّع البكتيريا الحميدة لذا فإن الصيام ضرورة حتمية وليس  فقط إجراء وقائي ولكنه يلعب دوراً أساسياً لمواجهة أي من مسببات المرض التي قد تكون موجودة في الجسم أصلاً.

يمكن للأشخاص المهتمين زيادة البكتيريا النافعة وتعزيز دورها في الجسم من خلال تناول بعض الأطعمة . مثل اللبن الزبادي والخضار المخللة كمخلل الملفوف (الساوركراوت) ومن خلال تناول المكمّلات مثل أقراص خميرة البيرة الغنية بفيتامينات B المتنوعة.

البكتيريا في جسمنا تتحول من مفيدة الى ضارة لهذا السبب

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد