للجزر فوائد صحّية مذهلة اذ يعد من أهم المحاصيل المزروعة عبر التاريخ وأشهر الخضار الجذرية في العالم. وقد اعتاد الناس من مختلف الثقافات على تناول الجزر بشتى أشكاله سواء كان نيئاً أو مطبوخاً أو حتى معصوراً.
يكتسب الجزر لونه البرتقالي من مضادات الأكسدة التي يحتوي عليها والتي تسمى بـ “الكاروتينات”. أحد هذه الكاروتينات هو البيتا كاروتين الذي يعمل الجسم على تحويله إلى فيتامين “أ”. والذي تعود إليه العديد من الفوائد صحية التي نعرفها اليوم عن الجزر وعصير الجزر.
وقد أظهرت العديد من الدراسات أن البيتا كاروتين ضروريٌ لتحسين المناعة في الجسم والحفاظ على صحة الجلد والعين ومحاربة الجذور الحرة التي يمكن أن تسبب أشكالاً مختلفةً من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.
للجزر قيمةٌ غذائيةٌ عالية. وقد يفيد تناول عصير الجزر في تخفيض الكوليسترول والشحوم الثلاثية. والتخفيف من الاحتقان والإمساك، والحفاظ على صحة الجلد والعين.
شاهد ايضا : فوائد الكولاجين للبشرة والشعر والمفاصل
زيادة الوزن لدى الاطفال : مشكلاتها وطرق حلها.
الفوائد الصحية المذهلة للجزر
1. يحافظ على صحة العين
يحتوي الجزر على ثلاثة عناصر غذائية أساسية من شأنها أن تعزز صحة العين، وهي بيتا كاروتين ولوتين وزياكسانثين.
على سبيل المثال، مع غياب بيتا كاروتين (شكل من أشكال فيتامين “أ”) يمكن أن تحدث أشكال مختلفة من اضطرابات العين – بما في ذلك التنكّس البقعي وحتى العمى. وفي الوقت نفسه، يعمل كل من اللوتين والزياكسانثين على تقليل مخاطر فقدان البصر المرتبط بالعمر.
إن كوباً واحداً فقط من الجزر المفروم يوفّر أكثر من 400٪ من احتياجاتك من فيتامين “أ”ّ.مما يعطي الجزر فوائد صحّية مذهلة
وفيتامين “أ” هو أحد أهم العناصر الغذائية الضرورية لحماية صحة العين والبصر خاصةً مع التقدم في العمر.
يمكن أن يؤدي نقص فيتامين “أ” أولاً إلى العمى الليلي ثم العمى الدائم. وهو السبب الأول للعمى الذي يمكن الوقاية منه في جميع أنحاء العالم.
كما يمكن أن يقلل الجزر أيضاً من خطر الإصابة بالسّاد (الماء الأبيض) والتنكّس البقعي. وهو سببٌ شائعٌ لفقدان البصر المرتبط بالعمر.
لذا فإن تناول الجزر بانتظامٍ يضمن صحة البصر مدى الحياة. وإذا كان تناوله نيئاً لا يروق لك، فاعلم أن شرب عصير الجزر له نفس الفوائد الصحية للعين.
2. مصدرٌ غنيٌّ بمضادات الأكسدة (خاصة الكاروتينات / بيتا-كاروتين)
تمثّل الكاروتينات الموجودة في الجزر وغيره من الخضروات ذات اللون البرتقالي مضادات فعّالة للأكسدة. يمكن أن تساعد في تقليل مخاطر الإصابة بمختلف الأمراض المؤقتة والأمراض المزمنة الخطيرة. كما يفيد الجزر وعصير الجزر الجهاز المناعي من خلال المساعدة في حماية الجسم من أضرار الجذور الحرة والبكتيريا الضارة والفيروسات والالتهابات.
وتشمل مضادات الأكسدة المسؤولة عن تعزيز المناعة:
- فيتامين “سي”
- بيتا-كاروتين
- الليكوبين
- اللوتين
- الزياكسانثين
- البوليفينول
ويعد الجزر أحد أغنى المصادر الطبيعية بالمواد الكيميائية النباتية الكاروتينية ومضاد الأكسدة بيتا كاروتين. وتشير الدراسات إلى أن تلك المواد تساعد في محاربة السرطان عن طريق الحد من تلف الحمض النووي ومستويات الالتهاب وطفرة الخلايا.
3. يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية
قد يساعد تناول الخضروات برتقالية اللون مثل الجزر في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما تشير الأبحاث الحالية إلى أن شرب عصير الجزر يفيد صحة القلب عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي وتعزيز دفاع الجسم ضد أمراض القلب والأوعية الدموية مما يعطي الجزر فوائد صحّية مذهلة.
كما ترتبط المستويات العالية من ألفا وبيتا كاروتين في البلازما بانخفاض خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
وقد يُعزى هذا إلى احتواء الجزر على نسبةٍ عاليةٍ من الألياف ومضادات الأكسدة التي تعمل على خفض الكوليسترول وزيادة إنتاج المادة الصفراء. ما يزيد من قدرة الجسم على هضم الدهون.
كما يعدّ الجزر مصدراً جيداً للألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان. والتي لا يقتصر فائدتها على مساعدة الجهاز الهضمي في امتصاص المُغذِّيات من الطعام بشكل صحيحٍ. بل يؤثر أيضًا بشكلٍ مباشر على مستوى الكوليسترول الجيد في الجسم.
وقد تساعد الألياف كذلك في إزالة الكوليسترول السيء من جدران الشرايين والأوعية الدموية. إضافةً إلى أنها توفر البوتاسيوم الذي يفيد في الحفاظ على ضغط دم صحي.
4. يساعد في الوقاية من السرطان
تشير الأدلة إلى أن تناول نسبٍ عاليةٍ من الكاروتينات التي تتوفر في الفواكه والخضروات يمكن أن يحمي من تكرار الإصابة بالسرطان. إذ وجدت الدراسات أن مضادات الأكسدة الموجودة في الجزر قد تكون قادرة على محاربة خلايا سرطان الدم. وقد تلعب دوراً في تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان الأكثر انتشاراً، مثل سرطان البروستاتا وسرطان المبيض وسرطان الثدي.
5. مهم للحفاظ على صحة الفم
تساعد العناصر الغذائية التي يحتوي عليها الجزر في تعزيز المناعة. بما في ذلك قدرة الجسم على محاربة البكتيريا والسموم التي تدخل عن طريق الفم وتعيش في اللثة والأسنان. وقد تعمل بعض المعادن الموجودة في الخضار كمضاد للبكتيريا وبالتالي تحمي الأسنان من التسوس.
كما يمكن أن يفيد تناول الجزر بعد الوجبات في إزالة بلاك الأسنان والبقع التي تظهر على الأسنان. وبمجرد تناول الجزر، تعمل الألياف على تعزيز المناعة فهي بمثابة “فرشاة للجهاز الهضمي”. كما تعمل على الحد من الإمساك وطرد البكتيريا غير المرغوب فيها من الأمعاء، وهضم العناصر الغذائية المعززة للمناعة بشكلٍ أفضل.
6. يعزز صحة الجلد والتئام الجروح
تُعزى فائدة الجزر للبشرة إلى وجود مركبات منها البيتا كاروتين واللوتين والليكوبين. ويعد البيتا-كاروتين ضرورياً لشفاء الجروح. لذا تم استخدام الجزر كعلاج للمساعدة في التئام الجروح على مدى قرونٍ عديدة.مما يعطي للجزر فوائد صحية مذهلة .
7. يحافظ على صحة الدماغ
كما تشمل فوائد الجزر أيضاً تعزيز صحة الدماغ وذلك من خلال المساعدة في الوقاية من مرض الزهايمر وتحسين الذاكرة ومحاربة أنواع التدهور المعرفي الأخرى. ويعود ذلك إلى قدرة الجزر على تقليل الإجهاد التأكسدي في الدماغ والذي يمكن أن يضعف الإشارات العصبية.
الآثار الجانبية لتناول الجزر
رغم أن تناول الجزر يومياً يعد صحياً تماماً لمعظم الناس، إلا أن الإفراط في تناوله يمكن أن يؤدي إلى اصطباغ الجلد باللون البرتقالي. وهي حالةٌ طبيةٌ تُعرف باسم الكاروتينمية (وجود الكاروتين في الدم –Carotenemia).
تنتج هذه الحالة عن استهلاك الكثير من بيتا كاروتين. وهي المادة الكيميائية التي تمنح بعض الفواكه والخضار – مثل البطاطا الحلوة والقرع والجزر – لونها البرتقالي النضر. فقد يؤدي استهلاك الكثير من الكاروتين إلى تخزين بعضها تحت الجلد، ما قد يصبغ البشرة باللون البرتقالي. خاصةً الوجه واليدين والقدمين. إلا أنها لا تسبب أي ضرر.
تعد الكمية المناسبة من بيتا كاروتين ما بين 6 إلى 8 ملليغرام يومياً. على الرغم من أن ما يصل إلى 20 ملليغراماً يومياً يبدو آمناً لمعظم الناس. أي ما يعادل الكمية الموجودة في حوالي ثلاث حبات جزر كبيرة أو ثلاثة أكواب صغيرة من عصير الجزر. لكن علينا الاكتفاء بحصة 1-2 يومياً إذا أردنا تجنب حدوث أي مشاكل صحية.