لم يتوصل العلماء حتى اليوم إلى سببٍ مؤكّدٍ لمرض الفصام، ولكن يعتقد الباحثون أن هناك بعض العوامل الوراثية والبيئية، وأخرى مرتبطة بكيمياء المخ، قد تُسهِم في الإصابة بهذا المرض. وعلى هذا الأساس، تم التوصل إلى وجود علاقة بين تناول فيتامين B3 والتخفيف من أعراض الفصام. فما علاقة فيتامين B3 بالفُصام؟
ما هو الفُصام؟
الفُصام أو الانفصام العقلي (Schizophrenia) هو اضطرابٌ نفسيٌّ حادٌّ في الدماغ، يتّسم بسلوكٍ اجتماعيٍّ غير طبيعي وفشلٍ في تمييز الواقع. ويُشوِّه الفُصام طريقة الشخص المصاب به في التفكير والتصرّف والتعبير عن مشاعره، والعلاقات المتبادلة بينه وبين من يحيط به. كما يعاني الأشخاص المصابون بالفصام من مشكلاتٍ وظيفيةٍ في المجتمع ومكان العمل والمدرسة، وفي علاقاتهم الاجتماعية.
ووفقاً للتحالف الوطني للأمراض العقلية (NAMI)، يصيب الفُصام حوالي 1% من سكان الولايات المتحدة. ويمكن أن يتم تشخيص المصاب به في أيّ عمر، لكن غالباً ما تحدث أول أزمة نفسية تؤدي إلى تشخيص الفصام في أوائل العشرينات أو الثلاثينيات. وتظهر عادةً أعراض الفُصام على الرجال في وقتٍ مُبكرٍ. ومن النادر جداً أن يتم تشخيص إصابة الفرد بالفُصام قبل سن 12 عاماً أو بعد سن الأربعين.
أعراض الفُصام
ما يُميّز الفُصام عن غيره من الاضطرابات النفسية أو الذّهانية هو شدّة أعراضه. إذ يعاني المصابون بالفُصام من الهلوسة والوهام وجنون الارتياب، والانفصال عن الواقع وفقدان لذّة الحياة، وفتور الشعور وانعدام الإحساس أو التعبير عن المشاعر (اللامبالاة). إضافةً إلى تقلّب المزاج وبطء الحركة، وصعوبة التفكير بشكلٍ منطقيٍ.
أسباب الفصام
يُعزى الفصام طبيّاً إلى حدوث اختلال في توازن مستويات الدوبامين –وهو أحد النواقل العصبية في الدماغ– إذ يعاني مرضى الفصام عادةً من فرط الدوبامين، ما يؤدي إلى ظهور أعراض الفصام. ولهذا يتم إعطاء المرضى أدوية معيّنة لتنظيم مستويات الدوبامين وتخفيف حدّة الأعراض.
وتكمن المشكلة في أن هذه الأدوية قد تنطوي على بعض الآثار الجانبية التي تسبب المتلازمة الأيضية ومقاومة الأنسولين. وقد ثبت أن هذا يزيد من حدّة أعراض الفصام، بسبب تأثيرها السلبي على الدماغ.
شاهد ايضاً : أكثر من 80% من مرضى كورونا يعانون من نقص فيتامين “د”
فرضية الأدرينكروم
في خمسينيات القرن الماضي، أعلن الطبيب أبرام هوفر عن نظرية مختلفة حول مرض الفصام، وهي نظرية الأدرينكروم (Adrenochrome). والأدرينكروم في الأساس يُعدّ أحد نواتج الأدرينالين.
وقد وجد هوفر في بحثه أن التركيب الكيميائي للأدرينالين يتشابه مع ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك (LSD)، وأنه عند ارتفاع مستوياته، يمكن أن يكون له تأثيرات معيّنة على الدماغ.
وخلاصة نظرية هوفر أن الفصام يحدث بسبب الكميات المفرطة من الأدرينوكروم في الدماغ، الذي يعدّ مادة سُمّية. وفي الحالات الطبيعية، يوجد إنزيم في الجسم يتخلّص من تلك المادة الكيميائية، إلا أن الأشخاص المصابين بالفصام عادةً ما يعانون من خللٍ في هذا الإنزيم.
وقد توصّل هوفر إلى أن تناول جرعاتٍ كبيرةٍ من فيتامين B3 (النياسين) –أي ما يتراوح بين 3000-18000 ميكروغرام يومياً– قد يساعد في منع تحوّل طليعة الأدرينالين (النورأدرينالين) إلى الأدرينالين، وبالتالي الحدّ من إنتاج الأدرينالين. وهكذا يساعد النياسين في التخلّص من الأدرينالين، كما يساعد على تقليل إنتاج الأدرينالين الذي قد يحمل أثراً سميّاً على الدماغ، ولاسيما في حال اختلال الإنزيم المسؤول عن التخلص منه.
والنياسين المقصود هنا هو النياسين العادي، لا النياسين فوري التحرر الذي لا يعزّز التدفق، إذ أنه يسبب العديد من الآثار الجانبية بخلاف النياسين العادي.
فوائد أخرى محتملة لفيتامين B3
فيتامين B3 أو النياسين هو أحد الأنواع الثمانية التي تندرج تحت مجموعة فيتامين B، ويحتاجه الجسم للحفاظ على صحة الأعصاب والوزن السليم وغير ذلك.
وتشمل الفوائد الأخرى لفيتامين B3:
- الحدّ من سمية الكبد.
- مكافحة السكري، وذلك من خلال حماية الخلايا المنتجة للأنسولين الموجودة في البنكرياس.
- الحدّ من الإجهاد التأكسدي في المتقدرة (الميتوكوندريا).
- إصلاح التلف في الحمض النووي.
- تخفيض مستويات الكوليسترول السيء، ورفع مستويات الكوليسترول الجيد.
- مكافحة التهاب المفاصل وهشاشة العظام.
- مكافحة البلاغرا (وهي حالة نادرة الحدوث، تحدث بسبب نقص النياسين الحاد في الجسم).
- الحماية من أمراض القلب وجهاز الدوران، مثل تصلّب الشرايين والجلطات.
- حماية خلايا الجلد من أي تلف، وتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد.
- الحفاظ على صحة الدماغ والجهاز العصبي.
شاهد الفيديو من هنا : هذا الفيتامين له تأثير هائل في الهلوسة وانفصام الشخصية