للفلفل الحار فوائد جمة إذ يعدّ الفلفل الحار مكوّناً أساسيّاً للعديد من الأطعمة. ويتميّز بقدرته على منح نكهةٍ مميّزةٍ لمختلف الأطباق حول العالم. وهو عنصرٌ أساسيٌّ في النظام الغذائي للشعوب الآسيوية على مرّ التاريخ.
ورغم أنّ الفلفل الحار غالباً ما يشتهر باستخداماته في الطهي، إلا أنّه يتمتّع كذلك بفوائد صحية جمّة تؤهله للعديد من الاستخدامات العلاجية. وذلك لغناه بالعديد من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي لا يمكن للجسم الاستغناء عنها.
ما هو الفلفل الحار؟
ينتمي الفلفل الحار إلى الفصيلة الباذنجانية. وهو معروفٌ أيضاً بالاسم العلمي الفليفل الحولي (Capsicum annuum).
ومن الجدير بالذّكر أنّ اللذعة الحارقة التي يمتاز بها الفلفل الحار تعود إلى احتوائه على مُركب الكابسيسين (Capsaicin). الذي تُعزى إليه العديد من الفوائد الصحيّة التي يوفّرها الفلفل الحار.
وهناك العديد من أنواع الفلفل الحار التي يختلف كلٌّ منها في الشكل واللون ودرجة الحُرْقة. فالفلفل الرومي مثلاً يتميّز بمذاقه الحلو وتتراوح ألوانه بين الأخضر والأحمر والأصفر والبرتقالي. أما الفلفل فهو من أكثر أنواع الفلفل حرقةً. ويمتاز بلونه الأحمر وشكله الأنبوبي الطويل.
فوائد الفلفل الحار
إلى جانب استخدامه في الطهي، تم استخدام الفلفل الحار على مرّ التاريخ لعلاج العديد من الأمراض المختلفة.
لنتعرّف معاً إلى فوائد الفلفل الحار وما يحويه من فيتاميناتٍ ومعادن:
١- يعدّ مصدراً غنياً جداً بفيتامين C
إذ يحتوي نصف كوبٍ من الفلفل الحار على ما يقارب ١٠٨ ميليغرام من فيتامين C. أي ١٨٠% من الحصة الموصى بها يومياً من هذا الفيتامين الأساسي. وهذا ما يجعله ضرورياً لتعزيز امتصاص الحديد في الأمعاء.
٢– يحتوي على نسبٍ عاليةٍ من فيتامين B6
وفيتامين B6 هو أحد أنواع فيتامين B الذي يؤدّي دوراً مهماً في إنتاج الطاقة وإتمام عمليات الأيض المختلفة في الجسم.
وقد يساعد فيتامين B6 في التخفيف من أعراض متلازمة النفق الرسغي (Carpal tunnel syndrome). وهي حالةٌ مرضيةٌ تنجم عن انضغاط العصب المتوسط الذي يمرّ في منطقة الرسغ أو المعصم ما يؤدي إلى اعتلال هذا العصب.
كما ثبتت فاعلية فيتامين B6 في تقليل احتباس السوائل وطرد السموم من الجسم. ويساعد فيتامين B6 كذلك في بناء أنسجة الجسم. ويفيد في حالات الإمساك وعسر الهضم. بالإضافة إلى فوائد أخرى عديدة لا حصر لها.
٣- غنيٌّ بالبوتاسيوم والمغنيسيوم
فنصف كوبٍ من الفلفل الحار يحتوي على ٢٤١ ميليغرام من البوتاسيوم. أي ما يعادل ٧% من المقدار الموصى به يومياً. ويعدّ البوتاسيوم من المعادن الغذائية الأساسية التي تؤدي مجموعةً متنوعةً من الوظائف الحيوية في الجسم. وقد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب عند تناوله بكمياتٍ كافيةٍ. كما يساعد في تهدئة الأعصاب.
أما المغنيسيوم فهو من أهم المعادن التي تساعد في علاج الاضطرابات العصبية والوقاية منها, كما أنه يساعد في التخلّص من اضطرابات النوم نظراً لأنه يعمل على تهدئة الأعصاب واسترخاء العضلات.
وللبوتاسيوم والمغنيسيوم دورٌ مهمٌ في المساعدة على نقل الدم إلى أنسجة الجسم المختلفة.
٤- تحسين عمل هرمون الأنسولين
تشير الأبحاث إلى أن الفلفل الحار يمكن أن يساعد في تقليل مستويات ضغط الدم والحفاظ على صحة القلب. وقد يكون هذا بسبب قدرة مادة الكابسيسين – التي يحتوي عليها الفلفل الحار – على زيادة مستويات عامل النمو الشبيه بالأنسولين ١ (IGF-1), وهو هرمونٌ مهمٌ يساعد في توسيع الأوعية الدموية للوقاية من ارتفاع ضغط الدم.
لذا يمكن أن يفيد تناول الفلفل الحار في علاج ارتفاع ضغط الدم والحدّ من مقاومة الأنسولين.
وقد وجدت دراساتٌ تم إجراؤها على الفئران أنّ مركب الكابسيسين الموجود في الفلفل الحار قلّل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول لدى بعض الفئران.
٥- يساعد في تخفيف الآلام
خلصت الدراسات أن الفلفل الحار يمكن أن يساعد في تخفيف الألم. وذلك بفضل احتوائه على مركّب الكابسيسين الذي يرتبط بمستقبلات الألم في الجسم ويقلل من الشعور بالألم.
ويعدّ الكابسيسين مفيداً لتخفيف آلام التهاب المفاصل والتخلّص من الحكّة, كما يساعد في التقليل من الالتهابات والتقرّحات.
الخلاصة:
يمتاز الفلفل الحار بغناه بالفيتامينات خاصةً فيتامين C وفيتامين B6. كما أنه مصدرٌ جيدٌ لبعض المعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم. وهو غنيٌّ بالمركّبات المضادة للأكسدة التي ترتبط بفوائد صحية مختلفة. وأبرز هذه المركّبات الكابسيسين الذ يعدّ مسؤولاً عن المذاق اللاذع للفلفل الحار وله فوائد عديدة في تخفيف الألم وتنظيم مستويات الأنسولين في الجسم.