هل يسبب الالتهاب مرض السكري؟

ما يزال لدى الكثيرين بعض الالتباس بشأن الالتهاب ومقاومة الأنسولين وزيادة الوزن. فما العلاقة بين الالتهاب ومرض السكري؟ هل الالتهاب هو ما يسبب مرض السكري أم العكس؟ وما الذي يقود إلى حدوث الالتهاب في المقام الأول؟

دعونا نتحدث عن هذا الأمر باستفاضة.

هل يسبب الالتهاب مرض السكري؟

تحدث الكثير من التفاعلات المتسلسلة المختلفة في الجسم لدى الإصابة بمرض السكري وكذلك عند زيادة الوزن. والعلاقة هنا في الحقيقة ليست علاقة سبب ونتيجة، بل ثمة أمور مرتبطة ببعضها البعض وأسباب أخرى ثانوية. لنوضّح هذا العلاقة المُربكة لنعلم أيٍّ منهما يتسبب في حدوث الآخر.

يساهم الالتهاب في مقاومة الأنسولين الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بمرض السكري – وهو ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم – وقد يتسبب مرض السكري في زيادة الوزن. وكلما زادت نسبة الدهون في الجسم زادت احتمالية حدوث الالتهابات في الجسم. ويمكن أن يساهم الالتهاب كذلك في زيادة مقاومة الأنسولين في الجسم.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل من المعقول أن يصاب شخصٌ ما بمرض السكري بسبب تفاقم الالتهابات؟

هل يمكن أن يعاني شخصٌ ما من زيادة الوزن بسبب إصابته بالالتهاب؟

لا يمكن أن يحدث هذا على الأرجح. فالالتهاب إجمالاً يُسهم في زيادة مقاومة الأنسولين وقد يؤدي إلى تفاقم مرض السكري من النوع الثاني. إلا أنه لا يُسهم إسهاماً مباشراً في زيادة الوزن وتراكم الدهون. ومع ذلك فإنه قد يعيق القدرة على خسارة الوزن.

السبب الرئيسي للالتهاب

إذا تمعّنا في الدوافع الرئيسية وراء الإصابة بالالتهاب نجد أن الجلوكوز يأتي في رأس القائمة. والجلوكوز هو أحد أنواع الكربوهيدرات البسيطة. فالإكثار من تناول الكربوهيدرات يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم.

الالتهاب

كما ثمّة أسباب أخرى للالتهاب أقل شيوعاً منها:

الإكثار من زيوت أوميغا ٦ الدهنية

قد يعود السبب في حدوث الالتهاب إلى الإكثار من تناول زيوت أوميغا ٦ الدهنية. فعلى الرغم من أن بعض هذه الأحماض الدهنية يتمتع بخصائص مضادة للالتهاب، إلا أن بعضاً منها قد يسبب الالتهابات. وخاصةً في حال الإكثار منها.

تراكم الحديد

فقد يؤدي امتصاص كمياتٍ أكبر من اللازم من الحديد إلى حدوث التسمم بالحديد. فيتراكم الحديد في الأنسجة والعضلات. ويزيد مع الوقت من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل.

عدوى مزمنة

قد تؤدي العدوى المزمنة إلى حدوث متلازمة الاستجابية الالتهابية الجهازية. وذلك نتيجةً لإطلاق السيتوكينات المُحرّضة للالتهابات من قبل الخلايا المناعية.

شرب الكحول

قد يؤدي الإفراط في تناول الكحول إلى التهاب بطانة المعدة والتهاب البنكرياس. كما قد يؤدي إلى حدوث التهاب في أنسجة الكبد.

ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول

يعمل الكورتيزول بمثابة مضاد للالتهاب، لذا من المفترض أن يساعد في التخلص من الالتهابات. ولكن ما يحدث هو أن ارتفاع نسبة الكورتيزول في الجسم يؤدي إلى إضعاف مستقبلات الكورتيزول. الأمر الذي يؤدي إلى حدوث مقاومة الكورتيزول.

وقد يقود هذا إلى حدوث نقص في هرمون الكورتيزول في بعض أنحاء الجسم وفائض من الكورتيزول في أنحاء أخرى من الجسم. ويمكن أن ينجم عن ذلك تفاقم الالتهاب.

مرض السكري

إقرأ ايضاً : القرفة تخفّض سكر الدم وقد تحمي من السكري

سبب تراكم الدهون

يعود السبب الأساسي وراء تراكم الدهون إلى ارتفاع الجلوكوز في الدم. فالجلوكوز يحفّز الأنسولين – وهو هرمون يخزّن الطاقة – فيخزّن الأنسولين الجلوكوز ويحوّله إلى دهون. ويمنع حرق الدهون.

كما تسبب مقاومة الأنسولين تراكم الدهون فهي ترفع مستويات الأنسولين في الجسم. وتراكم الدهون يؤدي بدوره إلى تفاقم الالتهابات.

السبيل الأمثل لحرق الدهون

قد يتساءل الكثيرون عن الطريقة المثلى التي تدفع بالجسم إلى الدخول في الحالة الكيتونية أو التسبب في حرق الدهون.

وقد يظن البعض أن تناول مكمّلات الكيتونات يؤدي إلى فقدان الوزن وهذا خطأ. فتناول مكمّلات الكيتونات لن يؤدي إلى تحويل الدهون إلى المزيد من الكيتونات. بل سيحوّلها إلى طاقة. ورغم أن ذلك قد يمنح الجسم بعض الراحة إلا أنه لن يساعد على إنقاص الوزن.

لذ فإن السبيل الأمثل لحرق الدهون يتجلّى في أمرين أساسيين:

١- خفض تناول الكربوهيدرات.

٢- تقليل عدد مرات تناول الطعام في اليوم.

كما أن أسرع طريقة لتحسين مستوى السكر في الدم وتنظيم وزن الجسم تتمثّل في الحدّ من مقاومة الأنسولين. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تقليل نسبة الكربوهيدرات المستهلكة واتباع الصيام المتقطّع.

تسريع خسارة الوزن

في حال اتباع حمية الكيتو – التي تخفّض من استهلاك الكربوهيدرات – والقيام بالصيام المتقطّع وعدم ملاحظة انخفاضٍ كبيرٍ أو فوريٍّ في الوزن. فقد يكون الأمر مرتبطاً بالالتهاب.

ولتسريع عملية فقدان الوزن والحصول على نتائج سريعة، يمكن التركيز على تقليل مستوى الالتهاب. وذلك من خلال:

  • تجنّب شرب الكحول.
  • التخلّص من أي إصابةٍ خفيّةٍ بعدوى من أي نوع.
  • خفض مستويات أوميغا ٦ الدهنية.
  • الحدّ من مقاومة الكورتيزول (تقليل التوتر).
  • تناول الحديد بنسبٍ معتدلةٍ.

وبهذا فإن تخليص الجسم تماماً من كل الالتهابات والالتزام بحمية الكيتو واتباع الصيام المتقطع يمكن أن يساعد على تحسين مستوى السكر في الدم وخسارة الوزن بشكل سريع وفعّال.

شاهد الفيديو من هنا:https://youtu.be/KSS6LUbZuaY

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد