كيفية الإقلاع عن عادة تناول الوجبات الخفيفة

هل تعلم أنّ أكثر الناس يتناولون الطعام لغرض التسلية، وبدافع العادة لا الجوع، وأن بعضهم الآخر يلجأ للأكل عند الشعور بأيّ مشاعر سلبية ظناً أن الطعام يخفّف من التوتر والاكتئاب. فما مدى ضرر هذه العادة السيئة على الصحة؟ وكيف يمكن الإقلاع عن عادة تناول الوجبات الخفيفة (السناك)؟   

الوجبة الخفيفة (السناك)

يُطلَق مصطلح السناك على جميع ما يتم تناوله بين الوجبات الرئيسية (فطور، غداء، عشاء)، ويُشير غالباً إلى الأطعمة المُصنّعة ذات السعرات الحرارية العالية كرقائق البطاطس والبسكويت والمكسّرات.

السناك

ضرر تناول الوجبات الخفيفة

يُعدّ تناول الوجبات الخفيفة والأكل المتكرّر بين الوجبات إحدى العادات التي تضر بالصحة أيّما ضرر. إذ أنه يُحدث اضطراباً دائماً في مستويات السكر في الدم. فبمجرّد تناول أي نوعٍ من الطعام يرتفع سكر الدم فيرتفع الأنسولين ليخفّض من مستوى السكر في الدم. ويؤدي هبوط سكر الدم بدوره إلى الشعور بالجوع مجدّداً. فتتولّد رغبةٌ ملحّةٌ في الاستمرار في تناول الكربوهيدرات طوال اليوم نتيجةً للشعور الدائم بالجوع. وسرعان ما تأخذ مستويات الأنسولين بالارتفاع شيئاً فشيئاً ما يؤدي إلى حدوث مقاومة الأنسولين مع كلّ ما يرافقها من أعراض، كالنهوض للتبول عدّة مراتٍ ليلاً والشعور بالتعب بعد الأكل وتراكم الدّهون حول البطن وارتفاع مستوى سكر الدم، إضافةً إلى حدوث الالتهابات وضعف الرؤية وتشوّش الذهن وغير ذلك.

الأنسولين

وبهذا فإنّ تناول الوجبات الخفيفة يؤدي دوراً رئيسياً في تحريض إفراز الإنسولين. ولعلّ أهم ما يمكننا فعله لصحتنا هو التحكّم بمستوى الإنسولين عند الحد الطبيعي. ومن هنا كان الدور الأكبر للصيام في تنظيم مستويات الإنسولين، ما ينعكس إيجاباً على صحة الجسم ككل. ويساعد على خسارة الوزن الزائد.

كما أن تناول الوجبات الخفيفة يحفّز عديد الببتيد المعدي المثبط، المعروف أيضاً باسم الببتيد المطلق للإنسولين والمعتمد على الغلوكوز. وهو مركب شبيه بالهرمون. ومن شأن هذا المركب أن يحفّز عملية تراكم الدهون ويزيد من الشهية لتناول الطعام. وهذا يفسّر سبب الشعور بالجوع الذي يكون بعد ساعةٍ ونصف من تناول الوجبة الخفيفة.

أهمية الصيام المتقطّع

لا تنحصر أهمية الصيام المتقطّع في الحدّ من السعرات الحرارية، بل يتعدّى ذلك إلى تأثيره الإيجابي على صحة الجسم برمّته. فتقليل عدد مرات الأكل والامتناع عن تناول الطعام لساعاتٍ معيّنةٍ خلال اليوم، يؤدي إلى تقليل كميات الطعام المستهلكة. الأمر الذي يمنح الجسم صحةً أفضل.

ويستغرق الأمر حوالي ثلاثة أيام وسطياً ليتكيّف الجسم مع حرق الدهون وإنتاج الكيتونات. ودائماً ما يُنصَح بزيادة كمية الدهون في الوجبات لتعزيز قدرة الجسم على الصيام مدةً أطول. فاتباع نظامٍ غذائيٍ منخفض الدهون وتناول نسبة دهون قليلة يزيد الأمر صعوبةً ولا يحقّق الشعور بالاكتفاء. ولعلّ أقل فوائد إضافة المزيد من الدهون إلى الوجبات جنباً إلى جنب مع الصيام المتقطع. يتجلّى في التخلّص من الشعور بالجوع والرغبة الملحّة في الأكل.

الصيام المتقطّع

كيفية التخلص من عادة تناول الوجبات الخفيفة

إليكم بعض النصائح التي قد تساعدكم على الإقلاع عن هذه العادة المدمّرة للصحة:

 1- الحدّ من الكربوهيدرات

فتناول وجبة عالية الكربوهيدرات يؤدي إلى الشعور برغبةٍ شديدةٍ لتناول الكربوهيدرات، ويزيد من الشعور بالجوع أثناء الصيام في اليوم التالي.

الكربوهيدرات

2- الامتناع عن الأكل في وقتٍ متأخرٍ من الليل

فتناول الطعام في وقتٍ متأخرٍ ليلاً يزيد الشعور بالجوع في صباح اليوم التالي. ولهذا يفضل أن تكون الوجبة الأخيرة في اليوم في موعدٍ أقصاه 7:00 مساءً. فهذا يضمن إطالة فترة الصيام خلال ساعات الليل إلى اليوم التالي، ويساعد على الاستيقاظ غير المصحوب بالجوع.

هناك طريقتان للتعامل مع الجسم، إحداهما أن نسأله عما يرغب في تناول. وهذا من أسوأ الأساليب على الإطلاق، إذ أنه على الأرجح سيميل إلى تناول الوجبات السريعة والأطعمة الضارة. وذلك لأن الجسم لا يتمتّع بالذكاء الكافي لإصدار قراراتٍ حكيمةٍ. فما يفعله أنه يتذكّر تجربةً ممتعةً في تناول الكربوهيدرات خاضها في وقتٍ سابقٍ، فيدفعه ذلك إلى الرغبة في تناولها مجدداً بغض النظر عن ضررها عليه.

أما الطريقة الصحيحة للتعامل مع الجسم. فهو منعه عن تناول الطعام والالتزام في فترة الصيام حتى يحين موعد تناول الوجبة، وبهذا نكون نحن من يتحكّم في أجسامنا لا العكس، ولا ندعها تُملي علينا ما يجب فعله أو أكله. وعندها يزول الدافع للأكل نهائياً، ويتلاشى معه الشعور بالجوع ويصبح اتباع الصيام أمراً في منتهى السهولة.

مشاهدة الفيديو من هنا: تشتهون الطعام طوال الوقت؟! اذا اتبعوا هذه الطريقة للسيطرة على الجسم وانسوا الجوع بعد اليوم

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد