المشكلات الأساسية للالتهاب المزمن

يعتقد معظم من يعانون من الالتهاب المزمن أن المشكلات الأساسية للالتهاب المزمن تقتصر على الألم والتيبّس المرتبطَين به. لكن المشكلة الأساسية للالتهاب المزمن في الحقيقة تتعدّى مجرد الشعور بالألم والتيبّس. وهذا ما يدفعنا إلى الإسراع في معالجة الالتهاب المزمن قبل أن يتفاقم ويصبح من الصعب علاجه.

المشكلات الرئيسية للالتهاب المزمن

توجد في الجسم أربع سيتوكينات رئيسية. والسيتوكينات هي بروتيناتٌ محفّزةٌ على الالتهاب. إذ تسبب الالتهاب أو التورّم في الجسم. وما يهمّنا ذكره من بين هذه السيتوكينات الأربعة هو عامل نخر الورم ألفا (TNFα).

ما هو عامل نخر الورم ألفا (TNFα

عامل نخر الورم (TNFα – Tumor Necrosis Factor) هو عبارة عن بروتين تفرزه خلايا الجهاز المناعيّ في الجسم. وهو أحد السيتوكينات التي تساهم في مكافحة الجسم للأمراض المختلفة.

وسبب تسميته بعامل نخر الورم هو أنه يدمّر الخلايا السرطانية ويقضي عليها. إلا أنّه في الوقت نفسه يزيد من خطر نمو الأورام في بعض أجزاء الجسم. وهنا تكمن المفارقة!

فارتفاع نسبة (TNFα) قد يحول دون تشكّل الأورام في بعض أنحاء الجسم كالكبد مثلاً. في حين يزيد من خطر تشكّلها في أجزاءٍ أخرى من الجسم كالقولون. ولم يتّضح سبب ذلك بعد. فما يزال هذا الأمر يكتنفه الغموض إلى حدٍّ كبيرٍ.

وسواء تجلّى تأثير عامل نخر الورم في زيادة الورم أو الحدّ منه. فإن أكثر ما يهمّنا هو التخلّص من الالتهاب في الجسم.

الإلتهاب المزمن

شاهد ايضا: الحساسية من الهواء البارد(الشرى): الاعراض وطرق الوقاية.

المشكلات التي تنجم عن التعرّض المزمن للعامل (TNFα)

إنّ التعرّض المزمن لهذا النوع من السيتوكينات (TNFα) بجرعاتٍ منخفضةٍ – أو التعرض للالتهاب المزمن إجمالاً – من شأنه التسبّب مع مرور الزمن بثلاث مشكلاتٍ كبيرة:

١- زيادة خطر تشكّل الأورام السرطانية

فمن عادة السرطان أن يتجه للانتشار في أماكن وجود الالتهاب. ولهذا فإن بروتين (TNFα) يلعب دوراً في انتشار السرطان في الجسم.

٢- الإصابة بالندف (متلازمة الهزال)

الندف أو متلازمة الهزال (Wasting syndrome – Cachexia) هو مرضٌ ينتمي لأمراض متلازمة الأيض. ويتسبّب بخسارة أكثر من ٥% من الكتلة العضلية في الجسم خلال فترةٍ لا تتجاوز ١٢ شهراً.

وقد يترافق فقدان الكتلة العضلية في الجسم بخسارة دهون الجسم. أو قد تقتصر الخسارة على الكتلة العضلية فحسب.

وغالباً ما تنجم متلازمة الهزال عن الإصابة ببعض الأمراض المزمنة. مثل السرطان وأمراض القلب وأمراض الكلى المزمنة.

٣- الإصابة بالاكتئاب

إذ أنّ ثمّة ارتباطٍ وثيقٍ بين المستويات العالية للعامل (TNFα) والشعور بالقلق والاكتئاب. إلى جانب حدوث تقلّباتٍ حادّةٍ في المزاج.

العلاج الدوائي للالتهاب المزمن

يمكن علاج المشكلات الأساسية للالتهاب المزمن الحاصل بفعل أمراض المناعة الذاتية أو التهاب المفاصل المزمن دوائياً. ومن الأدوية التي يتم وصفها لعلاج الالتهاب المزمن البريدنيزون (Prednisone) وهوميرا (Humira).

إلا أن هذين العقارين قد ينطويان على بعض المضاعفات الثانوية البسيطة. فأحد الآثار الجانبية لتناول البريدنيزون زيادة احتمال الإصابة بالسكري. إذ أنه يرفع نسبة الغلوكوز في الدم.

وكذلك ينطوي دواء هوميرا على بعض الآثار الجانبية المحتملة لدى البعض. فقد يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني. وتكمن المشكلة في عقار هوميرا في أنه يسبب حدوث فرط سكر الدم (Hyperglycemia) الذي يسبب اختلالاً في تنظيم بعض الجينات. ما يؤدي إلى زيادة السيتوكين (TNFα).

وعلى هذا فبالرغم من أنّ كلا البريدنيزون وهوميرا يثبّطان بروتين (TNFα) إلا ان فرط سكر الدم قد يؤدي إلى زيادته. وبهذا تكون طريقة حلّ المشكلة سبباً في المشكلة ذاتها.

العلاج الأمثل للالتهاب المزمن

أهم ما يمكن فعله للتخلّص من المشكلات الاساسية الالتهاب المزمن:

١- الحدّ من تناول الكربوهيدرات

ويمكن ذلك باتباع حمية الكيتو الصحية التي تحدّ من كمية الكربوهيدرات المستهلكة يومياً. إذ يتميز النظام الغذائي الكيتوني باعتماده على الأطعمة ذات المستوى المنخفض من الكربوهيدرات. والمستوى المرتفع من الدهون والمعتدل من البروتين.

٢- اتباع الصيام المتقطّع

يعدّ الصيام أحد أهم الطرق الفعّالة للحدّ من الالتهاب. فالصيام يساعد على التوصّل إلى السبب الجذري للالتهاب ويعمل على تقليله.

٣- تناول فيتامين D3 بكمياتٍ عاليةٍ

فيجب تناول ما لا يقل عن ٢٠ ألف وحدةٍ دوليةٍ يومياً. ولا بأس بزيادتها إلى ٣٠ ألف وحدةٍ دوليةٍ كل يوم. فهو أحد أفضل الفيتامينات للحدّ من الالتهاب.

٤- استبعاد أحماض أوميغا ٦ الدهنية من النظام الغذائي

لا بد من إلغاء كل الأطعمة التي تحوي أحماض أوميغا ٦ الدهنية من النظام الغذائي. فكلها تسبب الالتهاب الذي من شأنه أن يحفّز عامل نخر الورم ألفا (TNFα).

وتشمل أحماض أوميغا ٦ الدهنية زيوت الصويا والذرة والزيوت النباتية وزيوت الكانولا والعصفر وبذرة القطن.

إلا أنه يمكن التغاضي عن بعض أنواع زيوت أوميغا ٦ كزيت زهرة الربيع المسائية أو زيت الكشمش الأسود أو زيت الزيتون. فمن المسموح تناول هذه الأنواع.

الخلاصة:

لا يدرك كثيرٌ من الناس خطورة المشكلات الأساسية للالتهاب المزمن. ويهملون معالجته لظنّهم أن ما يختبرونه من أعراض طفيفةٍ كالشعور ببعض الألم والتيبّس. هو كلّ ما يمكن أن ينجم عن الالتهاب المزمن. إلا أن الأمر في الواقع يتعدّى ذلك بكثير. إذ يترتب على الالتهاب المزمن مشكلاتٍ خطيرةٍ تكمن في زيادة انتشار السرطان والإصابة بالندف والاكتئاب. والخبر السار أن العلاج ممكنٌ سواء أكان بتناول العقاقير أو باتباع حمية الكيتو والصيام المتقطع. وتناول مستوياتٍ عاليةٍ من فيتامين D3. إضافةً إلى الابتعاد عن كل ما تدخل فيه أحماض أوميغا ٦ الدهنية.

شاهد الفيديو من هنا:https://youtu.be/sli7IhX8-SM

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد