العلاقة بين خطورة مضاعفات كورونا والتقدّم في السن

بات التفشّي السريع لفيروس كورونا الذي ظهر في أواخر عام 2019 مَبعث قلقٍ دوليٍ كبير، إذ ينتشر هذا المرض بسرعةٍ كبيرةٍ. ونظراً للأثر الهائل الذي أحدثته عدوى كورونا على الصعيد العالمي، ظهرت حاجةٌ ملحّةٌ لتحديد أكثر الفئات العمرية عرضةً للخطر. فما علاقة العمر بازدياد حدّة عدوى كوفيد-19؟ وأيّ الفئات العمرية التي يمثّل فيروس كورونا تهديداً أكبر لها؟ العلاقة بين خطورة مضاعفات كورونا والتقدّم في السن؟

علاقة العمر بشدّة مضاعفات فيروس كورونا

يرتبط التقدّم في السن بحدوث بعض التغيّرات في وظائف الرئتين خلال مدّة الإصابة بالعدوى، كما يرتبط الأمر ارتباطاً وثيقاً بمدى قوّة الجهاز المناعي والأمراض المزمنة التي يعاني منها الشخص المصاب بالعدوى. ولذلك، يتزايد خطر حدوث مضاعفات لعدوى كورونا وخطر الوفاة الناجمة عنها لدى المسنّين، وإليكم بعض الدراسات في هذا الشأن:

• يمثّل فيروس كورونا خطراً مميتاً للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً ويعانون من مرضٍ مزمنٍ واحد أو أكثر، أو يعانون من ضعفٍ في الجهاز المناعي.

للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً

وما يثير الاهتمام أنّ ما يقارب 95% ممن تجاوزوا سنّ 65 عاماً يعانون من مشكلاتٍ صحيةٍ مزمنة تُضعِف الجهاز المناعي.

– يحتمل أن يكون فيروس كورونا فتّاكاً للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50-65 عاماً، ويعانون من مرضٍ مزمنٍ أو ضعفٍ في الجهاز المناعي. ويعاني ما يقارب 60% من الأشخاص في هذه الفئة العمرية من مرضٍ مزمنٍ.

– قد يسبّب فيروس كورونا مضاعفات خطيرة، ولكن ليست بالقاتلة، للأشخاص الذين ينتمون إلى الفئة العمرية بين 40-50 عاماً، ممن يعانون من مرضٍ مزمنٍ أو ضعفٍ في الجهاز المناعي.

-قد يسبّب فيروس كورونا أعراض إنفلونزا خفيفة لمدة 4-5 أيام، ولا يعدّ قاتلاً للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25-40 عاماً.

– يمكن أن يسبّب فيروس كورونا أعراض نزلات البرد الشائعة، ولا يعدّ فتّاكاً للأشخاص الذين يندرجون ضمن الفئة العمرية 20-25 عاماً.

-لا يسبّب فيروس كورونا ظهور أيّ أعراض، ولا يشكّل أيّ تهديدٍ مميتٍ للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 10-20 عاماً، وقد يعاني الشخص المصاب من هذه الفئة من إسهالٍ خفيفٍ.

-نسبة 99% من الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 10 سنوات لا يمكن أن يصابوا بفيروس كورونا أو ينقلوا العدوى للآخرين.

لماذا تندر إصابة الأطفال دون سنّ العاشرة بفيروس كورونا؟

يُعزى ذلك إلى ثلاثة أسباب:

  •   عدم تشكّل مستقبلات ACE2 بما يكفي في خلايا الرّضع والأطفال، إذ يهاجم فيروس كورونا الخلايا عبر هذه المستقبلات.
  •  يتمتّع الرّضع والأطفال بجهازٍ مناعيٍ قويٍ. فالغدّة الزعتريّة التي تُمرّن الخلايا المناعية تكون في أكبر حجمٍ لها عند الرّضع. وكلّما صَغُر السن، كانت المناعة أقوى، رغم عدم اكتمال نموّ الجهاز المناعي.
  •  لا يعاني الرّضع والأطفال في الغالب من مشكلاتٍ صحيةٍ أخرى. مثل داء السكري أو السمنةأو ارتفاع ضغط الدم، فهذه المشكلات تزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا.

الأمراض المزمنة تشكّل التهديد الأكبر

بالنظر إلى الإحصاءات السابقة، نجد أنّ أشدّ ما يكون فيروس كورونا فتكاً لدى المصابين بأمراضٍ ومشكلاتٍ صحيّةٍ مزمنةٍ، فهي تزيد من خطورة حدوث مضاعفات واحتمال الوفاة إلى حدٍّ كبيرٍ. فما يجب التركيز عليه للوقاية من فيروس كورونا وتقليل خطر مضاعفاته هو محاولة التخلّص من الأمراض المزمنة.

وتشمل أهم الأمراض والمشكلات الصحية المزمنة:

طرق للمساعدة في التخلّص من الأمراض المزمنة

يجمع بين معظم الأمراض المزمنة قاسمٌ مشتركٌ، ألا وهو ارتفاع الإنسولين، أي مرض السكري من النمط الثاني. ويمكن التغلّب على ارتفاع الإنسولين من خلال:

1- اتباع حمية الكيتو منخفضة الكربوهيدرات

وهي حميةٌ تعتمد على خفض نسبة الكربوهيدرات وتناول البروتين باعتدال، والإكثار من تناول الدهون، فاتباع هذا النظام الغذائي يضمن ضبط مستويات الإنسولين.

حمية الكيتو منخفضة الكربوهيدرات

2-  تناول الأطعمة التي تحوي نسبةً عاليةً من الزنك

فثمّة ارتباطٌ وثيقٌ بين توفّر كميةٍ كافيةٍ من الزنك في الجسم والأداء الفعّال للجهاز المناعي. ويعدّ الزنك ضرورياً جداً للحفاظ على صحة الغدّة الزعترية، ويؤدّي نقصه إلى انكماشها. وتشمل أكثر الأطعمة احتواءً على الزنك المحار والمحاريات ذات الأصداف واللحم الأحمر والجبن.

الزنك

3- تناول نسبةٍ كافيةٍ من فيتامين د

وذلك من خلال تناول زيت كبد الحوت وسمك السلمون والأسماك الدهنية. ولكن من الصعب الحصول على كميةٍ كافيةٍ من فيتامين د من الغذاء وحده، ولهذا ينصح بالتعرّض لأشعة الشمس لما يقلّ عن 20 دقيقة يومياً.

فيتامين د

ويعدّ فيتامين د معدّلاً مناعياً، فهو يحمي من ردّات الفعل المناعية المفرطة التي ينجم عنها الكثير من الالتهاب والأضرار الجانبية.

4- تناول فيتامين C بكمياتٍ كافيةٍ

يعدّ فيتامين C في غاية الأهمية لدعم صحة الجهاز المناعي ومواجهة مختلف الفيروسات، وهو موجودٌ بكثرة في الخضار الورقية وفي مخلل الملفوف، كما يعدّ التوت مصدراً جيداً لفيتامين C.

فيتامين C

ومن المهمّ كذلك الحدّ من التوتر (الضغط النفسي)، فهو يسبّب ارتفاع مستوى الكورتيزول. وقد ينطوي ارتفاع الكورتيزول المزمن، كالتوتر طويل الأمد، على آثارٍ خطيرةٍ على الجهاز المناعي. فهو يتسبّب في انكماش الجهاز اللمفاوي وتراجع في نسبة العقد اللمفاوية. كما ينجم عنه تراجعٌ في إنتاج الأجسام المضادّة، ما يُفقد الجسم قدرته على محاربة العدوى، ويزيد من قابليته للإصابة بالفيروسات والبكتيريا. ولهذا ينبغي السعي قدر الإمكان لإبقاء التوتر في أدنى مستوياته.

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد