سنتحدث عن ٨ أشياء تساعد في تحسن النفسية والتخلص بفعالية من الاكتئاب ، وعن الاكتئاب وعلاقته بمحور (HPA) إلامَ ترمز (HPA)؟ إنه المحور الوطائي-النخامي-الكظري يتم إرسال إحدى حلقات الاستجابة وهي أحد الهرمونات التي ينتجها الوطاء (تحت المهاد) الذي يُعتبر بمثابة الغدة الرئيسية ، يتم إرسال حلقة الاستجابة إلى الغدة النخامية التي تُعتبر بمثابة الوسيط والأمر أشبه بالمقارنة بين مالك فريق كرة قدم ومدرّب هذا الفريق ، فمهمة المدرّب هي تمرير الأوامر إلى أحد اللاعبين.
أما وسيلة هذا التواصل فهو أحد الهرمونات الأخرى التي تُعلِم الغدة الكظرية بمهمتها ، لتبدأ الغدة الكظرية بعد ذلك بإنتاج هرموناتها، وبعد تنفيذ الأمر، يتم إرسال إشارة بذلك إلى الغدة النخامية والوطاء لإيقاف عملية التواصل . والأمر برمته هو إرسال حلقة تواصل ثم وصولها. ثم إعادة إرسال إشعار باستلامها لإيقاف عملية التواصل لأن استمرار عملية التواصل يؤدي إلى مواصلة إنتاج الكورتيزول وبالتالي إجهاد الجسم ، تماماً كما يحدث عند استمرار تحفيز الكورتيزول عند التعرض المزمن للتوتر
يؤثر الكروتيزول أيضاً على أحد أقسام الدماغ وهو الحُصين الذي يُعد مسؤولاً عن الذاكرة والتعلّم.
إن ارتفاع مستوى الكورتيزول على مدار فترة زمنية طويلة يؤدي إلى ضمور الحُصين وبالتالي تضرر الذاكرة .
العلاقة بين المحور الوطائي-النخامي-الكظري والاكتئاب؟
إنها فرط نشاط الجهاز العصبي الودّي المسؤول عن آلية الكر والفر وأول أعراضه الشعور بالقلق ومع تطور الحالة زمنياً ، يبدأ الشخص بالدخول في حالة من الاكتئاب ويقابل الجهاز العصبي الودي نظيره الجهاز العصبي اللاودي.
فالجهاز العصبي الودي هو المسؤول عن آلية الكر والفر في حين أن الجهاز العصبي اللاودي مسؤول عن الراحة والهضم. وكلاهما أشبه بنظام موجات في الجسم فعندما يتسبب الودي في تسارع معدل النبض مثلاً ، بفرض أننا نمارس بعض التمارين يتدخل الجهاز اللاودي بعد الانتهاء من التمرين من خلال آلية موجات مهدّئة تساهم في إعادة ضبط الأمور إلى حالتها الطبيعية وعند اختلال هذا النظام، قد يحدث الاكتئاب ويمكن التنبؤ بحدوثه عن طريق اختلال وظيفة الجهاز العصبي اللاودي.
يعزى الاكتئاب إلى أمرين:
خلل وفرط نشاط في آلية الكر والفر أو خلل في وظيفة الجهاز اللاودي الذي تتمحور وظيفته في حماية الجسم وهو أشبه بالمكابح.
ما الذي يمكن فعله عند حدوث الاكتئاب الناتج عن التعرض المزمن للتوتر؟
1- معالجة سبب التوتر والحد منه أيّاً يكون.
2- المغنيسيوم : الذي يساعد في دعم وضبط فرط نشاط المحور الوطائي-النخامي-الكظري.
3- الصيام : فهو مفيد جداً: فهو لا يعزز حالتنا العاطفية فحسب ، ويعد من أفضل الحلول لمشكلة الاكتئاب ،إلا أنه يساهم أيضاً في الحد من الإجهاد الذي يقع على المحور الوطائي-النخامي-الكظري.
وبالطبع ننصح دائماً باتباع الصيام بالتزامن مع تعزيز الكيتونات وذلك لأهميتها . فدخول الجسم في حالة الكيتوزية وحرق وقود الدهون أفضل بكثير من حرق وقود الغلوكوز. لأن الغلوكوز قد يؤثر على المزاج ويمكن أن يؤدي إلى القلق الناتج عن اضطراب سكر الدم ويمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب.
4- تمارين الآيروبيك (التمارين الهوائية) تتمتع بخصائص علاجية لتضرر الحُصين لأنها تؤمن وصول الأكسجين بكميات عالية إلى الدماغ وكذلك الأمر بالنسبة للمشي (التنزّه) لمسافات طويلة.
5- فيتامين D : ففوائده لا تقتصر فقط على الاكتئاب إلا أنه يدعم كذلك الوطاء والغدة النخامية والكظرية ولا سيما الكورتيزول.
يعد فيتامين D أحد الهرمونات الستيرويدية لذا قد يساهم في دعم الغدة الكظرية.
إن ارتفاع الكورتيزول يؤدي إلى استنزاف فيتامين D من الجسم.
6- الروديولا (الجذر الذهبي): فهي عشبة مفيدة جداً وإحدى الأعشاب المتكيفة التي تفيد لما ذَكَرتُ من حالات.
7- الحرص على النوم الجيد لأن قلة النوم تجعل معالجة تضرر هذا المحور أمراً مستحيلاً
8- فيتامين B1 الذي يتوفر في الخميرة الغذائية فهو ضروري جداً ومفيد في حالات التوتر بشكل عام.
٨ أشياء تساعد في تحسين النفسية والتخلص بفعالية من الاكتئاب.