تعج البيئة من حولنا بآلاف المواد الكيميائية السامة إذ تختلط بالهواء الذي نستنشقه والماء الذي نشربه وتدخل في تركيب ما نتناوله من أطعمةٍ مختلفةٍ.ماهي الأطعمة التي تطرد السموم الكيميائية من الجسم.
فما مدى تأثير هذه السموم على أجسامنا؟ وكيف نطهّر أجسامنا من هذه السموم بطريقةٍ فعّالةٍ وآمنةٍ؟
تتضمن السموم الكيميائية البيسفينول a ومركّبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور. إضافةً إلى المعادن الثقيلة والمواد البلاستيكية السامة والمواد الحيوية الصلبة.
ورغم أن المواد الحيوية الصلبة قد تبدو صحيةً ومفيدةً للوهلة الأولى. إلا أنّ هذه المواد في الحقيقة هي مخلّفات الصرف الصحي المعالَجة. وما يثير الغرابة أن هذه المخلّفات – التي تحتوي على ما يزيد عن ستين ألف مادةٍ سامةٍ – تعامَل على أنها منتجاتٌ عضويةٌ غنيّةٌ بالمغذيّات. ويتم إضافتها إلى محتويات طعام الحيوانات الأليفة والأسمدة.
طريقة دفاع الجسم ضد السموم
نتعرّض يومياً لأكثر من ثمانين ألف من أنواع السموم المختلفة. وتعرف هذه السموم بالدخيلات الحيوية (Xenobiotics). فكيف تتمكن أجسامنا من التصدي لهذا الكم الهائل من السموم والتخلّص منه؟ وماهي الأطعمة التي تطرد السموم الكيميائية من الجسم؟
إن الجسم مزوّدٌ بنظامٍ خاصٍ للدفاع والتصدي لهذه السموم. وذلك من خلال عددٍ من الأعضاء. يتخصص كلُّ واحدٍ منها بنوعٍ معيّن من السموم.
الكبد هو المسؤول الأول عن التخلّص من السموم في الجسم إذ أنه يعمل على تغيير الطبيعة الكيميائية للعديد من السموم. فهو يحتوي على أنزيماتٍ خاصةٍ هي سيتوكروم بي450 (cytochrome P450). مهمتها تفكيك المواد السامة وتحويلها إلى جزيئاتٍ غير ضارة قابلةٍ للذوبان في الماء. ليتم التخلّص منها عن طريق البول. ونسمي هذه العملية “التحوّل البيولوجي”.
إقرا ايضا : كيف يكون تناول وجبةٍ صغيرةٍ سبباً في زيادةٍ كبيرةٍ في الوزن؟
ما يجب تناوله لإزالة السموم من الجسم:
1- الخضروات الكرنبية (الصليبية):
وجدت دراساتٌ أجرتها وكالةٌ تابعةٌ لمنظمة الصحة العالمية أن الخضروات الصليبية هي أفضل ما يمكن تناوله لإزالة السموم من الجسم. وذلك لما لها من قدرةٍ على تحفيز عملية التحوّل البيولوجي.
لذا يجب تناول الخضروات الكرنبية بانتظام. ومن هذه الخضروات: الملفوف والبروكلي وكرنب بروكسل والكرنب الأجعد والجرجير والملفوف الصيني.
2- أملاح الصفراء (Bile salts)
أملاح الصفراء أو الأملاح الصفراوية هي واحدةٌ من أهم المكونات للصفراء التي ينتجها الكبد. إذ يقوم الكبد بإفراز أملاح الصفراء وتخزّن في المرارة. ومن هناك يتم إرسالها إلى الأمعاء الدقيقة عبر قناة الصفراء. وخلال وجودها في الأمعاء الدقيقة تعمل أملاح الصفراء على تسهيل عملية امتصاص الدهون والفيتامينات المذابة في الدهون وهضمها.
ومن المهم جداً تناول مكمّلات أملاح الصفراء قبل عدّة أيامٍ من البدء بإزالة السموم من الجسم. إذ أنّ إزالة السموم من الجسم تؤدي إلى قتل بعض مسببات الأمراض. ما يسبب إفراز السموم الداخلية (endotoxins) التي بدورها تغلق القنوات الصفراوية. ولهذا أحياناً يؤدي إزالة السموم من الجسم إلى الشعور بالتسمم.
وتساعد أملاح الصفراء على التخلّص من السموم (الدخيلات الحيوية). وقد يؤدي نقص أملاح الصفراء إلى تراكم السموم في الجسم.
3-المعينات الحيويّة (بروبيوتيك)
تساعد البكتريا النافعة في الأمعاء على إزالة السموم من الجسم. إذ أن تلك البكتريا لديها القدرة على إفراز إنزيم سيتوكروم بي450 الذي يساعد في تفكيك السموم.
ومن الأفضل الجمع بين تناول الخضروات الكرنبية والمعينات الحيوية. وينتج عن ذلك بالبريبيوتك (Prebiotic). والبريبيوتيك هي الألياف النباتية التي تحتوي على البكتيريا المفيدة للأمعاء.
وذلك كأن نخمّر الملفوف مثلاً ونحوّله إلى مخلل الملفوف. فحينها لا تقتصر فائدة الملفوف على كونه مجرّد أحد أنواع الخضار الكرنبية. بل يصبح كذلك معيناً حيوياً. ويعدّ مفيداً جداً لتطهير الجسم من السموم.
4- خضروات وأعشاب أخرى
هناك الكثير من الخضروات والأعشاب الأخرى التي تساعد في إزالة السموم من الجسم. يأتي الثوم في مقدّمتها. بالإضافة إلى إكليل الجبل والزعتر والقرنفل. فكلّها تتضمن ذلك الأنزيم الذي يعمل على تفكيك المواد السامة.
يحفّزالصيام إنتاج مضادات الأكسدة الذاتية
إن المواد الكيميائية تنتج الكثير من الجذور الحرة. وتعدّ مضادات الأكسدة العدو الأول للجذور الحرة.
وإلى جانب كل ما ذكرناه من الأطعمة التي تحفّز إنتاج مضادات الأكسدة. يمكن للجسم إنتاج مضادات أكسدة ذاتياً اسمها “مضادات الأكسدة الداخلية”.
ويحفّز الصيام إنتاج هذا النوع من مضادات الأكسدة. فهو يشجع عملية الالتهام الذاتي للخلايا التي ترمم الخلايا التالفة وتطرد مسببات الأمراض. وبالتالي يؤدي الصيام إلى تعزيز الجهاز المناعي وزيادة قدرة الجسم على التصدي لضرر الجذور الحرة.
الخلاصة:
نتعرّض كل يومٍ لآلاف المواد الكيميائية السامة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من كل شيءٍ حولنا. ولحسن الحظ فإن الجسم مزوّد بنظام دفاعٍ لطرد هذه السموم من أجسامنا. وهناك الكثير من الأطعمة والمكمّلات الغذائية التي تساعد على إتمام هذه العملية وعلى رأسها الخضروات الكرنبية وأملاح الصفراء والثوم وغيرها. كما أن الصيام المطوّل والصيام المتقطّع في طرد هذه السموم ومنع تراكمها في الجسم.