عدوى الأذن أو التهاب الأذن الوسطى مرضٌ شائعٌ جداً وخاصةً لدى الأطفال فهم أكثر عرضةً للإصابة بعدوى الأذن من البالغين. وتشير الدراسات إلى أنّ اثنين من كل ثلاثة أطفال يصابون بعدوى واحدةٍ على الأقل من التهاب الأذن الوسطى بحلول السنة الثالثة من عمرهم. فما هي عدوى الأذن وما سبب حدوثها؟ وما الأمر الذي يجب تجنّبه تماماً عند الإصابة بعدوى الأذن؟
عدوى الأذن
ويمكن تسميتها أيضاً التهاب الأذن الوسطى (Otitis media). تنقسم الأذن إلى ثلاثة أقسام:
- الخارجية
- الوسطى
- الداخلية
ويوجد في الأذن أنبوبٌ رقيقٌ اسمه نفير أوستاش أو قناة استاكيوس يربط بين تجويف الأذن الوسطى ومؤخر الحلق، ويصل طوله إلى حوالي ٣٥ ملمتر. يتكون هذا الأنبوب من العظام والغضاريف والأنسجة اللينة. وعادةً ما يبقى نفير أوستاش مغلقاً إلى أن يحفّزه التثاؤب أو البلع أو العطاس فتنقبض العضلات ويفتح الأنبوب.
ويؤدي نفير أوستاش دوراً مهمّاً في الحفاظ على صحة الجسم إجمالاً وصحة الأذنين خاصةً. وله ثلاث وظائف رئيسية:
١- منع تراكم المخاط في الأذن بفضل احتوائه على صمّام صغير.
٢- موازنة ضغط الهواء داخل الأذن الوسطى مع الضغط الخارجي. فقد يؤدي التغيّر المفاجئ في الضغط الجوي لدى ركوب الطائرة مثلاً إلى الشعور بانسداد الأذن. ويمكن عندها محاولة التثاؤب أو البلع أو مضغ العلكة لفتح نفير أوستاش والسماح بخروج الهواء من الأذن الوسطى، وبالتالي الحفاظ على توازن الضغط في الأذن.
٣- تصريف المخاط والإفرازات والسوائل من الأذن الوسطى إلى مؤخر الحلق، وذلك لمنع تراكمها داخل الأذن الوسطى.
أسباب عدوى الأذن
عادةً ما تحدث الالتهابات في الجزء الأوسط من الأذن أي الأذن الوسطى. فقد تغزو الجراثيم أو الفيروسات الأذن الوسطى فتسبّب التهاباً فيها. وهذا الالتهاب قد يؤدي لتراكم القيح في الأذن الوسطى مسبباً ضغطاً على غشاء الطبل. فيلتهب ويحمرّ ويتوقف عن الاهتزاز الطبيعي. وينجم عن هذا نقص السمع إضافةً إلى ألم الأذن.
وثمة عوامل عديدة قد تزيد من خطر الإصابة بعدوى الأذن ومنها:
١- التدخين أو التعرّض للتدخين السلبي
والتدخين السلبي هو استنشاق الدخان المنبعث من السجائر أو منتجات التبغ التي يستخدمها الآخرون.
٢- العدوى البكتيرية والفيروسية
قد يكون سبب التهاب الأذن مهاجمة البكتريا أو الفيروسات للأذن الوسطى. فحوالي ٩٢% من حالات التهاب الأذن تكون مرتبطة بالعدوى البكتيرية، و٧٠% من الحالات ترتبط بالعدوى الفيروسية.
وبهذا نرى أن عدوى الأذن قد يكون أصلها بكتيري أو فيروسي، فهي مزيجٌ من الاثنين معاً. وأحد الأخطاء التي يقع فيها كثيرٌ من الآباء هو أنهم بمجرد إصابة الطفل بالتهابٍ في الأذن يهرعون إلى إعطائه مضاداً حيوياً. حتّى أنّ بعض الأطباء أحياناً يستمرون في وصف المضادات الحيوية مراراً وتكراراً. وما يحدث هو أنّ الطفل تنشأ لديه حالة اسمها “مقاومة المضادات الحيوية”. فتصبح المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المضادة للميكروبات غير ناجعة وينعدم تأثيرها.
ولهذا فإن كثيراً من الأطباء اليوم باتوا يمتنعون عن وصف المضادات الحيوية في بداية الحالة بل ينتظرون ثلاثة أيام بعد الإصابة بالعدوى. وأحياناً يتم حل المشكلة تلقائياً دون الحاجة إلى مضاداتٍ حيويةٍ.
٣- حساسية الحليب
فقد يُعزى سبب التهاب الأذن الوسطى إلى الحساسية من حليب البقر. وهي السبب الأول والأكثر شيوعاً لالتهابات الأذن لدى الأطفال.
ولهذا ينبغي الامتناع فوراً عن إعطاء الحليب ومنتجات الألبان للطفل إذا كان مصاباً بعدوى الأذن أو معرّضاً للإصابة بها. وذلك لأن الإصابة بحساسية الحليب تعني إفراز الكثير من المخاط الذي يعود إلى الأنبوب الواصل بين الأذن الوسطى ومؤخر الحلق ما يؤدي إلى انسداده.
إقرأ أيضاً : المشكلات الأساسية للالتهاب المزمن
علاجات منزلية لعدوى الأذن
قد تساعد الفضّة الغروية في علاج التهابات الأذن. إذ أنّ لها خصائص قوية مضادّة للبكتيريا والفيروسات ولا تسبب أيّ آثارٍ جانبيةٍ. ويمكن وضع قطرة منها مباشرةً في الأذن وتكرار ذلك عدّة مراتٍ خلال اليوم.
ورغم أنه لا يوجد أي أبحاث تُثبت فائدة الفضّة الغروية في علاج عدوى الأذن لكنّ التجربة أثبتت فعاليتها في ذلك.
ويعدّ زيت الثوم الممزوج مع زيت الزيتون أيضاً علاجاً رائعاً لعدوى الأذن. فهو أيضاً مضادٌ فعّالٌ للبكتريا والفيروسات. ويمكن مزج قطرة من زيت الثوم مع القليل من زيت الزيتون، ثم وضع قطرة واحدة من هذا المزيج في الأذن حتى تتشرّبه تماماً.
الخلاصة :
يجب تجنّب الحليب وجميع منتجات الألبان والسكريات لمن يعانون من عدوى الأذن. إلا أن هناك بديل للسكر يسمى زيليتول وهو سكر كحولي آمنٌ تماماً للأطفال. كما أنه له القدرة على تقليل خطر الإصابة بالتهابات الأذن. ومن الجدير بالذكر أنّ الأطفال الذين تغذّوا بالرضاعة الطبيعية أقل عرضةً للإصابة بعدوى الأذن من الأطفال الآخرين.