تشنج العضلات الساق والقدم

هل حدث يوماً أن استيقظتم فجأةً على ألمٍ حادٍ، فحاولتم النهوض لكنكم لم تستطيعوا وشعرتم بتشنج في الساق أو القدم، من المؤكد بأنه كان شعوراً مفزعاً و ألماً حاداً جعلكم تشعرون بالأرق. ما سبب تشنجات الساق و القدم التي تحدث ليلاً؟ و كيف نستطيع التخفيف منها أو علاجها؟ إليكم هذا المقال.

ما هي تشنجات القدم والساق

التشنج هو تقلص أو شد عضلي مفاجئ يستمر عادةً من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق. تحدث التقلصات بسبب التشنجات العضلية – تقلصات لا إرادية لعضلة واحدة أو أكثر-. غالبًا ما تحدث تقلصات وتشنجات العضلات في الساق. ومع ذلك ، فإن تشنجات اليد أو القدم ، وكذلك تقلصات القدمين والذراعين والبطن شائعة أيضًا. إذ أن تقلصات العضلات وتشنجها غالباً ما يكون جزءاً من استجابة الجسم الطبيعية للضغط النفسي. و تستمر من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق في كل مرة.

ترتبط تشنجات القدم الليلية ارتباطًا وثيقًا بتشنجات الساق الليلية ، لذلك قد تشعرون أيضًا بهذه الأحاسيس في ربلة الساق أو الفخذين. و لكن مهما كانت الحالة ، فإن تقلصات القدم في الليل أكثر شيوعًا لدى الأشخاص فوق سن الخمسين والنساء الحوامل . و الخبر السار هو أن هذه التشنجات ليست عادة سببًا للقلق. في حين أنها يمكن أن تكون مرتبطة بحالات طبية معينة ، مثل مرض السكري أو قصور الغدة الدرقية ، إلا أن حدوث بعض التبدلات و التغيرات في نمط الحياة قد يساعد في تخفيفها بسرعة أو المساعدة على التخلص منها تمامًا. ومن المعلوم أن تشنجات القدم و الساق مؤلمة جداً وكثيراً ما تسبب الأرق طوال الليل إذ أنها تسبب الكثير من الألم  إلى درجة العجز عن النوم وقد يبدأ الأمر أول ما يبدأ بانحناء إصبع القدم الذي قد يحاول المصاب تقويمه وهذا أشبه بالكابوس.

تشنجات القدم

العوامل المساعدة على حدوث التشنجات:

إلى الآن لم يتم التوصل إلى أسباب أساسية إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تسهم في حدوث التشنجات إليكم بعضها:

1- الخمول (عدم التحرك لفترات طويلة)

قد يؤدي الجلوس لفترات طويلة من الوقت أو عدم تأدية أي نشاط بطريقة ما إلى جعل عضلات القدم أكثر عرضة للتشنج. قد يؤدي الجلوس بوضعية سيئة أيضًا إلى منع تدفق الدم إلى القدمين أو يؤدي إلى انضغاط الأعصاب – وهما عاملان خطران للإصابة بالتشنجات-. كذلك فإن وضعية النوم الخاطئة قد تؤدي إلى تشنجات كهذه.

2- إجهاد العضلات

على الجانب النقيض، فإن العمل بجد لعضلات الأقدام والساق قد يجعلها عرضة للتشنج. تتقلص ألياف العضلات في الأقدام وتتوسع باستمرار للسماح بالحركة. لذلك فإن بذل مزيد من الجهد و القيام بالكثير من النشاط أو تمرين الأقدام و السيقان بشدة ، قد يؤدي إلى إرهاق العضلات. إذ يستنزف الإرهاق الأكسجين من الجسم ويسمح للفضلات بالتراكم على مدار اليوم ويسبب التقلصات والتشنجات في الليل.

اجهاد العضلات

3- نقص المغذيات

قد يؤدي نقص فيتامينات B12 ، والثيامين ، وحمض الفوليك ، وفيتامينات B الأخرى إلى تلف الأعصاب. كما يؤدي النقص في المغنيسيوم و البوتاسيوم إلى تشنجات الساق والقدم.

4- نقص السوائل (الجفاف)

إن عدم شرب كمية كافية من الماء أو الإصابة بنوبة إسهال قد يسبب الإسهال وكذلك يمكن أن تسبب ممارسة الرياضة في الطقس الحار الجفاف للجسم فيخسر السوائل الضرورية والأملاح والمعادن كالبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم. فعندما تنخفض نسبة السوائل والكهارل في الجسم تصبح العضلات أكثر عرضة للإصابة بالتشنج أو التقلص.

5- الإفراط في تناول الكحول

قد يؤدي شرب الكثير من الكحول إلى تلف الأعصاب ويسبب حالة تُعرف باسم الاعتلال العصبي الكحولي . تشمل الأعراض تشنجات العضلات و ضعفها بالإضافة إلى الشعور بالتنميل والوخز في الذراعين أو الساقين. ليس ذلك فحسب ، بل إن الإفراط في شرب الكحول قد يساهم أيضًا في الجفاف ونقص فيتامينات B الضرورية. و تمامًا كما هو الحال مع نقص المغذيات الأخرى ، فإن نقص هذه الفيتامينات قد يضعف وظيفة الأعصاب ، ما يجعل الأعراض مثل التشنجات العضلية أسوأ و أكثر إيلاماً.

6- الجوانب الصحية والأدوية

تشمل الحالات الطبية المرتبطة بتشنج القدم و الساق الليلي ما يلي:

  • الجوانب الهيكلية: مثل التضيق الشوكي و مرض الشرايين الطرفية.
  • مشاكل التمثيل الغذائي: مثل أمراض الكلى ، وفقر الدم ، وقصور الغدة الدرقية ، وفرط نشاط الغدة الدرقية ، أو داء السكري من النمط الأول  أو النمط الثاني.
التهاب المفاصل

قد  تزيد بعض الأدوية من احتمال التعرض للتشنج. وتشمل هذه الأدوية ما يلي:

  • أدوية ضغط الدم.
  • الستاتين (أدوية الكوليسترول).
  • مدرات البول.
  • حبوب منع الحمل.
  • الخضوع لغسيل الكلى قد يجعل المرء أكثر عرضةً للإصابة بالتشنجات.
  • نقص المعادن و اختلال نسبة الكهارل (الشوارد).

تعتبر الإلكتروليتات والمعادن الأخرى ضرورية للحفاظ على الجسم متوازنًا وخالياً من التشنجات والتقلصات. ففي بعض الحالات ، يمكن أن يساهم نقص المغنيسيوم أو الكالسيوم أو الصوديوم أو البوتاسيوم في التقلصات.  ولكن قد يحدث أن يلجأ البعض إلى تناول الكهارل بدون أن يشعروا بأي تحسّن يُذكر.

6- اختلال درجة الحموضة

كأن يكون وسط الجسم شديد القلوية لا شديد الحموضة وهو ما يؤدي إلى اختلال قدرة الجسم على انتقال المعادن بشكل جيد. يتجلى ذلك من خلال عدة مشكلات كارتعاش أسفل العين أو الإصابة بالتشنج وفي هذه الحالة ما علينا إلا تعزيز شدة حموضة الجسم.

علاج تشنجات القدم والساق

ثمة ثلاثة أمور يُنصح بها للتشنجات الليلية:

  1. الكينين (الكوينين) و هنا لا يُقصد العقار بل صيغته الطبيعية من نبتة تسمى سنشاونا أوفيشيناليس (الكينا) وهي علاج طبيعي يمكن الحصول عليه من خلال الإنترنت أو من المتجر الصحي لتناوله واحتمال نجاحها قوي جداً لذلك لا بد من تجربتها. يُنصح بماء التونيك الذي يحوي أيضاً على الكينين وهذه هي النصيحة الأهم في علاج تشنج القدم و الساق الليلي.
  2. الخردل الأصفر يمنح مفعولاً جيداً للتشنجات وذلك بتناول ملعقة كبيرة واحدة منه قبل النوم.
  3. خل التفاح وذلك بإضافة ملعقتين كبيرتين إلى بعض الماء وشربه قبل ساعة من النوم فهو مفيد جداً لأنه يعزز حموضة الجسم وبالتالي يساعد على امتصاص المعادن داخل العضلات.

لا بدَّ بأن الألم الذي يحدثه تشنج الساق و القدم ليلاً هو ألم شديد يستحق منا بعض الاهتمام للتخفيف منه و علاجه نهائياً. تجربة بعض الأمور الجديدة و خاصة بعد فشل بعض التجارب السابقة قد يحمل في طياته بارقة أمل جديدة تخلصنا من آلامنا المزمنة. لا شك بأن العلاج الطبيعي قد أثبت كفاءته في علاج العديد من الأمراض المستعصية التي أعيت المصابين و الأطباء سابقاً.

تشنج العضلات الساق والقدم

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد