لماذا أصبح الجميع يصاب بالهربس النطاقي

اجتاح العالم مؤخراً ما عرف بفيروس كورونا COVID 19  الذي تسبب بكثير من مشاعر الخوف و الترقب. وربما الهلع في بعض الأحيان لدى الكثيرين. حتى تمكن العلماء من التوصل للقاح الواقي من هذا الفيروس. و لكن قد يترتب على هذا اللقاح – شأنه شأن كل دواء جديد – بعض المضاعفات غير معروفة السبب من قبل عامة الناس وهو ما أثار حفيظة الكثيرين بشأن هذا اللقاح وجعلهم يحجمون عن أخذه. في هذا المقال توضيح لسبب أحد الأعراض التي قد تظهر بعد تعاطي اللقاح ألا و هو الطفح الجلدي المعروف بالهربس النطاقي (Shingles). فما السبب وراء ظهور عرض كهذا بعد أخذ اللقاح؟

داء الهربس النطاقي

دعونا أولأً نتعرف على الهربس النطاقي و بعض أعراضه و مسبباته:

الهربس النطاقي هو عدوى فيروسية تسبب طفحاً جلدياً مؤلماً. على الرغم من أن الهربس النطاقي يمكن أن يحدث في أي مكان من الجسم. إلا أنه يظهر غالبًا على شكل شريط واحد من البثور تلتف حول الجانب الأيسر أو الأيمن من الجذع.

يحدث الهربس النطاقي بسبب فيروس الحماق النطاقي – وهو نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء. بعد الإصابة بجدري الماء ، يكون الفيروس في حالة سكون في الأنسجة العصبية بالقرب من الحبل الشوكي والدماغ. إلا أنه بعد سنوات ، قد ينشط و يعود للظهور مرة أخرى على شكل هذا الطفح الجلدي.

لا يعد الهربس  النطاقي حالة تهدد الحياة ، ولكنها قد تكون مؤلمة للغاية. يمكن أن تساعد اللقاحات في تقليل خطر الإصابة بالهربس النطاقي. ويمكن أن يساعد العلاج المبكر في تخفيف الإصابة بالهربس النطاقي وتقليل فرص حدوث مضاعفات. فالمضاعفات الأكثر شيوعًا هي الألم العصبي التالي للهربس ، والذي يسبب ألم الهربس النطاقي لفترة طويلة بعد زوال البثور.

يبقى فيروس الهربس النطاقي خاملاً لسنوات قبل أن ينشط مسبباً مختلف أنواع المشكلات وخصوصاً الطبقة السطحية من الجلد التي تلي الأعصاب . وتمتد حول القفص الصدري وقد يمتد على الظهر أو الصدر ويسبب ألماً كبيراً وقد يدفع بالبعض للتفكير في الانتحار لذلك يجب ألا يستهان به والمعدل الطبيعي للإصابة به هو 1.5- 2.5 لكل ألف شخص ولكن في الفترة الممتدة بين 2000- 2007 بلغ عدد المصابين به 3 من بين كل ألف شخص، لذلك يلاحظ أن المعدل في ازدياد حتى أن عدد الإصابات في بعض المناطق بات يفوق غيرها.

 فبدايةً يكون هذا الفيروس في حالة خمول يترقّب الفرصة المؤاتية لكي ينشط ويتسبب بمختلف أنواع الاضطراب ويتوقف ذلك على مدى صحة الجهاز المناعي فلا ينشط إلا عند وجود ما من شأنه كبح الجهاز المناعي ولهذا فإن الأمر برمّته متوقف على مدى فعالية الجهاز المناعي أو ضعفه أو قوته وهي مسألة قلّما يتم التأكيد على أهميتها إلا أن نشاط هذا الفيروس لا يحدث إلا في حال ضعف الجهاز المناعي وكبحه.

العوامل المحفزة لظهور فيروس الهربس النطاقي

• أدوية السرطان وأدوية الربو.
• البريدنيزون  وأدوية أمراض المناعة الذاتية التي تتسبب في كبح الجهاز المناعي.
• التعرّض للإشعاع فهو عامل قوي في خروج الفيروس من حالة خموله، و لكن كيف يتم التعرّض للإشعاع؟ من خلال الأشعة السينية أو أشعة الشمس وهذا يسبب ارتفاع معدل انتشاره في مواسم الصيف لأن كثرة التعرض للشمس تعني كثرة الإشعاع وهو ما يؤدي إلى ازدياد الإصابات.  
• يلعب التوتر دوراً هاماً في خروج هذا الفيروس من حالة الخمول.
• سوء النظام الغذائي وافتقاره إلى المغذيات.
• قلة النوم.
• مبيدات الآفات والمبيدات الحشرية التي تتسبب بأثر مباشر في إضعاف الجهاز المناعي وهو الأمر الذي ساهم في ازدياد معدلات الانتشار في السنوات الماضية.

ما علاقة الهربس بلقاح كورونا COVID19

لوحظ مؤخراً أن الكثيرين أصيبوا بالهربس النطاقي بعد تلقي لقاح كوفيد 19. فقد تم الربط بين اللقاح وبين ظهور بعض الأعراض على الجلد كظهور الطفح الحُمامي وهو أشبه بانتشار طفح من اللون الأحمر. إلا أن أحد الحالات قد تتجلى أيضاً بظهور الشرى الذي يكون على شكل لطخات صغيرة مثيرة للحكة وكذلك ظهور بثور مشابهة لتلك التي تنتج عن الإصابة بجدري الماء وهذه المعطيات حصراً من الولايات المتحدة. إلا أن الأمر لم يكن كذلك مع لقاح جونسون آند جونسون الذي لا يتطلب إلا جرعة واحدة وكما لوحظ لم يتبعه أي إصابات بالهربس النطاقي بعد تلقيه. إذ يختلف هذا اللقاح بالمقارنة مع لقاح موديرنا وفايزر لأنه يعمل وفق التكنولوجيا التقليدية للفيروسات في حين يعمد موديرنا وفايزر إلى تكنولوجيا الـ(RNA) المرسال وكما يظهر بناءً على بعض المعطيات أن حالات الإصابة بالهربس النطاقي تكون أكثر ارتباطاً بالـ RNA المرسال من تكنولوجيا الفيروس التقليدية للقاح.

في الخامس من فبراير، 2021 ورَد أول تقرير عن إصابة بالهربس النطاقي بعد تلقي اللقاح في إحدى عيادات لاس فيغاس ظهرت بعده 5 تقارير بالإضافة إلى 14 حالة أخرى تم توثيقها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بعد تلقي اللقاح.

ما سبب ظهر الهربس النطاقي بعد تلقي لقاح كورونا COVID19

فيما يتعلق بالسبب فكما نعلم فإن هذه اللقاحات القوية لم تخضع للاختبارات الاعتيادية التي تمتد لـ 3 أو 4 أو 5 سنوات أو حتى أكثر للتوصل إلى الجرعة المناسبة.

لنفهم السبب لا بد لنا أن نعرف شيئاً عن آلية عمل اللقاحات .وسنبدأ بما يسمى المستضدات وهي سموم أو مواد تثير استجابة الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة أو المناعية. وثمة أيضاً ما يسمى “المساعدات المناعية” التي تساهم في تعزيز استجابة الجهاز المناعي للمستضدات. إذ تعمد بعض آليات اللقاح إلى استخدام الألومنيوم. بالإضافة إلى بعض المكونات الأخرى كالمواد الكيميائية الشبيهة بالصابون ومركب بولي إيثيلين جلايكول و جزيئات النانو الدهنية التي تساهم في نقل الـ RNA المرسال وتعمل كمساعدات مناعية. لذا فإن التعرض لكلا المستضدات و المساعدات المناعية يضعف المناعة ل2-3 أسبوع ريثما يتم إنتاج الأجسام المضادة . ولكن بعض الأشخاص يعانون أصلاً من ضعف الجهاز المناعي بسبب التقدم في السن أو الإصابة بالمتلازمة الأيضية أو بسبب بعض المشكلات الصحية المزمنة وهو ما يزيد من صعوبة الأمر فيما يتعلق بهذا التفاعل المناعي.

يضاف إلى ذلك عائق آخر إذ نجد أن بعض الأشخاص إما أنهم مصابون سابقاً بجدري الماء أو أنهم تلقوا لقاح جدري الماء . وهذا يعني أنهم يحملون هذا الفيروس في أجسامهم في حالة سكون وقد ينشط بفعل تلقي اللقاح أو ضعف الجهاز المناعي.

كيف نتعامل مع الهربس النطاقي؟

وأول ما ينصح به عند الإصابة بالهربس النطاقي:

1. الصيام فهو ضروري جداً وعامل مساعد كبير.
2. فيتامين D بنسبة تتراوح بين 40-50 ألف وحدة دولية . وذلك لحاجة الجسم إلى عنصر طبيعي فعال يشابه الكورتيزول في مفعوله لإعادة الفيروس إلى حالة الخمول. و لكن مع مراعاة الابتعاد عن الشمس بالرغم من كونها عاملاً مساعداً في تنشيط فيتامين D . إلا أنه ينصح في هذه الحالة بالحصول على فيتامين D من المكملات الغذائية و ليس من خلال التعرض لأشعة الشمس.

1. فيتامين C وينصح بكميات كبيرة في هذه الحالة بمقدار ألف ملغ 3 مرات يومياً.
2. الزنك بمقدار 50 – 100 ملغ من الزنك.
3. تناول إلـ-ليسين و الميلاتونين.
4. للتخلص من آثار المبيدات ينصح بالإكثار من الخضار الكرنبية والإكثار من الفجل على وجه الخصوص وذلك لما يتمتع به من دور فعال في عملية إزالة السموم للتخلص من مبيدات الآفات والحشرات .
5. نؤكد بالطبع على أهمية تناول الخضار العضوية، فهي غاية في الأهمية .

ظهور بعض الأعراض بعد تلقي علاج أو لقاح معين لا يعني بالضرورة فشل هذا اللقاح أو عدم فعاليته . فقد يكون ظهور هذه الأعراض متعلقاً بمدى تفاعل الجسم مع هذا اللقاح .ومدى قوة الجهاز المناعي والأمراض السابقة عند الشخص.