احتباس السوائل في البطن | السبب والحل

تتجلى بعض الأمراض من خلال مجموعة من الأعراض التي تدل عليها، وتظهر لنا من خلالها إنذارات الخطر التي تدل على وجود اختلال داخل الجسم ، يعد انتفاخ البطن أحد هذه المظاهر الدالة على المرض فقد يكون انتفاخ البطن دليلاً على وجود عدد من الأمراض كمتلازمة القولون المتهيج أو عدم تحمل اللاكتوز أو الاستسقاء الناتج عن ضعف الكبد واختلال وظائفها، وفي بعض الأحيان النادرة قد ينتج عن حصى المرارة والتهاب البنكرياس وانسداد الأمعاء و تكيس المبايض. سنعرض في هذا المقال سبب انتفاخ البطن الذي يسببه استسقاء السوائل الناتج عن مشاكل الكبد.وسنتحدث عن احتباس السوائل في البطن .

ماذا يعني الاستسقاء

الاسم الطبي لتراكم السوائل في البطن هو الاستسقاء (ينطق ay-site-eez). يمكن أن يطلق عليه أيضًا الاستسقاء الخبيث.

تحتوي البطن على العديد من الأعضاء، بما في ذلك المعدة والأمعاء والبنكرياس والكبد والطحال والكلى. حيث توجد طبقة من الأنسجة (الصفاق) حول هذه الأعضاء، وتتكون من طبقتين إحداها تبطن جدار البطن والأخرى تغطي الأجهزة والأعضاء.

تنتج هذه الطبقات كمية صغيرة من السوائل تسمح لأعضاء البطن بالتحرك بسلاسة. إلا أنه وفي بعض الأحيان يتراكم السائل بين الطبقتين، ما يجعل البطن منتفخة. الأمر الذي يسبب شعوراً بعدم الراحة.

عندما يتراكم أكثر من 25 مل من السوائل داخل البطن، فهذا ما يعرف باسم الاستسقاء. ويحدث الاستسقاء عادةً عندما تتوقف الكبد عن العمل بشكل صحيح. فعندما يحدث خلل في وظائف الكبد، يملأ السائل الفراغ الواقع بين بطانة البطن والأعضاء.

ويسمى في اللاتينية “الاستسقاء الكيسي” لأنه أشبه بكيس يتدلى من البطن وغالباً ما يكون بروزه أشبه بكرة السلة وهو أقرب إلى البروز منه إلى التدلي. فعند الضغط على أحد الجانبين يلاحظ ما يشبه التموج على الجانب الآخر وذلك بسبب كثرة السوائل التي تتسرب من الكبد وتتجمع في كيس حول البطن.

عوامل الخطر المساعدة على استسقاء البطن

تشمل الحالات التي قد تزيد من خطر الإصابة بالاستسقاء ما يأتي:

  • سرطان المبيض أو البنكرياس أو الكبد أو بطانة الرحم.
  • أمراض القلب أو الفشل الكلوي.
  • التهاب البنكرياس
  • مرض السل
  • قصور الغدة الدرقية

إلا أن أكثر أسباب استسقاء البطن شيوعاً هو تشمّع الكبد وتلفها ويشمل الحالات الآتية:

 يحدث تشمع الكبد عند تندّب نسيجها بشدة بشكل يؤثر على وظيفتها فتعجز عن أداء مهامها وتبدأ بتسريب السوائل إلى الأمعاء وثمة أسباب عدة لتشمع الكبد منها الإصابة بالسرطان والتهاب الكبد ومرض القلب أو حتى مرض السل إلا أن تشمّع الكبد هو سبب أكثر حالات الاستسقاء البطني.

أعراض استسقاء البطن

من الأعراض التي تميز استسقاء البطن الناتج عن مشاكل الكبد:

  1. فرط ضغط الدم البابي الذي يحدث في نظام الأوعية البابية.
  2. تشكّل الوذمة أسفل القدمين كأن يسبب الضغط على أسفل القدمين تجويف وتسمى الوذمة المنطبعة.
  3. تشكّل الأوردة العنكبوتية في منطقة البطن أو ظهور كدمات أسفل الساقين.
  4. يحتمل أن يترافق الاستسقاء أيضاً مع مشكلة التثدي عند الرجال.
  5. احتمال قيء الدم بوصفه أحد الأعراض الجانبية.
  6. يتعلق أحد الأعراض بالدماغ إذ أن تراكم الأمونيا (غاز النشادر) يؤدي إلى حدوث التشوش الذهني واختلال الوظيفة المعرفية.

أعراض إضافية

قد تشمل بعض الأعراض أيضاً زيادة الوزن المفاجئة، و صعوبة في التنفس عند الاستلقاء، و قلة الشهية، وألم بطن، وإقياء وغثيان. و ألم في الظهر مع صعوبة الجلوس بشكل مريح و صعوبة الحركة، و عسر الهضم مع الإمساك ، و الحاجة إلى التبول بشكل متكرر و التعب والضعف بالإضافة لحرقة المعدة.

أعراض استسقاء البطن

خطة علاج طبيعية

عند اللجوء إلى العلاجات الطبية التقليدية فإن خطة العلاج ستكون عبارة عن تصريف السوائل والتزام المريض بحمية قليلة الملح. وإعطائه مدرّات بول وأحياناً قد يضطر المريض للانتظار على قائمة زرع الكبد. لكن هذا لا يحل المشكلة تماماً إذ أن ما تقوم به هذه العلاجات التقليدية هو فقط التعامل مع الأعراض لتخفيف وطأة الألم الناتج عنها. في حين أن العلاج الفعال حقاً يكمن باللجوء إلى حمية طبيعية غذائية تساعد على تجديد خلايا الكبد و إعادتها إلى القيام بوظائفها بكفاءة. فيما يلي بعض الخطوات المتعلقة بالغذاء والتي  من شأنها التعامل مع أساس المشكلة و علاجها:

  1. البدء بالصيام المتقطع مباشرة نظراً لدوره في التخفيف من إنزيمات الكبد وتحسين وظيفتها والحد من تندّب الأنسجة وتليفها والتخفيف من حدة تشمّع الكبد.
  2. – المداومة على تناول عشبة الخرفيش (حليب الشوك) التي تتمتع بخصائص لحماية الكبد أي أنها تحمي خلايا الكبد كما أنها تحد من الالتهاب.
  3. المداومة على فيتامين E وهو أحد مضادات الأكسدة الأكثر فعالية للحد من الأكسدة والتضرر الناتج عن الجذور الحرة في عدد من الأنسجة. كما أنه مضاد تليّف لذا فهو يبطئ عملية الالتهاب وتليّف نسيج الكبد وتشمّعها. ومن الضروري اختيار النوع الصحيح من فيتامين E ينصح حصراً بالتوكوترينول وليس بالتوكوفرينول لأن فعالية التوكوترينول تفوقه بخمسين ضعفاً.
  4. السيلينيوم وهو أحد أقوى مضادات الأكسدة للكبد.
  5. التقليل من الكربوهيدرات وذلك لما تسببه كثرتها من أكسدة وتندّب أنسجة الكبد.
  6. تناول اللاكتولوز وكذلك مخلل الملفوف (ساوركراوت). إذ أنه يساعد على التخفيف من الأمونيا في الجسم بالإضافة إلى الإكثار من الخضار فهي مفيدة أيضاً.
  7. الحرص على عدم الإكثار من البروتين و عدم تناول إل-غلوتامين أيضاً.

أخيراً

قد يؤدي إهمال مشكلة مثل مشكلة استسقاء البطن و عدم القدرة على التعامل معها و معالجتها إلى مضاعفات خطيرة تشمل الانصباب الجنبي ، أو تسرب “الماء إلى الرئة” ؛ و هذا ما يسبب صعوبة في التنفس، أو الفتق مثل الفتق الإربي أو الالتهابات البكتيرية ، مثل التهاب الصفاق الجرثومي العفوي (SBP) أو المتلازمة الكبدية الكلوية ، وهي نوع نادر من الفشل الكلوي التدريجي. عندما تفشل الأدوية والعلاجات التقليدية في حل مشكلة مثل مشكلة الاستسقاء في البطن الناتجة عن تشمع الكبد. و تندبها فإن ذلك قد يدفعنا بقوة إلى اللجوء إلى العلاجات الطبيعية التي أثبتت قدرتها ليس على التخفيف من الأعراض فحسب وإنما معالجة المشكلة من جذورها.

احتباس السوائل في البطن | السبب والحل

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد