يلجأ الكثيرون إلى حميات مختلفة بهدف تخفيف الوزن أو من أجل الشفاء من بعض الأمراض، تتصدر بعض أنواع الحمية ومنها حمية الكيتو صفحات التغذية اليوم و تشهد ازدياداً في شعبيتها بسبب نتائجها المذهلة في تخفيف الوزن و الحفاظ على صحة أعضاء الجسم المختلفة بما فيها الكبد، التي تُعتبر المتضرر الأكبر من تراكم الغلوكوز الذي يسببه التدفق الكبير الناتج عن استهلاك الكربوهيدرات و السكريات بكميات كبيرة، بسبب التوصيات المتكررة بتناول الكربوهيدرات بنسب عالية من قبل معظم المؤسسات القائمة على إعداد قوائم الطعام و تقدير النسب اللازمة للجسم من العناصر الغذائية المختلفة كالكربوهيدرات والبروتينات و الدهون و السكريات وغيرها. الجدير بالذكر هنا أن حمية الكيتو شأنها شأن الحميات المختلفة قد يؤدي اتباعها بعشوائية دون تدرج مسبق وتخطيط دقيق إلى بعض النتائج و الآثار الجانبية، الأمر الذي قد يؤدي إلى نتائج غير مرضية و بالتالي حمية غير ناجحة. إليكم بعض النصائح التي ستجنبكم بعض الآثار الجانبية المُحتملة لحمية الكيتو.
الآثار الجانبية لحمية الكيتو و كيفية معالجتها و تجنبها:
عند اتباع حمية الكيتو بدون التماس الطريقة الصحيحة فإن مجموعة من الآثار الجانبية سوف تظهر لذلك سنبدأ بتعدادها:
1- ضبابية الدماغ
قد يعاني متبعو حمية الكيتو في بداية الأمر – أول ثلاثة أيام – من ضبابية الدماغ و يشير مصطلح ضبابية الدماغ أو ضبابية الوعي إلى وجود خلل معتدل وأقل حدةً من الهذيان في تنظيم المستوى العام للوعي. يعاني المرء من تغيم الوعي وإحساس ذاتي بالتشتت العقلي يوصف على أنه “ضبابي”. فقد تُعزى ضبابية الدماغ إلى نقص فيتامينات B و لا سيما فيتامين B1 . وقد تعزى أيضاً إلى نقص الكيتونات فأثناء المرحلة الانتقالية قبل دخول الجسم في الكيتوزية وهي مرحلة تستغرق ثلاثة أيام قد لا يحصل الدماغ على كفايته من الوقود ولا يستطيع إنتاج الكيتونات بالسرعة المطلوبة ولهذا قد تدعو الحاجة إلى زيادة الكيتونات من خلال تناول زيت MCT لأنه يمنح الدماغ الكيتونات بشكل فوري ويؤدي بالتالي إلى زوال ضبابية الدماغ، وقد تساعد الخميرة الغذائية أيضاً في هذه الحالة على تزويد الجسم بفيتامين B اللازم لهذه المرحلة.
2- حمض اليوريك
قد يؤدي اتباع حمية الكيتو إلى ارتفاع حمض اليوريك (البول) الذي يؤدي إلى حدوث النقرس. فقد يؤدي الصيام لدى البعض إلى ارتفاع حمض اليوريك الذي يعد أحد مضادات الأكسدة التي تساعد الجسم على التخلص من الجذور الحرة و التوازن داخل الخلايا. ولكن قد يؤدي ارتفاع حمض اليوريك عند الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالنقرس، إلى الشعور بألم في إبهام القدم، ولكن ثمة حل بسيط لذلك وهو تناول شراب عصير الخضار كإضافة مسحوق عصير عشبة القمح إلى الماء لأنه يساهم في تراجع شدة الحموضة، و يؤثر هذا الشراب على درجة الحموضة في الجسم فلا يعود ارتفاعها سبباً في إستثارة الجهاز المناعي لأي رد فعل التهابي، وهذا العصير حل بسيط جداً. يمكن أيضاً تناول سترات البوتاسيوم فهي ناجعة إلا أن عصير الخضار يمنح مفعولاً سحرياً.
3- الكوليسترول
قد تؤدي حمية الكيتو إلى ارتفاع الكوليسترول. فقد يعزى سبب ارتفاعه إلى حاجة الجسم إلى المزيد من أملاح عصارة الكبد (الصفراء). لتعزيز المرارة وتعزيز القدرة على تفكيك الكوليسترول إلا أن ذلك لا يعد بمشكلة عادةً.
4- الكلى
قد يشكل وجود حصى الكلى عائقاً أمام اتباع حمية الكيتو. فإذا كانت الكلى عرضة لتشكّل الحصى فإن أهم ما يمكن فعله هو شرب كمية لا تقل عن ليترين و نصف من السوائل في اليوم لأن ذلك يخفف من تركيز الحصى ويعطل القدرة على تشكّلها. لأن حصى الكلى تنتج عن تركّز درجة الإشباع ولهذا فإن شرب ما يكفي من السوائل يمنع من تشكّل الحصى. كما تعد سترات البوتاسيوم مفيدة أيضاً وذلك:
أولاً: لدور البوتاسيوم في حماية الكلى وبهذا يقلل من خطر تشكّل حصى الكلى.
ثانياً: لاتحاد السترات مع الأكسالات .التي تعد أكثر أنواع حصى الكلى شيوعاً وهي أكسالات الكالسيوم لذا قد تمنع السترات تشكّل حصى الكلى.
أما فيما يتعلق بالنظام الغذائي فيجب عدم الإكثار من الأطعمة الغنية بالأكسالات كاللوز وطحين اللوز وزبدة اللوز والسبانخ والشوكولا وجميعها أطعمة مسموحة في الكيتو.
5- المشكلات الهضمية
إن الإصابة بالإمساك أو الإسهال بشكل مفاجئ وغير معتاد فور البدء بالحمية يستلزم على الأرجح تعديل كمية الخضار. فإما أن الكمية المتناولة قليلة لا تكفي أو أنها أكثر من اللازم فيجب المقارنة بين الوضع الحالي و السابق فتناول كميات كبيرة من الخضار قد يعني أنه يجب التقليل من الخضار أو قد يكون الحل بزيادتها لذا يجب تعديل كمية الخضار وحسب.
أما فيما يتعلق بمشكلات الانتفاخ فإنها تشير غالباً إلى نقص العصارة. وهو ما يعزى لعدة أسباب كاستئصال المرارة أو تشحّم الكبد أو الخمول. لذلك فإن تعزيز العصارة يساعد في مشكلة الانتفاخ.
و أما آلام البطن فتُعزى إلى اللكتين الموجود في الخضار والفاصولياء والفول السوداني وغيرها من الأطعمة ولهذا ينبغي التقليل منها لفترة كما يمكن اتباع حمية الكارنيفور ريثما يزول الألم الذي قد يكون سببه تسرّب الأمعاء أو الالتهاب الذي قد يكون وراء الإصابة بحساسية الخضار وهي إحدى المشكلات الهضمية أيضاً.
أما مشكلة ارتجاع الحمض فتشير إلى حاجة الجسم إلى المحمّضات مثل بيتين هيدروكلوريد وهو أحد المحمّضات الجيدة وكذلك خل التفاح . لأنه يساعد على إبقاء الصمام مغلقاً، و أحياناً قد يحتاج إغلاق الصمام زيادة فيتامين B1.
فيما يتعلق بالإصابة بالقرحة يعد الزنك أحد أفضل العلاجات في حال الإصابة بالقرحة.
6- حب الشباب
يعزى سبب ظهور حب الشباب إلى حساسية منتجات الألبان. لذلك ينصح عند ظهوره بالامتناع عن منتجات الألبان فالمفترض بذلك أن يمنح نقاءً للبشرة. كما تؤدي منتجات الألبان إلى تضخم الأورام الليفية الحميدة عند النساء وتضخم البروستاتا عند الرجال. لذا ينصح الرجال الذين يعانون من مشكلات البروستاتا والبول بالابتعاد عن منتجات الألبان لفترة.
7- تشنج العضلات أو خفقان القلب
العلاج نفسه لكليهما وهو الكهارل والمغنيسيوم والبوتاسيوم والملح البحري.
8- الهياج و ألم الرأس
يدل ألم الرأس على حاجة الجسم إلى فيتامين B1 . إذ يمكن تأمين الكميات اللازمة منه عن طريق تناول الخميرة الغذائية فهي مذهلة لأنها تمنح شعوراً مهدّئاً في غضون ثلاث دقائق.
9- ألم المرارة
وهو ألم أسفل القفص الصدري يميناً قد يمتد إلى الكتف اليمنى أو إلى الظهر وهذا مؤشر على ضرورة التقليل من تناول المكسرات . وخصوصاً زبدة الفول السوداني وذلك نظراً لغنى أكثر المكسرات بأحماض أوميغا 6 المحرّضة على الالتهاب. وبسبب بعض مثبطات الإنزيمات التي تجعل هضم المكسرات صعباً. إذ يحوي الفول السوداني على كمية عالية من بعض السموم الناتجة عن الفطريات التي تسبب هياجاً للمرارة والكثير من المشكلات. ولهذا يجب الحرص دوماً على الحصول على الفول السوداني العضوي أو الفول السوداني أو زبدته من نوع “فالنسيا” وهذا ضروري جداً. فقد يظن البعض أن رش الفول السوداني لا يسبب أي مشكلة وذلك نظراً لشدة سماكة قشوره تماماً. كالجوز إذ يظن البعض أن الرش لا يخترق القشور إلا أنها ترش مرة أخرى بعد كسر القشور عنها. ولهذا يجب اختيار المكسرات العضوية وهذا الحل سيساعد على الحد من آثارها الضارة إلا أن التقليل من المكسرات سيكون جيداً كذلك. تعزى ضرورة التقليل من هذه الدهون الإضافية إلى احتمال عدم توفر ما يكفي من العصارة لهضمها لذا فإن تناول أملاح العصارة المنقاة أو التركيبة الخاصة بالمرارة لأمرٌ مساعد جداً في هذه الحالة ولكن مجرد الامتناع عن تناول المكسرات يحل المشكلة.
10- رائحة النفس الكريهة
وهي مشكلة مؤقتة وسببها غالباً عدم معادلة النسبة الكبيرة من الكيتونات مع ما من شأنه تحييدها كالخضار الورقية أو الكميات الكبيرة من السلطة . ويعزى سببها أحياناً إلى الإكثار من البروتين. وعندها ينبغي الاعتدال في تناوله لأن كثرة البروتين تؤدي إلى ارتفاع الأمونيا (غاز النشادر) الذي قد يظهر في رائحة النفس.
11- طفح الكيتو
الذي يحدث في الغالب بسبب نقص فيتامين B .ويجب عندها تناول الخميرة الغذائية لأن النقص يكون عادةً في فيتاميني B2. B3. فحالما يبدأ الجسم بحرق الدهون والعمل على وقود الكيتونات تتغير المسارات الاستقلابية بعض الشيء. وتزداد حاجة الجسم إلى بعض العناصر الغذائية وبالأخص فيتامينات B.
أخيراً: إرهاق الكيتو وانفلونزا الكيتو
وهنا يجب تناول المزيد من الملح البحري، وملح الهيمالايا البحري هو الأفضل. وكذلك من المفيد تناول البوتاسيوم في مسحوق الكتروليت، فالمفترض بذلك أن يحل المشكلة، كما قد يحدث بعض الاضطراب في ضغط الدم عند اتباع الكيتو وعندها يجب زيادة نسبة الملح البحري ثم التقليل منه، لأن أحد الخيارين هو الحل وقد يلزم أيضاً إضافة بعض البوتاسيوم مع فيتامين D لأن ذلك سيحل المشكلة لأن نقص الملح قد يحفز ارتفاع الأدرينالين وهو ما قد يؤثر على النوم ليلاً ويسبب الأرق ولهذا يجب تناول المزيد من الملح البحري عند العجز عن النوم وأحياناً بعض الكالسيوم إن أحد المصادر الجيدة للكالسيوم التي ينصح بها هي سترات الكالسيوم أو لاكتات الكالسيوم.ِ
عند البدء بتغيير النظام الغذائي يجب الانتباه بعناية إلى الإشارات المختلفة التي يرسلها الجسم على شكل أعراض متنوعة. فعند التنبه لمثل هذه الأعراض والتعامل معها بالشكل المناسب من شأنه أن يجنبنا الكثير من المخاطر المحتملة الناتجة عن التغيير. وبالتالي الوصول إلى أفضل النتائج المرجوة بدلاً من العودة إلى نقطة البداية والبحث عن حلول بديلة قد لا تكون أفضل.
قبل البدأ بحمية الكيتو شاهدوا هذا المقطع لتتجنبوا الآثار الجانبية!