الطفح الجلدي الذي قد يدل على داء لايم الخطير

تنقل الحشرات الكثير من الأمراض المستعصية و الخطيرة، وتكمن خطورتها في صعوبة التنبؤ بها والحماية منها بسبب احتمالية تكرار التعرض للإصابة من خلالها حتى بعد انتهاء العلاج و زوال الأعراض، و ذلك بسبب تأصل الحشرات في البيئة التي تعيش فيها الأمر الذي يجعل من مسألة السيطرة عليها و مكافحتها أمراً صعباً للغاية، تعد القراد أحد أهم الحشرات الناقلة للأمراض و من أشد الأمراض التي تنقلها خطورة “مرض لايم” الذي يتطور مسبباً حالة التهابية تؤثر على عدد من أجهزة الجسم كالجلد و المفاصل و الجهاز العصبي وصولاً إلى أجهزة أخرى في الجسم.

تكثر الأعراض التي تدل على الإصابة بمرض لايم إلا أن الطفح الجلدي قد يكون العرض الأبرز الذي يميز هذا المرض. إليكم هذا المقال الذي سيجيب على هذا السؤال: ما شكل الطفح الجلدي الذي من الممكن أن يدل على الإصابة بداء لايم الخطير؟

داء لايم

انتشار داء لايم

ينتشر داء لايم في الولايات المتحدة الأمريكية وقد أشارت بعض التقارير إلى أن المرض قد انتشر في الولايات الخمسين بعد أن كان محصوراً في منطقة نيو إنجلاند.

تمت تسمية المرض في الواقع على اسم بلدة لايم في الساحل الشرقي بولاية كونيتيكت حيث بدأ التعرف على المرض لأول مرة في عام 1975. ثم أخذ بعدها بالانتشار في ونيتيكت ، مين ، ماساتشوستس ، نيو هامبشاير ، رود آيلاند وفيرمونت، حيث سُجلت الغالبية العظمى من الإصابات في هذه الولايات، ثم سرعان ما وصل المرض إلى باقي الولايات المتحدة لاحقاً.

يُعزى سبب انتشار داء لايم إلى القراد الأسود التي بمجرد أن تلتصق بالجسم وتبدأ بالتغذي على الدماء ، فإنها في مرحلة ما تطرح حملها البكتيري في مجرى الدم. فتنتشر العدوى في الجسم عبر هذا الانبعاث اللعابي في حال كان القراد يحمل كائنًا معديًا. تم ربط القراد ذو الأرجل السوداء (Ixodes scapularis، و المعروف أيضًا باسم قراد الغزلان) بانتقال المرض في عام 1977.

في الواقع يُعد داء لايم وباءً متنامياً وتتزايد أرقام انتشاره بشكل هائل و مخيف إذ تختلف نسبة انتشاره عن انتشار الأمراض الأخرى التي تتزايد بنسب مطردة. فاعتبارًا من عام 2019 ، أشارت التقديرات إلى أن هناك ما يزيد عن ثلاثمئة ألف حالة جديدة من مرض لايم يتم تشخيصها في الولايات المتحدة سنويًا. ولكن قبل أربع أو خمس سنوات فقط ، تم الإبلاغ عن ثلاثين ألف حالة فقط. قد يكون السبب في هذا الارتفاع السريع هو تطور وسائل الكشف عن المرض، بالإضافة إلى التراجع عن حصر العدوى بالقراد الأسود فقط، فقد أشارت بعض المراجعات إلى احتمالية نقل الحشرات الأخرى للمرض كالعناكب والبعوض و الحشرات الأخرى….

حشرة القرِّاد

ما هو داء لايم

يحدث داء لايم عندما يصاب شخص ما برد فعل مناعي لنوع من البكتيريا ينتقل من خلال القراد وربما لدغات الحشرات. فبمجرد أن تلدغ القراد أو الحشرة الإنسان، فإنها تنقل البكتيريا إلى مجرى الدم. عادةً ما تسبب هذه البكتيريا مجموعة من الأعراض الشبيهة بأعراض المناعة الذاتية في غضون عدة أشهر – بما في ذلك التعب والحمى والصداع والطفح الجلدي في بعض الأحيان.

يحدث داء لايم المبكر عندما تنتشر البكتيريا التي تسببت في هذه الحالة في جميع أنحاء الجسم، والتي يمكن أن تحدث بعد أيام أو أسابيع أو حتى أشهر من لدغ القراد المصاب.

تجدر الإشارة أيضاً إلى أن حشرات القراد تتغذى على الدم أما الحشرات الصغيرة منها فتستقر في قاع العشب وعندما تكبر، يمكن أن تتسلق إلى أعلى النباتات والأشجار وتنتقل بأرجل متدلية تنتظر الفرصة المناسبة لتستقر على أي شخص يمر بجوارها بدون أن يشعر حتى لأنها ترش الجلد بمادة مخدرة لذلك لا يمكن الإحساس بها وهي تمشي على الجلد أو تعضه ويمكن لهذه الحشرات أن تعلق بالكلاب أو الحيوانات الأليفة التي قد تنقلها بدورها إلى البشر.

في الواقع ، إن الخطر الحقيقي المرتبط بداء لايم هو تركه دون علاج لسنوات عديدة ، ما قد يتسبب في مضاعفات تؤثر على الأعضاء الحيوية والأوعية الدموية وجهاز المناعة بأكمله.

أعراض داء لايم

من الممكن أن تبدأ الأعراض في أي مكان من الجسم في غضون ثلاثة إلى ثلاثين يومًا بعد اللدغة. قد تبدو مختلفة حسب مرحلة العدوى. في بعض الحالات ، لن يلاحظ أي أعراض إلا بعد مرور أشهر من حدوث اللدغة.

تشمل الأعراض المبكرة ما يلي:

كل هذه الأعراض شائعة أيضًا في الأنفلونزا. في معظم حالات عدوى لايم، فإن أحد الأعراض الأولى التي ستلاحظها هو الطفح الجلدي الذي يشبه عين الثور.

ويحتمل أن ترك الأعراض بدون علاج يؤدي إلى تفاقمها و قد تشمل:

  • صداع شديد أو تصلب في الرقبة
  • الطفح الجلدي في مناطق أخرى من الجسم
  • التهاب المفاصل المصحوب بآلام المفاصل وتورمها، خاصة عند الركبتين.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • التهاب في المخ والحبل الشوكي.
  • ألم شديد أو تنميل أو وخز في اليدين أو القدمين.
الصداع

أما أكثر الأعراض ظهوراً فهو الطفح الجلدي. لكن هل تدل الإصابة بالطفح الجلدي الذي يشبه عين الثور في مكان ما من الجسم على الإصابة بداء لايم؟

أحد الأنواع التقليدية لطفح لايم هو طفح عين الثور. إلا أن الإصابة بهذا الطفح لا تؤدي بالضرورة للإصابة بداء لايم ولا تدل على الإصابة به. بل قد تدل على نوع آخر كمرض الطفح الجلدي المصاحب للقراد الجنوبي. وهو أحد الأمراض التي تتعلق بداء لايم وقد يتجلى في أعراض زكام خفيف كالإرهاق وألم في العضلات والرأس. وغالباً ما يصيب سكان الأماكن الجنوبية وسط الولايات المتحدة لذا في حال الإصابة بمرض الطفح الجلدي المصاحب للقراد الجنوبي . فقد يتجلى هذا المرض من خلال طفح عين الثور أو قد يبدو كأي طفح آخر و ليس بالضرورة أن يدل على الإصابة بداء لايم.

أحد أنواع القراد الأخرى التي قد تسبب الطفح العادي وليس طفح عين الثور يسببها اليغموش الأمريكي .ويسمى أيضاً قراد الماء الجنوبي إلى جانب تسميات كثيرة . لذا فإن مجرد الإصابة بالطفح أو طفح عين الثور لا يدل على الإصابة بداء لايم بالضرورة.

تتشابه أعراض بعض الأمراض أحياناً وقد تتقاطع ما يجعل التشخيص صعباً. ويحدو بنا إلى مزيد من الجهد واستخدام الوسائل الأكثر دقة من أجل الوصول إلى تشخيص صحيح ودقيق. فالتشخيص الدقيق يؤدي إلى علاج صحيح وفعال. وبهذا نستدل أن الإصابة بطفح جلدي يشبه عين الثور قد لا يكون بالضرورة أد دلائل الإصابة بداء لايم الخطير.

الطفح الجلدي الذي قد يدل على داء لايم الخطير

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد