العشبة التي تزيد الشعور بالراحة والسعادة

هناك ما يزيد عن 80 مليار خلية عصبية في الدماغ، تعمل باستمرار وتتواصل فيما بينها بواسطة الناقلات العصبية أو المرسالات الكيميائية. وتؤدي هذه الناقلات العصبية دوراً رئيسياً في وظائف الجسم اليومية، كما تؤثّر على الحالة المزاجية. وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالشعور بالراحة والاسترخاء، والتخلّص من شعور القلق والاكتئاب والاضطرابات المزاجية. فإذا كنتم تعانون من التوتر والعصبية باستمرار، وتُستثار أعصابكم بسهولة، فقد يكون لهذه الناقلات العصبية تأثيرٌ فوريٌ في تهدئة الأعصاب وتبديد التوتر، والشعور بالراحة والهدوء والقدرة على النوم بعمق. ماهي العشبة التي تزيد الشعور بالراحة والسعادة؟

ما هي الناقلات العصبية؟

تُعرّف النواقل العصبية بأنها إشارات الجسم الكيميائية. وهي عبارة عن جزيئات يستخدمها الجهاز العصبي لنقل الرسائل بين الخلايا العصبية، أو من الخلايا العصبية إلى العضلات.

والناقلات العصبية أشبه ما تكون بالهرمونات. إلا أنّ الهرمونات تنتقل عبر مجرى الدم إلى الأنسجة، وتوصل الرسائل المختلفة التي تخبر الأعضاء بما يجب فعله. لذا فالهرمونات مسؤولة عن معدل الاستقلاب الغذائي والشهية ومعدل ضربات القلب.

أما تلك الناقلات العصبية فتنتقل عبر الجهاز العصبي، وتساعد على التواصل داخل الجهاز العصبي اللاودي الذي يتحكّم في عمليات الجسم في الحالات الطبيعية، مثل أوقات الراحة وهضم الطعام وغيرها.

فعادةً ما تتلخّص مهمة القسم اللاودي من الجهاز العصبي بالصيانة والحفظ، إذ يُبطّئ معدل ضربات القلب ويُخفّض ضغط الدم، وينشّط السبيل الهضمي لمعالجة الطعام وطرح الفضلات.

أنواع الناقلات العصبية

هناك أنواع مختلفة للناقلات العصبية، وتشمل:

  • استثارية : وهي تحفز الخلايا المستقبلة للقيام بفعلٍ ما.
  • مثبّطة :  تقلل هذه الناقلات من فرص القيام بنشاطٍ ما من قبل الخلايا المستقبلة. 
  • معدّلة : وتقوم بإرسال رسائل لعدّة خلايا عصبية في نفس الوقت، كما تقوم بالتنسيق مع ناقلاتٍ عصبيةٍ أخرى. 

أهم الناقلات العصبية

هناك أكثر من مئة ناقلٍ عصبيٍ تم اكتشافه في الدماغ، وتشمل الناقلات العصبية الرئيسية:

 1- الأسيتوكولين:

وهو جزيء صغير الحجم، ويُعدّ أول ناقل عصبي تم اكتشافه. ويؤدي دوراً أساسياً في وظيفة الدماغ والذاكرة، كما ينظّم ضربات القلب وانقباض العضلات وإفراز بعض الهرمونات.

2- الدوبامين

وهو ناقل عصبي مهم للذاكرة والتعلم والسلوك وتنسيق الحركات، ويقوم الدماغ بإفرازه عند الشعور بالسعادة.

 3- الإندورفين

يمنع إشارات الإحساس بالألم، ويعد مسكّناً طبيعياً للألم.

4- الأدرينالين

وهو هرمون وناقل عصبي في الوقت ذاته، ويُعدّ مسؤولاً عن استجابة “الكر والفر”. ويعمل الأدرينالين على زيادة معدّل ضربات القلب والتنفس، ويمدّ العضلات بالطاقة. كما يساعد الدماغ على اتخاذ قراراتٍ سريعةٍ في مواجهة المخاطر.

5- السيروتونين

وهو ناقل عصبي مثبّط، يساعد في التحكّم بالمزاج والشهية وتنظيم النوم. كما يؤدي دوراً في مكافحة الاكتئاب، وتخفيف التوتر والقلق.

 6- الغلوتامات

يرتبط بالوظائف الإدراكية كالتعلم والذاكرة.

 7- النورأدرينالين

وهو ناقل عصبي وهرمون في نفس الوقت. ويرتبط إفرازه بالمزاج والاستيقاظ والذاكرة.

 8- الغابا

ويعرف أيضاً باسم حمض غاما –أمينوبيوتيريك. وهو الناقل العصبي المثبّط الرئيسي في الجهاز العصبي المركزي.

وفي حين أن الغلوتامات يعدّ أكثر الناقلات العصبية استثارةً، فإن الغابا في المقابل هو الناقل العصبي المثبّط له.

ويؤدي هذا الناقل العصبي دوراً رئيسياً في تطوّر الدماغ والتعلّم. وتعمل المستويات العالية من هذا الناقل العصبي على تحسين التركيز الذهني والشعور بالارتياح، وتخفيف الشعور بالقلق والاكتئاب ونوبات الهلع. لذا فإنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحسين الحالة المزاجية.

علاقة الكحول بمستقبل غابا

يثبّط الكحول الناقل العصبي الاستثاري الجلوتامات، ويزيد من الناقل العصبي المثبّط غابا. الأمر الذي يسبّب الشعور بالسعادة عند شرب الكحول. إلا أن تأثير غابا يختفي بمجرّد التوقف عن الشرب، وهذا ما يؤدي إلى إدمان تعاطي الكحول وتحوّله إلى عادةٍ مدمّرةٍ للصحة.

وهذا يفسّر الأعراض التي يمرّ بها من يحاول الإقلاع عن استهلاك الكحول، فيما يعرف بمتلازمة الانسحاب الكحولي. فغالباً ما تترافق هذه المتلازمة مع الشعور بالقلق والاضطراب وعدم القدرة على الاسترخاء، إضافةً إلى انعدام القدرة على النوم. وكل ذلك يعود إلى انخفاض مستوى الناقل العصبي غابا بعد التوقف عن تعاطي الكحول.

كيفية زيادة إنتاج غابا بشكل طبيعي وآمن

عادةً ما يتم إنتاج الناقلات العصبية طبيعياً في الدماغ، إلا أن ثمّة أمور قد تحفّز إنتاج الناقلات العصبية، وذلك مثل تناول البروبيوتيك (البكتيريا الحميدة)، التي تتوفّر بكثرة في الأطعمة المخمّرة والزيتون وغير ذلك، إضافةً إلى تناول فيتامين B1 الذي تعدّ الخميرة الغذائية أهم مصادره. وكذلك تناول المغنيسيوم المتوفّر في الخضار الورقية.  

وبدلاً من اللجوء إلى تناول الكحول أو غيرها من المواد السميّة لزيادة مستوى غابا في الدماغ، يمكن شرب عشبة الترنجان (المليسة). فقد ثبت أن المغذيات النباتية التي تحتوي عليها هذه العشبة تزيد من الشعور بالراحة والاسترخاء إلى حدٍ كبيرٍ.

مشاهدة الفيديو من هنا: اشرب منقوع هذه العشبة اذا كنت تعاني من القلق لتشعر بالهدوء فورا

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد