التخلّص من الرغبة الملحّة في تناول السكريات

لسوء الحظ ، بات السكر جزءاً لا يتجزّأ من النظام الغذائي لمعظم الناس على مدار المئة عام الماضية. أما قبل ذلك فلم يكن يتم استهلاكه بشكل يومي، بل كان حِكراً على الأثرياء فقط. ويزداد استهلاك الناس للسكر والمُحليات الصناعية يوماً بعد يوم. ولا يخفى على أحد مدى الضرر الذي يمكن أن يلحقه الإكثار من تناول السكريات بالجسم. إذ يُعدّ السكر عاملاً أساسياً في تطوّر الحالات المرضيّة والأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري من النمط الثاني، وأمراض الكبد المزمنة ومرض الزهايمر وغير ذلك. وكيف يمكن التخلّص من الرغبة الملحّة في تناول السكريات؟

ومن الناحية الغذائية، لا يحتاج الجسم إلى السكر المكرّر إطلاقاً، فباستطاعة الجسم تصنيع كل الغلوكوز الذي يحتاجه في الكبد من خلال عملية اسمها استحداث السكر.

ونظراً للآثار السلبية المدمّرة التي يمكن أن يؤدي إليها تناول السكريات، ينبغي استبعاد السكر نهائياً من النظام الغذائي. ولكن الأمر في الواقع ليس بالسهولة التي يبدو عليها، فقد يواجه البعض رغبة ملحّة ومفاجئة في تناول السكر، وتشتدّ في أوقات معيّنة. فما سبب تلك الرغبة الملحّة في تناول السكريات، وكيف يمكن التخلّص منها نهائياً؟

التخلّص من الرغبة الشديدة في تناول السكر

في حال عدم اتباع نظام الكيتو الغذائي، فأول ما يجب فعله بالطبع هو الالتزام بحمية الكيتو منخفضة الكربوهيدرات. فسيُحدث هذا فرقاً هائلاً، وغالباً ما تتلاشى الرغبة في تناول السكر شيئاً فشيئاً.

أما إذا استمرت تلك الرغبة الشديدة في تناول السكريات رغم اتباع حمية الكيتو، فهذا يعني أن ثمّة خطأ ما ينبغي تصويبه.

سبب الرغبة في تناول السكر رغم اتباع حمية الكيتو

من المعروف أنه حين يدخل الجسم في الحالة الكيتوزية، يتلاشى الشعور بالجوع والرغبة الشديدة في تناول السكر بشكل طبيعي. فإذا لم يحدث ذلك، قد يعود السبب إلى أمور عدّة:

تناول بعض الأدوية

قد يؤدي تناول بعض الأدوية مثل البريدنيزون أو الأدوية المضادة للالتهاب والاكتئاب أو المضادات الحيوية إلى ازدياد الرغبة في تناول السكر، لأن تلك الأدوية تسبب اضطراباً في مستويات السكر في الدم.

التعرّض للضغط النفسي

قد يسبب التوتر ارتفاعاً كبيراً ومفاجئاً في نسبة السكر في الدم، ما يؤدي إلى اشتهاء المزيد من السكر.

قلّة النوم

وبالإضافة إلى ما سبق، قد يؤدي التعرض لإصابةٍ ما أو لموقفٍ مزعج إلى انخفاضٍ حادٍ في مستوى السكر بالدم بسبب زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم، المعروف بهرمون التوتر. الأمر الذي يؤدي إلى استنفاد الطاقة، فتظهر على الفور الرغبة في تناول السكر والأطعمة المحلّاة.

شاهد ايضاً : أكثر أعراض نقص حمض المعدة شيوعاً

طرق للتخلص من الرغبة في تناول السكر

هناك بعض الطرق التي من شأنها تهدئة الرغبة في تناول السكر، وتشمل:

الحفاظ على معدّل منخفض من الكربوهيدرات

يجب الحرص على عدم تجاوز كمية الكربوهيدرات المستهلكة عن 20 أو 50 غراماً في اليوم الواحد. فإذا ارتفعت نسبة الكربوهيدرات عن 50 غم، فربما يدفع ذلك بالجسم خارج الحالة الكيتوزية، الأمر الذي يسبب تفاقم الرغبة الشديدة في تناول السكر.

وبالطبع ينبغي تجنّب السكريات والكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، وذلك مثل سكر المائدة والديكستروز والمالتوديكسترن. فتناولها يؤدي إلى إعاقة الجسم عن الدخول في الحالة الكيتوزية، لأن السكر يتسبب في ارتفاع مستمر في مستويات الإنسولين بالدم.

 وبدلاً من ذلك، يمكن استمداد الكربوهيدرات من الحمّص والتوت والمكسّرات بكمياتٍ صغيرةٍ.

تقليل عدد مرات تناول الطعام

فالإكثار من الأكل بشكل متكرر وتناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية من أهم أسباب الشعور الدائم بالجوع والرغبة في تناول السكريات. فعند تناول أي نوعٍ من الطعام، يرتفع سكر الدم فيرتفع معه الإنسولين ليخفّض من مستوى السكر بالدم. وبالتالي يتولّد الشعور بالجوع وتزداد الرغبة الملحة في تناول السكر.

ولتقليل عدد مرات تناول الطعام بين الوجبات، يمكن إضافة المزيد من الدهون إلى الوجبات. فهذا يساعد على تراجع مستويات الإنسولين والدخول في الحالة الكيتوزية، وبالتالي يقلّ الشعور بالجوع والرغبة في تناول الطعام.

تناول الكثير من الخضار

ينبغي تناول كمياتٍ كافيةٍ من الخضار يومياً. إذ تساعد الخضار على توفير العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم للتخلّص من الرغبة الملحة في تناول السكر. وتشمل هذه العناصر الغذائية الأساسية البوتاسيوم والمغنيسيوم، إضافةً إلى الألياف.

اتباع الصيام المتقطع

فالالتزام بحمية الكيتو بدون اتباع الصيام المتقطع يُعيق تحقيق النتائج المرجوة. ولهذا يجب الجمع بين حمية الكيتو والصيام المتقطع لإبقاء الإنسولين في مستوياتٍ طبيعية، وبالتالي القضاء على الشعور بالجوع والرغبة الملحة في تناول الطعام والسكريات.

لمشاهدة الفيديو: الحل النهائي للتخلص من رغبة واشتهاء الحلويات والسكر!

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد