يُعرف نقص حمض المعدة بأنّه نقصٌ في إفراز حمض الهيدروكلوريك في المعدة، والذي يؤدّي دوراً مهماً في هضم الطعام وامتصاص العديد من العناصر الغذائيّة وخاصة البروتين. كما أنّه يحمي الجسم من العدوى، إذ يطرد البكتيريا والفيروسات. وبالتالي فإنّ إهمال علاج هذه الحالة يؤدي إلى حدوث أضرار في الجهاز الهضمي، والإصابة بالعدوى والعديد من الأمراض المزمنة. ويسبّب نقص حمض المعدة العديد من الأعراض، فما أكثرأعراض نقص حمض المعدة شيوعاً ؟
أول أعراض نقص حمض المعدة
يُعدّ عسر الهضم أهم دلائل نقص حمض المعدة. وعسر الهضم هو مصطلح يصف الشعور بالانزعاج وعدم الراحة في الجزء العلوي من البطن. ويظهر هذا على شكل ألم وضيق وشعور باحتباس الطعام في المعدة.
أعراض عسر الهضم
تشمل أعراض عسر الهضم:
- اضطراب المعدة
- الشعور بالامتلاء
- حرقة في المعدة
- الغثيان
- التجشؤ
- تراكم الغازات
- الانتفاخ
سبب الإصابة بعسر الهضم
وفقاً للكتب الطبية، فإن نسبة 70% من حالات عسر الهضم لا يُعرف سببها. ولكن قد تشمل الأسباب المحتملة لعسر الهضم التوتر (الضغط النفسي) – وهو أحد أهم الأسباب – أو القلق أو الإصابة بمرض ارتجاع المريء.
إلا أن ارتجاع المريء في الواقع هو أحد الأعراض، فمن غير المنطقي أن يكون سبباً للإصابة بعسر الهضم، لكن من المحتمل أن يكون هناك صلة بين الأمرين.
ويحدث مرض ارتجاع المريء عندما يتكرر ارتجاع حمض المعدة إلى الأنبوب الذي يربط الفم بالمعدة (المريء)، ويمكن أن يؤدي هذا الارتجاع الحمضي إلى تهيّج بطانة المريء. وغالباً ما يترافق مع حرقةٍ في المعدة وألمٍ في الصدر وصعوبةٍ في البلع.
إلا أن السبب الرئيسي لعسر الهضم هو نقص حمض المعدة. ولهذا يخطئ الكثير ممن يعانون من نقص حمض المعدة بتناول أدوية مضادة للحموضة للتخلص من عسر الهضم. إلا أن ذلك لا يزيد حالتهم إلا سوءاً، لأنهم في الواقع بحاجة إلى المزيد من حمض المعدة. وبتناولهم مضادات الحموضة فإنهم يستنفدون آخر ما لديهم من أحماض المعدة، فتنعدم لديهم كليّاً.
ومن الجدير بالذكر أن أحماض المعدة تقل مع التقدّم في السن، ما يؤدي إلى فقد حمض المعدة وغيابها من عصارة المعدة لدى الكثيرين.
ويؤدي فقد حمض المعدة إلى ظهور أعراض مثل الحساسية ومشكلات الجيوب والإصابة بحمّى الكلأ وغيرها.
شاهد أيضاً :سعفة القدم : الأسباب والأعراض
وظيفة حمض المعدة
من المفترض أن تكون المعدة شديدة الحموضة لتقوم بوظائفها بكفاءة. وعادةً ما تتراوح درجة حمض الهيدروكلوريك بين 0,8-1,5 وقد تصل حتى 3، وهذه درجة شديد الحموضة.
وتتم عملية الهضم بفضل حمض الهيدروكلوريك وإنزيم ببسين الذي يتفعّل بالحمض. ويُعدّ الببسين إنزيماً ضرورياً لتعزيز عملية هضم البروتين.
إلا أن ما يعيق حمض الهيدروكلوريك وإنزيم ببسين عن عملية الهضم هو وجود طبقة مخاطية سميكة. لذا فعند تضرر هذه الطبقة، بسبب نقص الزنك أو غير ذلك من الأسباب، قد تحدث الإصابة بالقرحة والتهاب المعدة وغيرها. فلهذه الطبقة المخاطية أهمية كبيرة لحماية المعدة.
ينتج الجسم لترين من حمض الهيدروكلوريك يومياً. ولإنتاجه يحتاج الجسم إلى الكلوريدات من الملح، إضافةً إلى البوتاسيوم وفيتامين C والزنك وعناصر غذائية أخرى.
وتكمن مهمة حمض الهيدروكلوريك في:
– هضم البروتين
فعند تناول اللحوم مثلاً، يحوّل حمض الهيدروكلوريك البروتين والكولاجين التي يحتوي عليها اللحم إلى أحماض أمينية تتحلل إلى جزيئات صغيرة.
ولهذا فإن نقص أحماض المعدة يعيق اكتمال عملية الهضم كما يجب.
– القضاء على الميكروبات والبكتيريا
يساعد حمض الهيدروكلوريك في القضاء على الميكروبات والفيروسات والبكتيريا والفطور وميكروبات الخميرة.
ويتسبّب غياب أحماض المعدة في غزو هذه الميكروبات، ما يؤدي إلى إلحاق الكثير من الأضرار بالجسم، وذلك كفرط النمو البكتيري في الأمعاء الدقيقة والاضطرابات المعوية.
ولهذا يعدّ حمض الهيدروكلوريك أحد آليات الدفاع في الجسم، فهو يزعج البكتيريا والفيروسات فتنفر منه.
– امتصاص المعادن
يساعد حمض الهيدروكلوريك على امتصاص المعادن التي غالباً ما تترافق مع البروتين. إلا أن نقص حمض المعدة يعرقل تفكيك البروتين عن المعادن، فيصعب امتصاص هذه المعادن وتمثّلها.
أفضل طريقة لتحسين حموضة المعدة
يعدّ تناول بيتين الهيدروكلوريد أفضل طريقة لتحسين حموضة المعدة والتخلص من عسر الهضم، وذلك لمن لا يعانون من التهاب المعدة أو القرحة.
يمكن تناوله كمكمّل، وينصح بتناول ثلاث أو أربع أو حتى خمس حبات منه قبل تناول الطعام مباشرة.
شاهد الفيديو من هنا : ماهي أول علامة تدل على نقص حمض المعدة