مرض الصدفية: هل هو مُعدٍ؟ وكيف يمكن علاجه؟

تعدّ الصدفيّة أحد أمراض المناعة الذاتية، إذ أنّها تنجم عن مشكلةٍ في المناعة، وهي ليست معدية إطلاقاً. ويعتقد البعض أن الصدفيّة حالةٌ مرضيّةٌ معديةٌ، سنتكلم عن مرض الصدفية: هل هو مُعدٍ؟ وكيف يمكن علاجه؟

ما هي الصدفيّة؟

وتسبِّب الصدفيّة ظهور بقعٍ قشريةٍ حمراء ومثيرةٍ للحكّة على الجلد، وغالباً ما تظهر على الركبتين والمِرفَقين، وجذع الجسم وفروة الرأس،وتحدث الصدفية نتيجةً لتبدّل الجلد في بعض مناطق الجسم في غضون فترةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ، كثلاثة أيامٍ مثلاً، في حين أنَّ هذه العملية يجب أن تتم على مدار 28 يوماً، أي أنّ الجلد يتجدّد بمعدّلٍ أسرع من المعدّل الطبيعي.

ما محفّزات الصدفيّة؟

تحدث الصدفية نتيجةً للتعرّض لبعض المحفّزات، ومنها:

 • تناول المضادات الحيوية

فالمضادات الحيوية تهيّج الصدفية.

 • التوتر (الضغط النفسي)

فقد تزيد مستويات التوتر العالية من احتمال الإصابة بالصدفية، وذلك لتأثير التوتر على الجهاز المناعي.

 • الإصابة بالعدوى

ولا سيما البكتيريا العُقديّة والكانديدا (المبيّضة)، أو حالات العدوى الجلدية.

 • أحماض أوميغا 6 الدهنية
وهي دهون غير مُشبَعة تتسبّب في التهاب الأمعاء.

 • الستاتينات
وهو أحد أنواع الأدوية التي تثبِّط الكوليسترول، إذ يعمل على إعاقة مادة يحتاجها الكبد لإنتاج الكوليسترول.

• حلول فصل الشتاء

تؤثّر الأجواء الباردة والجافّة على هذه الحالة، ولهذا تتفاقم الصدفيّة عند حلول الشتاء، كما يعزى الأمر إلى قلة التعرّض للشمس، وبالتالي نقص فيتامين د، فمرضى الصدفيّة يحتاجون إلى نسبةٍ كبيرةٍ من فيتامين د.

شاهد أيضا ً: الفيتامين الأكثر فعالية لصحة الجلد.

أعراض الصدفيّة

تختلف أعراض الصدفيّة من شخصٍ لآخر، وقد تشمل:

بعض ما من شأنه التخفيف من حدّة الصدفيّة

من الممكن أن تساعد الستيرويدات (المُنشِّطات) على التخفيف من حدّة الصدفية، فهي أحد سبُل العلاج الذي ينصح به الأطباء، إلا أنَّ المشكلة تكمن في الآثار الجانبية المُصاحِبة لهذا النوع من العلاج.
وقد يساعد أيضاً استخدام كريمات فيتامين د والتعرّض لأشعة الشمس فوق البنفسجية في تخفيف أعراض الصدفيّة، إذ تتّسم الأشعة فوق البنفسجية بخصائص علاجيّة، كما أنَّ بعض التردّدات الصادرة عن هذه الأشعة قد تساهم في تعزيز مستويات فيتامين د في الجسم.

نظرة أعمق في مسبّبات الصدفيّة

تنجم الصدفية عن خللٍ في أحد أجزاء الجهاز المناعي، وينتج ذلك عن فرط تكاثر خلايا تي المساعِدة 17 وفرط نشاطها، والذي يؤدي إلى زيادة الستوكينات المحرِّضة على الالتهاب، أي أنَّ فرط نشاط إحدى الخلايا المناعية هو ما يؤدي إلى حدوث الالتهاب في المقام الأول، كذلك ازدياد هذه الخلايا قد يحفّز حدوث أحد أمراض المناعة الذاتية، فيبدأ الجسم في مهاجمة نفسه، فكيف يمكن إخماد هذه الخلايا وكبح هذا السايتوكين، وما الذي يمكن أن يساعد في علاج الصدفيّة؟

علاجات الصدفيّة

إليكم بعض ما من شأنه المساعدة في علاج مرض الصدفيّة:

1- فيتامين د

يعمل فيتامين د بمثابة مهدِّئٍ ومتحكّمٍ في حالة فرط نشاط الجهاز المناعي، ومن هنا تكمن ضرورته في الحدّ من الآثار الجانبية الناتجة عن أمراض المناعة الذاتية. وفي هذه الحال، يجب تناول جرعةٍ أكبر من المعتاد، تتراوح بين 30-40 ألف وحدة دولية يومياً.

 2-أملاح الصفراء

تعمل أملاح الصفراء المنقّاة على تعزيز مستقبِلات فيتامين د، لذلك عند وجود خللٍ ما في امتصاص فيتامين د، يمكن لهذه الأملاح تعزيز امتصاصه.

3- TUDCA

وهو أحد أنواع أملاح الصفراء الذي يوصى به في هذه الحالة، بالإضافة إلى أملاح الصفراء العادية، كذلك من الأفضل تناول هذين النوعين من أملاح الصفراء على معدةٍ فارغةٍ، بمقدار ثلاث حبّاتٍ يومياً، وذلك في الصباح وعند منتصف اليوم ومع الوجبات.

4- البروبيوتيك (البكتيريا الحميدة)

فقد ثبت أن تناول البروبيوتيك يحدّ من أعراض الصدفيّة، ويعود السبب في ذلك ببساطة إلى أنَّ الخلل الأصلي ينشأ في الأمعاء.

5- زيت كبد الحوت

كذلك زيت كبد الحوت غني بفيتامين د وفيتامين A، وأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تتّسم بخصائصها المضادّة للالتهاب، بعكس أحماض أوميغا 6 الدهنية.

 6- اتباع حمية الكارنيفور

ينصح باتباع حمية الكارنيفور لبعض الوقت، وخاصةً لمن يعانون من خللٍ في الأمعاء أو المصابين بمتلازمة الأمعاء المتسرّبة، فهي تساعد على الحدّ من الالتهاب في الأمعاء. لذلك تعتمد حمية الكارنيفور على تناول اللحوم والمنتجات الحيوانية، والابتعاد عن جميع الأطعمة النباتية، وحتّى الفاكهة والخضروات، وهو نظامٌ غذائيٌ خالٍ تماماً من الكربوهيدرات.

مشاهدة الفيديو: هل الصدفية تسبب العدوى؟ كل مايجب معرفته عن المرض الجلدي الصدفية ومكملات تساعد في العلاج والوقاية