سنّ اليأس عند الرجال

خلافاً لسن اليأس عند النساء الذي يبدأ عند انقطاع الدورة الشهرية لديهنّ، ما من سنٍّ ثابتٍ أو حدثٍ معيّنٍ يشير إلى بدء مرحلة سنّ اليأس عند الرجال، ويعتقد أنها تبدأ لديهم عندما يقلّ إنتاج الهرمونات في الجسم، وخاصةً هرمون التستوستيرون، ويكون ذلك عادةً بعد تجاوزهم سن الأربعين. وتسمّى هذه المرحلة سن اليأس عند الرجال  (Male menopause)أو إياس الذكور(Andropause).

وعلى عكس الانخفاض الكبير في مستويات الهرمونات التناسلية الذي يحدث لدى النساء أثناء فترة انقطاع الطمث، تحدث التغيّرات الهرمونية لدى الرجال تدريجياً. فيقلّ إنتاج هرمون التستوستيرون وغيره من الهرمونات على مدى فترةٍ زمنيةٍ طويلةٍ تمتدّ لعدّة أعوام. ويسمّى هذا الانخفاض التدريجي في مستويات هرمون التستوستيرون باسم قصور الغدد التناسلية المتأخر، أو انخفاض هرمون التستوستيرون المرتبط بالشيخوخة.

وتقلّ مستويات التستوستيرون بنسبة 1% كلّ سنة بعد بلوغ الرجل سن الأربعين من عمره. ومع بلوغه سن السبعين، يكون مستوى التستوستيرون لديه قد وصل إلى حوالي 50% مقارنةً بالفترة دون الأربعين.

سنّ اليأس عند الرجال

 أعراض سنّ اليأس عند الرجال

من شأن انخفاض مستوى التستوستيرون عند الرجال أن يتسبّب في ظهور عددٍ من الأعراض المختلفة، ومن بينها:

  •   تقلّبات المزاج يساعد التستوستيرون في تنظيم المزاج، فتراجع مستوياته يسبّب الانفعالية، وتراجع القدرة على تحمّل التوتر (الضغط النفسي)، والشعور بالقلق والاكتئاب.
  • خسارة الكتلة العضلية
  •   انخفاض الطاقة والحيوية
  • التثدّي وهو تضخّم الثديين عند الرجل.
  • قلة النوم يواجه الشخص صعوبةً في الخلود إلى النوم، وتنعدم قدرته على النوم مدة 7 أو 8 ساعات، بل يكتفي بـ 5 أو 6 ساعات، ويعاني من النوم المتقطّع.
  • ضعف الانتصاب إذ يعاني 70% من الرجال في سن السبعين من ضعف الانتصاب.
  • انخفاض الرغبة الجنسية
أعراض سن اليأس عند الرجال

العلاجات المحتمَلة لسنّ اليأس عند الرجال

للكبد دورٌ مهمٌ جداً في الحفاظ على مستوياتٍ طبيعيةٍ من هرمون التستوستيرون. ويرتبط بروتين (SHBG) ببعض الهرمونات، ولا سيما هرموني التستوستيرون والإستروجين، فيربط هذا البروتين بينها. ويمكن أن يؤدي وجود كمياتٍ كبيرةٍ من هذا البروتين إلى انخفاض هرمون التستوستيرون، نظراً لوجود ارتباطٍ بينهما.

ويعزى السبب في ازدياد هذا البروتين إلى حدوث مقاومة الإنسولين وتشحّم الكبد (الكبد الدهنية) وتشمّعها، أي تندّب النسيج في الكبد. ولهذا فإنّ من طرق العلاج المحتملة:

  1. اتباع حمية الكيتو والصيام المتقطّع.
  2. الإكثار من تناول الخضار الكرنبية (الصليبية) : فلا تقتصر فائدة الخضار الكرنبية على التخلّص من دهون الكبد وتعزيز وظيفته فحسب، بل إنها تساعد على تطهيره من سموم المواد الكيميائية والمبيدات وجميع المركّبات التي تشابه الإستروجين. ولذلك فإنّ هذه الخضار تساعد على خفض مستوى الإستروجين، وبالتالي ارتفاع مستوى التستوستيرون.
الخضار الكرنبية

3- الزنك: يتمتّع الزنك بفوائد كبيرة للجسم، ويقي من ضمور الخصيتين، كما أنّه يعزّز التستوستيرون. وينصح بتناول مقدار 100 ملغ يومياً في مركّبٍ يشمل غيره من المعادن النادرة الأخرى.

الزنك

4- الجنسنغ الكوري الأحمر: تعدّ هذه العشبة فعّالة جداً، فهي لا تعزّز الطاقة فحسب، بل تمنح شعوراً بالسكينة أيضاً. وتساعد كذلك في حالات ضعف الانتصاب وتناقص الرغبة الجنسية، وتحسّن مستوى التستوستيرون.

الجنسنغ الكوري الأحمر

5- إصلاح مشكلات الكبد (تناول الكولين) : إلى جانب اتباع الصيام المتقطّع وحمية الكيتو، يسهم تناول الكولين في تسريع التعافي من تشحّم الكبد إلى حدٍّ كبيرٍ، فهو يساعد على التخلّص من دهون الكبد.

اتباع النظام الغذائي الصحيح يأتي في المقام الأول

من المهم ملاحظة أن أيّاً من العلاجات الطبيعية التي سبق ذكرها لا تجدي نفعاً بدون اتباع نظامٍ غذائيٍ صحيح. إذ يلجأ كثيرٌ من الناس إلى تناول المكمّلات، ولكن بدون جدوى، وذلك بسبب فرط الإنسولين في الجسم، ما يُعيق الشعور بتحسّن.

بضعة أمور أخرى يمكن القيام بها

يمكن اتباع بعض الأمور الأخرى للحدّ من انخفاض مستوى التستوستيرون:

 • الحدّ من التوتر (الضغط النفسي)

يجب التحكّم في التوتر في أدنى مستوياته، فالحدّ من التوتر يعزز إنتاج التستوستيرون. ويمكن مواجهة التوتر من خلال زيادة ممارسة التمارين، مثل المشي لمسافات طويلة. كما أن تناول عشبة الجنسنغ يساعد على الحد من الكورتيزول المعروف بهرمون الإجهاد.

التوتر

 • نيل قسطٍ كافٍ من النوم

ينبغي ممارسة تمارين أقلّ شدة في حال الشعور بالتعب الناجم عن قلّة النوم، لأن الإكثار من التمرّن بدون الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم يُجهِد القلب. كما تؤدي قلة النوم أيضاً إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول واضطراب سكر الدم والرغبة في تناول الأطعمة الضارّة.

قسطٍ كافٍ من النوم

 • الامتناع عن تناول الوجبات الخفيفة

ينبغي تجنّب تناول الوجبات الخفيفة التي تحتوي على السكر أو الكربوهيدرات، لأن فرط الإنسولين يبطل مفعول التستوستيرون.

مشكلة تناول أدوية الستاتينات والتستوستيرون

يتناول البعض التستوستيرون على شكل حبيبات أو عن طريق الحقن، إلا أنّ ذلك يسبّب ضمور الغدّة المسؤولة عن إنتاج التستوستيرون أكثر وأكثر، ويصبح اعتماد الجسم على الحصول عليه بشكلٍ خارجيٍ. الأمر الذي يؤدّي إلى خسارة فعاليته مع مرور الوقت.

ويمكن لأدوية الستاتينات المخفّضة للكوليسترول أن تؤدّي إلى تراجع هرمون التستوستيرون. كما أنها تعيق امتصاص فيتامين د وتؤثّر على المزاج العام، وتثبّط إنتاج الكوليسترول الذي يعدّ المادة الأولية لإنتاج التستوستيرون. ولذلك ينبغي اتباع حمية الكيتو والصيام المتقطع عند الحاجة إلى تناول أدوية الستاتينات بسبب المعاناة من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.

سن اليأس لدى الرجال | خمس نصائح أساسية لتجنب نقص الهرمونات الذكورية

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد