من المعروف أنه عند اتباع حميةٍ منخفضة الكربوهيدرات، كحمية الكيتو مثلاً، ودخول الجسم في الحالة الكيتوزية، يتلاشى الشعور بالجوع تماماً وتزول الرغبة الملحّة في تناول الطعام. ولكن قد يعاني البعض من استمرار الشعور بالجوع والشهية المفتوحة رغم اتباعهم حمية منخفضة الكربوهيدرات. ورغم أنّ السبب قد يعزى في بعض الأحيان إلى الرغبة في الأكل بدافع العادة لا الجوع، إلا أنّه قد يعود أحياناً إلى شعورٍ حقيقيٍ بالجوع. فما السبب في ذلك؟ ما سبب الشعور بالجوع رغم اتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات؟
سبب الجوع رغم اتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات
إليكم بعض الأسباب التي تسبّب استمرار الشعور بالجوع على الرغم من اتباع نظامٍ غذائيٍ منخفض الكربوهيدرات:
1. عدم اتباع الصيام
فالالتزام بحمية منخفضة الكربوهيدرات بدون اتباع الصيام المتقطع يُعيق تحقيق النتائج المرجوّة. وذلك لأن الأكل المتكرّر يُحدث اضطراباً دائماً في مستويات السكر في الدم. فبمجرّد تناول أي نوعٍ من الطعام يرتفع سكر الدم فيرتفع الإنسولين ليخفّض من مستوى السكر في الدم. ويؤدي هبوط سكر الدم بدوره إلى الشعور بالجوع مجدّداً. فتتولّد رغبةٌ ملحّةٌ في الاستمرار في الأكل طوال اليوم نتيجةً للشعور الدائم بالجوع. وسرعان ما تأخذ مستويات الإنسولين بالارتفاع شيئاً فشيئاً ما يؤدي إلى حدوث مقاومة الإنسولين مع كلّ ما يرافقها من أعراض، كالنهوض للتبول عدّة مراتٍ ليلاً والشعور بالتعب بعد الأكل وتراكم الدّهون حول البطن وارتفاع مستوى سكر الدم، إضافةً إلى حدوث الالتهابات وضعف الرؤية وتشوّش الذهن وغير ذلك.
فاتباع الصيام يساعد على التحكّم بمستوى الإنسولين عند الحد الطبيعي، ما ينعكس إيجاباً على صحة الجسم ككل، ويساعد على خسارة الوزن الزائد والحدّ من الشعور بالجوع والرغبة المستمرّة في تناول الطعام.
2. تناول الكربوهيدرات الخفية
فقد يتّبع البعض حمية منخفضة الكربوهيدرات، ولكن مصدر الكربوهيدرات التي يتناولونها يكون من الزبادي (اللبن) مثلاً، الذي يحوي نسبةً كبيرةً من الكربوهيدرات، أو قد يتناولون بعض أطعمة الكيتو المعلّبة أو حلويات الكوكي التي تحتوي على الكربوهيدرات خلافاً لما يُكتَب على أغلفتها.
3. قلة الدهون الغذائية في الحمية
يقوم نظام الكيتو على زيادة نسبة الدهون لا تخفيضها، فالدهون تمنح شعوراً بالشبع، وتساعد على إطالة فترة الصيام. وهذا يساعد على تراجع مستويات الإنسولين والدخول في الحالة الكيتوزية، وبالتالي يقلّ الشعور بالجوع والرغبة في تناول الطعام. وتشمل الدهون الصحية الأوفوكادو والزبدة والسمن الحيواني وزيت الزيتون وزيت جوز الهند والدهون الحيوانية.
إلا أن هناك بعض الدهون التي ينبغي تجنّبها، ومنها زيت الصويا وزيت الذرة وزيت الكانولا، وزيت بذرة القطن وزيت العصفر ودوار الشمس، وجميع الزيوت النباتية بشكل عام. فهذه الزيوت معدّلة وراثياً، وتحتوي على مواد كيميائية تحفّز الالتهاب في الجسم.
4. التسرّع في الحكم على فعالية الحمية
فالبعض يترقّب النتيجة بعد أسبوع فقط، إلا أنّ الجسم يستغرق بعض الوقت ليتكيّف مع حرق الدهون وإنتاج الكيتونات وتنظيم مستويات الإنسولين. كما أن البعض قد يعاني من مقاومة الإنسولين، وفي هذه الحال، قد يتطلّب الأمر بضعة أسابيع قبل أن تظهر فعالية الحمية. ويفترض أن تظهر بعض نتائجها في غضون ثلاثة أيام، ولكن لا بأس إذا تأخرت عن ذلك قليلاً.
5. قلّة العناصر الغذائية في الطعام
ينبغي عدم إهمال مسألة العناصر الغذائية عند اتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات، فعدم تناول ما يكفي من الخضار أو التعويض بالمكمّلات قد يكون السبب وراء الشعور بالجوع. وعند الحصول على العناصر الغذائية، يتم إرسال إشاراتٍ إلى الوطاء في الدماغ لإيقاف الشعور بالجوع.
ولهذا ينبغي الإكثار من الخضار بتناول ما لا يقلّ عن 7-10 أكواب منها يومياً، فهي تحوي العديد من العناصر الغذائية كالبوتاسيوم والمغنيسيوم وفيتامين C. لكن ينبغي تجنّب الخضار النشوية مثل البطاطا الحلوة والذرة.
6. مقاومة الإنسولين
فزيادة الإنسولين تعيق الخلايا عن امتصاص العناصر الغذائية، ولا سيما فيتامين د وفيتامين C والبوتاسيوم والمغنيسيوم، وجميعها عناصر ضرورية لتلبية حاجات الدماغ.
7. نقص العُصارة
قد تؤدي الإصابة بتشحّم الكبد أو الخضوع لاستئصال المرارة، أو المعاناة من خللٍ ما في المرارة أو الكبد، إلى نقصٍ في العصارة، ما يعيق امتصاص العناصر الغذائية المنحلّة في الدهون، والتي تعدّ ضروريةً جداً للدماغ. فتوفّر العصارة بما يكفي يساهم في الشعور بالامتلاء والشبع.
مازلتم تشعرون بالجوع وشهيتكم مفتوحة دائماً؟ سأخبركم السبب والحل