أعراض التسمم بالزئبق

نتعرض في حياتنا اليومية للكثير من مصادر التلوث التي تؤدي إلى حدوث التسمم في أجسامنا عند التعرض لها بكثرة، يعدُ الزئبق أحد المعادن السامة ذات التأثير الخطير على الجسم، يمكن أن نتعرض للزئبق بشكل يومي من خلال استنشاق عوادم السيارات والمعامل ومن خلال بعض الأطعمة كالسمك ومن خلال بعض الأدوات المستخدمة في حياتنا اليومية كميزان الحرارة وحشوات الأسنان (الأملغم)، إن التعرض المتكرر والمستمر قد يؤدي إلى ظهور أعراض التسمم بالزئبق التي سنتعرف عليها في هذا المقال.

ما هو الزئبق؟

يوجد الزئبق بأشكال مختلفة: فمنها العنصري (معدني) وغير العضوي (قد يكون له التعرض له عبر مزاولة المهن المختلفة)؛ والأشكال العضوية (على سبيل المثال، ميثيل الزئبق، الذي قد يكون التعرض له من خلال النظام الغذائي).  تختلف هذه الأشكال من الزئبق في درجة سميتها وتأثيرها على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي والجهاز المناعي، وعلى الرئتين والكلى والجلد والعينين.

 يوجد الزئبق بشكل طبيعي في قشرة الأرض.  يتم إطلاقه في البيئة من النشاط البركاني وتجوية الصخور ونتيجة للنشاط البشري.  فالنشاط البشري هو السبب الرئيسي لإطلاق الزئبق، ولا سيما محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، وحرق الفحم لأغراض التدفئة والطهي، والعمليات الصناعية، ومحارق النفايات، ونتيجة لتعدين الزئبق والذهب والمعادن الأخرى.

بمجرد وصول الزئبق إلى البيئة، يمكن للبكتيريا أن تتحول إلى ميثيل الزئبق ثم سرعان ما يتراكم ميثيل الزئبق بيولوجياً (يحدث التراكم البيولوجي عندما يحتوي الكائن الحي على تركيزات أعلى من المادة عن تلك الموجودة في البيئة المحيطة) في الأسماك والمحار، وعندها يتضخم ميثيل الزئبق. على سبيل المثال أيضاً من المرجح أن تحتوي الأسماك المفترسة الكبيرة على مستويات عالية من الزئبق نتيجة تناول العديد من الأسماك الصغيرة التي اكتسبت الزئبق من خلال تناول العوالق.

قد يتعرض الناس للزئبق بأي شكل من الأشكال في ظل ظروف مختلفة.  ومع ذلك، يحدث التعرض بشكل رئيسي من خلال استهلاك الأسماك والمحار الملوثة بميثيل الزئبق ومن خلال استنشاق العمال لأبخرة الزئبق الأولية أثناء العمليات الصناعية. تجدر الإشارة إلى أن الطبخ لا يقضي على الزئبق وهذا ما يجعل التسمم بالزئبق بعد تناول وجبة سمك أمراً شائعاً.

الزئبق

أعراض التسمم بالزئبق:

تتنوع أعراض التسمم بالزئبق على الشكل التالي:

  1. ضعف العضلات وضعف التناسق الحركي (الترنح) الذي ينتج عادةً عن خلل في الدماغ
  2. اعتلال الأعصاب المحيطية الذي يحدث عند رؤوس أصابع اليدين والقدمين ويسبب الشعور بالخدر والحرقة والوخز والشعور بالشد
  3. الطفح الجلدي والقلق وضعف الذاكرة
  4. التلعثم في الكلام وضعف السمع والنظر
  5. بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض المترتبة على ارتفاع مستويات الأدرينالين كفرط التعرّق وتسرع القلب (الحَبَض) وكثرة اللعاب وارتفاع ضغط الدم والأرق

أعراض التسمم بالزئبق عند الأطفال

عندما يتعرض الأطفال للتسمّم بالزئبق تظهر عليهم أعراض مختلفة قليلاً:

  1. احمرار الوجنتين أو الأنف إلا أن هذا لا يعني أن مجرد احمرارهما يدل على التسمم بالزئبق ولكنه محتمل وحسب.
  2. طفح جلدي.
  3. ضعف العضلات.
  4. ازدياد الحساسية للضوء.

كيف يسبب الزئبق التسمم

يسبب الزئبق مشكلتين رئيسيتين وعند حدوثهما تظهر أعراض التسمم بالزئبق، هما:

أولاً: تثبيط S-أدينوسيل الميثيونين

يتحد الزئبق مع ما  يُسمى S-أدينوسيل الميثيونين فيثبط قدرته على العمل ولا بد أنكم قرأتم حول S-أدينوسيل الميثيونين في بعض المنتجات الغذائية إذ أنه يُعد ضرورياً في تفكيك الأدرينالين وتفكيك بعض النواقل العصبية في حين أن عدم القدرة على تفكيك الأدرينالين يؤدي إلى فرطه وهذه هي إحدى مشكلات الزئبق.

ثانياً: تثبيط إنزيمات السيلينيوم

أما المشكلة الثانية فهي أن الزئبق يثبط السيلينيوم ولا سيما الإنزيمات التي تعمل مع السيلينيوم إذ يثبط الزئبق تلك الإنزيمات التي تلعب دوراً كبيراً في محاربة الأكسدة فالدماغ مثلاً كونه يستهلك كمية كبيرة من الأكسجين ينتج عنه الكثير من الأكسدة لذا فإن نقص مضادات الأكسدة يؤدي إلى ضعف العضلات والتناسق الحركي والذاكرة وهي وظائف متعلقة بالدماغ، تكمن أهمية الإنزيمات أيضاً في أنها تساعد على استرجاع شبكات فيتاميني E&C لذا يترتب على نقص السيلينيوم قلة في شبكات مضادات الأكسدة.

السيلينيوم

كيف نتجنب التسمم بالزئبق

يمكن تجنب التسمم بالزئبق عن طريق عدد من الخطوات:

1- تجنب تناول السمك الذي يحوي نسبة عالية من الزئبق.

2- قد يحتاج الأمر لإزالة الحشوات الرمادية (الملغمية) من الأسنان وذلك للتخلص من فرط الزئبق من الجسم.

3- تناول السيلينيوم.

4- تعاطي S-أدينوسيل الميثيونين كمكمّل.

5- تعاطي أحد المتمخلبات مثل مركب EDTA فالاستخلاب هو اتحاد عنصر بآخر يتحد مركب EDTA مع الزئبق ويسحبه من الجسم.

6- بالإضافة إلى اثنين من المكملات الفعالة : الغلوتاثيون و أسيتيل سيستئين فكلاهما مضادا أكسدة فعالان لمواجهة الأكسدة والضرر الناتج عن الجذور الحرة بفعل التعرض للتسمم بالزئبق.

كيف نختار التونة بنسبة زئبق منخفضة

من الخيارات الجيدة

  1. التونة الوثابة .
  2. وكذلك لايت تونة المعلّبة.
  3. والسلمون المعلّب خيار أفضل (السلمون الأحمر).
  4. أو سلمون ألاسكا القرنفلي أو سردين المصايد البرية.
التونة المعلبة

 كما يجب تجنب التونة عالية الزئبق

  1. كالتونة البيضاء
  2. أو التونة المعلّبة البيضاء
  3. و التونة كبيرة العين وصفراء الزعنفة لأن نسبة الزئبق فيها تفوق غيرها ب3 أضعاف.

 أما الأطفال فعليهم ألا يتناولوا التونة بشكل متكرر لأن ضررها متوقف على الكمية المستهلكة لهذا يُنصح بتناولها مرة شهرياً بالنسبة للأطفال. تجدر الإشارة هنا إلى أنه و في بعض الثقافات يُسمح بتناول الدلافين والحيتان التي تحوي من الزئبق ما يفوق ب20 ضعف ما تحويه أكثر أنواع التونة احتواءً على الزئبق لذا يجب الحذر فقد تسبب التسمم بالزئبق.

أيا كان مستوى التعرض لمصادر الزئبق في البيئات التي نعيش فيها، فإن حدوث التسمم بالزئبق يتوقف على مجموعة من العوامل كشكل الزئبق (على سبيل المثال، ميثيل الزئبق أو الزئبق الأولي)؛ و كمية الزئبق؛ و عمر الشخص المعرض؛ بالإضافة إلى مدة تعرّض الشخص لمصدر الزئبق كما يتعلق أيضاً بالكيفية التي يتعرض الشخص بها لمصدر الزئبق مثل:- التنفس ، والأكل ، وملامسة الجلد ، وما إلى ذلك ؛ و أخيراً صحة الشخص الذي يتعرض لمصادر الزئبق.

اعراض التسمم بالزئبق على الجميع معرفتها

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد