هل تعدّ النحافة مؤشراً لصحةٍ جيدةٍ؟

يتناول البعض الكثير من السكريات، ومع ذلك فإنهم لا يعانون من الوزن الزائد، فهل هذا يعني أنهم يتمتعون بصحةٍ جيدةٍ؟ وهل النحافة مؤشر لصحة جيدة؟

يُعدّ الوزن الزائد واحداً فقط من نتائج تناول السكر والكربوهيدرات المكرّرة، وهناك مصطلح يعبّر عن هذه الحالة، وهو “النحيل السمين”.

النحيل السمين

يطلق هذا المصطلح على الشخص الذي لا يتجاوز وزنه الحدّ الطبيعي، لكنه يعاني من تراكم الدهون حول منطقة البطن. ويمكن أن يرتبط ذلك بزيادة معدل الالتهاب وزيادة مقاومة خلايا الجسم للإنسولين، ما يزيد مخاطر الإصابة بالسكري.وهل تعتبر النحافة مؤشر لصحة جيدة؟

النحيل السمين

ويمكن وصف النحيل السمين بطريقتين:

– التوفي (TOFI)

وهو مصطلح يصف الأشخاص النحيلين مع كميةٍ غير متناسبةٍ من الدهون المخزّنة في البطن. فهو يعبّر عن النحول من الخارج والسمنة من الداخل.

ويتمتع الكثير من الأشخاص بالنحول، إلا أنهم مصابون بتشحّم الكبد بسبب إكثارهم من تناول السكر.

وللكشف عن الدهون الداخلية للفرد ينبغي استخدام الأمواج فوق الصوتية، لأن أعراض هذه الحالة لا تتجلى دائماً في تراكم دهون البطن، فقد تكون عبارة عن كرش صغير وحسب.

– البدانة الأيضية ضمن الوزن الطبيعي (MONW)

وأحد الاختبارات الهامة للكشف عن ذلك لدى الأشخاص الذين يتناولون السكر هو اختبار (A1C)، وهو اختبار دم شائع يقيس متوسط سكر الدم خلال مدة الأشهر الثلاثة الماضية، وينبغي ألا تتعدى نتيجته ٥,٥.

وكلما كان مستوى (A1C) أعلى، كان مستوى التحكم في سكر الدم أضعف، وازدادت مخاطر الإصابة بداء السكري أو حدوث مضاعفات هذا المرض.

وهناك اختبار آخر سريع ومهم جداً هو فحص القلب (CAC)، وهو فحص الكالسيوم التاجي، فهو يكشف كمية تراكم الكالسيوم في الشريان التاجي الذي ينجم بشكل مباشر عن تناول السكر، كما يشير هذا الاختبار إلى مدى صحة القلب والأوعية الدموية.

ويعدّ هذا الاختبار من أفضل الفحوصات التي تتنبّأ باحتمال الوفاة الناتجة عن أي سبب. وقد يساعد فحص القلب في توجيه العلاج إذا كان لدى الشخص خطر منخفض إلى متوسط من الإصابة بأمراض القلب، كما يساعد أيضاً في تحفيز الأشخاص المعرّضين لمخاطر متوسطة لإجراء تغييرات في نمط الحياة واتباع خطة للعلاج.

هناك أيضاً تحليل مقاومة الإنسولين (HOMA IR)، وهو اختبار يكشف عن مقاومة الإنسولين واحتمال الإصابة بالسكري. إذ أن تطوّر مرض السكري قد يستغرق ١٥ أو ٢٠ أو حتى ٣٠ عاماً قبل حدوث الإصابة الفعلية به، وبذلك فإن تطوّره يتطلب سنوات إلى أن تحدث الإصابة به لاحقاً.

عواقب تناول الأكل غير الصحي

يمكن أن يساهم تناول السكر والكربوهيدرات في حدوث الكثير من المشكلات الصحية، حتى وإن كان الشخص نحيلاً ولا يعاني من زيادة الوزن. ومن هذه المشكلات:

١- تشحّم الكبد

فبدون ظهور أي أعراض خارجية، قد تبدأ الكبد بالتشحّم والالتهاب وحتى التشمّع.

تشحّم الكبد

٢- مشكلات في الدماغ

قد يؤثّر الإكثار من تناول السكر والكربوهيدرات على الدماغ. ووفقاً لبعض الدراسات، فإنه قد يسبب الخرف والنسيان والاضطرابات المعرفية.

٣- أمراض القلب

يرتفع معدّل احتمال الإصابة بأمراض القلب بين من يتناولون السكريات المضافة، إذ أن السكر يؤدي إلى رفع ضغط الدم، أو يطلق المزيد من الدهون في مجرى الدم، ويمكن أن يؤدي كلاهما إلى نوبة قلبية وسكتة دماغية والعديد من أمراض القلب الأخرى.

٤- الجلطات الدموية

٥- مشكلات في الرؤية

يمكن أن يسبب الإكثار من السكريات مشكلات في العينين مثل فقدان الرؤية، والساد (المياه البيضاء). وهي حالة تصبح فيها عدسة العين ضبابية بدلاً من أن تكون شفافة في وضعها الطبيعي.

ومن المشكلات العينية التي قد يتسبب بها أيضاً الزَّرق (المياه الزرقاء). وهو مجموعة من الأمراض يلحق الضرر بالعصب البصري المسؤول عن نقل المعلومات من العين إلى الدماغ. ويقع العصب البصري في الجزء الخلفي من العين. ويمكن أن تؤدي إصابة هذا العصب إلى فقدان القدرة على الرؤية.

كما قد يسبب أيضاً التنكّس البقعي، وهو السبب الأكثر انتشاراً لفقدان الرؤية الحاد لدى الأشخاص البالغين أكثر من خمسين عاماً. وتتجلى أعراضه في حدوث رؤية ضبابية أو تقليل الرؤية المركزية.

٦- أمراض الكلى

وذلك مثل حصى الكلى والتهاب المسالك البولية والفشل الكلوي وغيرها.

٧- ارتفاع ضغط الدم

فتناول السكريات بكثرة يؤدي إلى زيادة الإنسولين في الجسم، وهذه الزيادة تؤثر على الكلى، ما ينعكس على مستوى ضغط الدم فيرتفع.

ومن الجدير بالذكر أن هناك ما لا يقلّ عن ثلاثة مليون مريض بالسكري يتمتعون بالنحالة في الولايات المتحدة، فالخلاصة أن مجرّد كون شخصٍ ما نحيل، فإن هذا لا يعني بالضرورة تمتعّه بصحة جيدة، فقد تُخفي النحافة العديد من المشكلات الداخلية إذا لم يكن الفرد ملتزماً بنظامٍ غذائيٍ صحيٍ.

نحيل جدا ولا يسمن رغم كثرة أكل السكر | كيف؟؟

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد