ارتفاع سكر الدم رغم الامتناع عن تناول السكر

من المعروف أن نظام الكيتو الغذائي يقوم في الأساس على الحدّ من استهلاك الكربوهيدرات وبالتالي خفض مستويات السكر في الدم. لكن قد يتّبع البعض حمية الكيتو ويواظبون على الصيام المتقطّع ومع ذلك تظلّ مستويات سكر الدم لديهم آخذةً في الارتفاع. فمن أين يأتي السكر؟ وما السبب وراء ارتفاع مستويات السكر في الدم رغم الامتناع عن تناول السكر الغذائي؟

سبب ارتفاع السكر في الدم

يأتي السكر في هذه الحالة من الكبد والكلى اللذين تتم فيهما عملية استحداث السكر أو الغلوكوز (Gluconeogenesis). وهي عملية أيضيّة بنائيّة يتمّ فيها إنتاج السكر من مصادر غير كربوهيدراتية مثل الدهون والبروتين وحتّى الكيتونات.

فالجسم دائماً ما يحتاج إلى السكر وإن كان بكمياتٍ ضئيلةٍ جداً. إذ لا يمكن للجسم أن يؤدي وظائفه كاملةً بالاعتماد على الكيتونات أو الدهون فقط. فبعض أنسجة الجسم تحتاج إلى الغلوكوز لتعمل بكفاءة. ولهذا يقوم الجسم بإنتاج السكر من خلال عملية استحداث السكر.

وينبغي لفت الانتباه إلى أنّ ارتفاع سكر الدم لا يُعدّ حالةً مرضيةً ولا يسبّب أيّ أمراض إذا لم يكن مصدر السكر يعود إلى النظام الغذائي.

السكر في الدم

وما يتحكّم بعملية استحداث السكر هو هرمون الإنسولين. فمن المفترض أن يمنع الإنسولين الجسم من استحداث السكر. لذا فقد يعود ارتفاع نسبة السكر في الدم على الرغم من عدم استهلاك السكر إلى الانخفاض الشديد في مستويات الإنسولين في الجسم.

لكن ما الذي يمكن أن يتسبّب في إعاقة إفراز كمياتٍ كافيةٍ من الإنسولين في الجسم؟ قد يعود سبب انخفاض الإنسولين إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الأول إلا أنّه سببٌ نادرٌ جداً. وقد يُعزى انخفاض مستوى الإنسولين كذلك إلى مقاومة الإنسولين وهو السبب الأكثر شيوعاً.

الإنسولين

مقاومة الإنسولين

ما يثير الاهتمام بشأن مقاومة الإنسولين هو أنّ الجسم ينتج مستوياتٍ عاليةٍ من الإنسولين إلّا أنه يكون قليل الجدوى. فيصبح الإنسولين أقلّ فعالية في تخفيض مستوى السكر في الدم وغير قادر تماماً على إيقاف عملية استحداث السكر في الجسم.

ويتعلّق الأمر برمّته بمستقبلات الإنسولين على سطح الخلايا. فإذا لم تتلق هذه المستقبلات الإنسولين يطرأ على الجسم انخفاض في نسبة الغلوكوز.

كيفية الحدّ من مقاومة الإنسولين

 يمكن التخلّص من مقاومة الإنسولين من خلال اتباع ما يلي:

١- ممارسة التمارين الرياضية

ينبغي زيادة ممارسة التمارين الرياضة لحرق السكر.

٢- الإكثار من الصيام

وذلك من خلال إطالة فترة الصيام أو القيام به بشكلٍ دوريٍّ.

٣- الإكثار من الألياف

يجب الإكثار من تناول الخضروات الغنيّة بالألياف فهي تقوم بتغذية البكتريا النافعة في الأمعاء. وتنتج هذه البكتريا الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة مثل البوتيرات التي بدورها تساعد على الحدّ من مقاومة الإنسولين.

٤- تناول خلّ التفاح

٥- تناول كمية كافية من فيتامين D

٦- الكروم والزنك

٧- فيتامين B

وأحد أهم مصادر فيتامين B هو الخميرة الغذائية.

٨- البوتاسيوم والمغنيسيوم (الشوارد)

٩- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم

إذ يساعد النوم الجيد على تنظيم مستويات السكر في الدم على نحوٍ كبيرٍ.

١٠- تقليل الالتهابات

فالالتهاب يزيد من مقاومة الإنسولين لذا ينبغي الحرص على معالجته والحدّ منه.

١١- عدم تعجّل النتائج

ينبغي التريّث وعدم تعجل النتائج. وخاصةً إذا كنتم تعانون من مقاومة الإنسولين لفترةٍ طويلةٍ جداً. فقد يستغرق الأمر شهوراً عديدةً أو حتّى سنةً كاملةً للتخلّص منها تماماً.

وفي نهاية المطاف ينبغي التركيز على كل المعطيات قبل التسرّع. فإذا شعرتم بمزيدٍ من الطاقة والحيوية وبدأتم تشهدون خسارةً في الوزن وتناقص الشعور بالجوع والرغبة الشديدة بتناول الطعام. فهذا يعني أنّ كل شيءٍ يسير على ما يرام. إلا أن الأمر يحتاج بعض الوقت والصبر. لذا لا تعودوا إلى استهلاك الكربوهيدرات من جديد بل انتظروا حتى تروا النتائج.

شاهد الفيديو من هنا: https://youtu.be/5M4rIY4sqks

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد