كيفية التعامل مع أدوية السكري عند البدء بحمية الكيتو

إذا كنتم ممن يتناولون أدوية لمرض السكري وتريدون البدء باتباع حمية الكيتو، فقد تتساءلون عما يمكن أن يطرأ من تغيير على الجسم لدى الدخول بالحالة الكيتونية. ما علاقة حمية الكيتو بمرضى السكري؟ هل ستحتاجون إلى المزيد من الأدوية لمرض السكري؟ أم أنه يمكنكم تقليل جرعة الدواء أو حتى الاستغناء عنه بالكامل؟

أولاً ينبغي استشارة الطبيب دائماً قبل البدء بالدواء أو الإقلاع عنه. إذ يمكن للأطباء – بحكم خبرتهم في الأدوية – تعديل الجرعة الدوائية بحسب مستوى سكر الدم ارتفاعاً أو انخفاضاً. لكن كيف يؤثّر اتباع حمية الكيتو على نسبة السكر في الدم؟

تأثير حمية الكيتو على نسبة السكر في الدم

السكر في الدم

ينجم مرض السكريّ من النوع الثاني عن ارتفاع سكر الدم نتيجةّ لحدوث مشكلاتٍ في إفراز الأنسولين في الجسم. والهدف من أدوية السكري هو الحدّ من ارتفاع سكر الدم الذي قد ينتج عنه مضاعفاتٌ خطيرةٌ. مثل حدوث مشكلاتٍ في الكلى والجهاز البولي وارتفاع ضغط العين وما يرافقه من ضبابية الرؤية وتلف أعصاب الجسم والأوعية الدموية وغيرها من الأعراض.

وعادةً ما يتناول مرضى السكري دواء الميتفورمين الذي يستهدف مستقبلات الأنسولين. فيساعد على زيادة حساسية المستقبلات للأنسولين. ما يحسّن من وظيفة الأنسولين لضبط سكر الدم.

وتكمن المشكلة في الاستمرار في تناول دواءٍ كهذا أثناء حمية الكيتو في أنه قد يتسبّب في انخفاض سكر الدم إذا لم يتم تعديل الجرعة المتناولَة منه. وهذا احتمالٌ وارد الحدوث جداً. فلدى اتباع حمية الكيتو والحدّ من استهلاك الكربوهيدرات تتراجع الحاجة إلى تناول الميتفورمين. وذلك لأن خفض نسبة الكربوهيدرات يخفّض مستويات السكر في الدم.

ولهذا فمن المهمّ جداً أن يتم التنسيق مع الطبيب لتحديد ما يجب القيام به. ومن المهم كذلك الاحتفاظ بجهاز قياس سكر الدم لقياس مستوى السكر على نحوٍ منتظمٍ ومعرفة ما إذا كان سكر الدم في ارتفاعٍ أو انخفاضٍ.

فلدى اتباع حمية الكيتو، قد تنخفض مستويات السكر في الدم بسرعةٍ كبيرةٍ لدى البعض. في حين أنها قد تستغرق وقتاً أطول بكثير للانخفاض لدى البعض الآخر. وهذا يختلف من فردٍ لآخر اعتماداً على مدى تفاقم مرض السكري لديهم ومدى استجابة أجسامهم لحمية الكيتو. إلّا أنّ الجيد في الأمر أنّ سكر الدم سيتراجع حتماً وستقلّ الحاجة إلى الدواء إلى حدٍّ كبيرٍ.

الكربوهيدرات

شاهد أيضا : طريقة تحضير خبز الكيتو منخفض الكربوهيدرات.

هل يلزم تناول الأدوية في حال انخفاض سكر الدم؟

وهذا أمرٌ مهمٌ جداً ينبغي استشارة الطبيب بشأنه. فقد يتساءل البعض ما إذا كان يلزم تناول أدوية السكري في حال كان مستوى السكر في الدم طبيعياً أو منخفضاً. والجواب الصحيح هو لا. فما الجدوى من تناول الأدوية التي تخفّض من سكر الدم إذ كان مستواه منخفضاً أصلاً. إذ أنّ ذلك قد يدفع به إلى الانخفاض أكثر فأكثر حدّ الخطر.

ولهذا ينبغي تعديل جرعة دواء السكري عند البدء بحمية الكيتو بالتنسيق مع الطبيب. فالأمر يختلف من شخصٍ لآخر والطبيب هو من يحدّد ذلك.

وما يثير الغرابة أن بعض خبراء التغذية وحتى الأطباء أحياناً ينصحون مرضى السكري بتناول الكربوهيدرات. وهذا غير معقول إطلاقاً. فما الجدوى من اتباع نظامٍ عالي الكربوهيدرات في حين أن نسبة السكر في الدم مرتفعةٌ أصلاً؟

فارتفاع سكر الدم يُعزى في الأساس إلى الإكثار من تناول السكر الغذائي والكربوهيدرات. وهذا ما يزيد الحاجة إلى تناول أدوية السكري. والمشكلة أنّ تناول الكثير من الأدوية يتسبّب في حدوث المزيد من الآثار الجانبية.

إضافةً إلى ذلك فإنه عند تناول أدوية السكري يتحوّل فائض الغلوكوز في الدم إلى دهونٍ ودهونٍ حشويّةٍ تتوضّع حول أعضاء الجسم. وهذا يعني مجرّد انتقال من مشكلة ارتفاع الغلوكوز في الدم إلى مشكلةٍ أخرى تتمثّل في تراكم الدهون. وهذا ليس بحلٍّ للمشكلة.

الخلاصة:

 إذا كنتم ممن يعانون من مرض السكري وترغبون بالبدء بحمية الكيتو، فعليكم قياس نسبة السكر في الدم واستشارة الطبيب على نحوٍ دوريٍّ حتى يتمكن من إجراء التغييرات اللازمة على الجرعة الدوائية حسب الحاجة. فقد تقلّ حاجتكم إلى الدواء أكثر فأكثر إلى أن تستغنوا عنه نهائياً.

شاهد الفيديو من هنا : https://youtu.be/ZG_TVXr0B2M

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد