يستهلك الدماغ كمياتٍ هائلةٍ من الطاقة أكثر من أيّ عضوٍ آخر في الجسم. لذا فإنه يحتاج إلى العديد من الفيتامينات والعناصر الغذائية المختلفة لتعزيز وظائفه والحفاظ على صحته. فما أهمّ تلك العناصر الغذائية وأكثرها تأثيراً على الدماغ؟ كيف يمكن تعزيز مهارة التفكير?
يعدّ الكولين واحداً من أهمّ العناصر الغذائية لتعزيز مهارة التفكير وتعزيز وظائف الدماغ.
ما هو الكولين؟
تعنُبر الكولين قديماً أحد أنواع فيتامين B , لكنّه اليوم أصبح فيتاميناً مستقلاً بذاته, لذلك فهو من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء وله طعمٌ أشبه بمذاق الليمون, ويؤدي دوراً مشابهاً لفيتامين B فيما يتعلّق بإمداد الجسم بالطاقة وتحسين وظائف الدماغ وتنشيط عمليات الاستقلاب (الحرق).
ويُعدّ الكولين من العناصر الغذائية المطلوبة للجسم , لذلك فهو اللبنة الأساسية لمادة الأستيل كولين وهي من أهم النواقل العصبية في الدماغ.
وتعمل مادة الأستيل كولين عمل الهرمونات, إلا أنها تنتقل عبر الجهاز العصبي بدلاً من الانتقال عبر الدم, لذا فهي تسهّل التواصل بين الخلايا العصبية داخل الدماغ نفسه، ما يساعد على:
- تقوية الذاكرة والقدرة على حفظ الذكريات الحديثة.
- تحسين التفكير المنطقي.
- زيادة التركيز.
- تعزيز القدرة على إدراك الأمور.
- تحسين جودة النوم.
- تعزيز بناء المشابك العصبية في خلايا الدماغ.
- تنسيق الحركات وخاصةً تلك التي تنطوي على السرعة والدقة.
كما تعدّ مادة الأستيل كولين مسؤولة عن الحركات اللاإرادية في الجسم. ويتم إنتاج مادة الأستيل كولين في الجسم من كلٍّ من حمض الأسيتيك ومادة الكولين, كما يمكن الحصول عليها من مصادر طبيعية.
إقرأ أيضاً : التين: فوائده وقيمته الغذائية .
أعراض نقص مادة الكولين
تشمل أعراض انخفاض مستويات الكولين في الجسم:
١- تشوش الدماغ
٢- الإصابة باضطراب نقص الانتباه والتركيز (ADD)
٣- الإرهاق الذهني
٤- صعوبة التعلّم
٦- ضعف القدرة على التذكّر
٧- سهولة تشتّت الذهن (وهو من أعراض اضطراب ADD)
٨- سرعة الانفعال
مصادر الكولين
أفضل المصادر الغذائية للكولين هي:
– كبد البقر
فكل ٦٨ جم من كبد البقر يحتوي على ٢٩٠ ملغ من الكولين.
– الروبيان
يُعدّ الروبيان كذلك مصدراً جيداً للكولين, إذ يحتوي كل ١١٣ جم من الروبيان على
١٥٣ ملغ من الكولين.
– البيض
وتحتوي البيضة الواحدة على ١٤٦ ملغ من الكولين.
– الأسقلوب (المحار المروحي)
الأسقلوب هو حيوان من الرخويّات البحرية ثنائية الصّدفة, لذلك يُعدّ مصدراً غذائياً جيداً, إذ يحتوي كل ١١٣ جم من الأسقلوب على ١٢٥ ملغ من الكولين.
وهناك الكثير من الأطعمة الأخرى الغنيّة بمادة الكولين بما في ذلك الخضروات الورقية إلا أن ما تقدّم ذكره هو أفضل المصادر الغذائية للكولين. كما يمكن تناول الكولين على هيئة مكمّل غذائي.
وهنا ينبغي التركيز على نقطة مهمة, فقد يعاني البعض من أعراض نقص الكولين في الجسم فيبادرون إلى تناول الأطعمة الغنيّة بالكولين, وقد يواظبون على تناول مكمّلات الكولين دون أيّ فائدة, فلا يلاحظون تراجعاً أو تحسّناً في الأعراض, وقد يعود سبب ذلك إلى اتباعهم نظاماً غذائياً خاطئاً, إذ ينبغي تجنّب كلّ ما من شأنه استنزاف الكولين من الجسم.
الخلاصة
أنّ مادة الكولين من أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الدماغ ليقوم بوظائفه على نحوٍ مثاليٍّ. لذا ينبغي الحرص على الحفاظ على مستوياتٍ جيدةٍ من الكولين في الجسم. وأفضل ما يمكن فعله لتحسين صحة الدماغ والجسم ككل هو اتباع حمية الكيتو والصيام المتقطّع.
شاهد الفيديو من هنا:https://youtu.be/olJKp796TxY