أهمية البروبيوتيك لمشكلات الكبد

ثبت أن البروبيوتيك (المُعينات الحيوية) لها تأثيراتٌ إيجابيةٌ عند استخدامها لعلاج العديد من أمراض الكبد, فما دور هذه البكتيريا المعوية الصديقة , ما علاقتها بالجهاز المناعي وتطوّر أمراض الكبد؟ وما أهمية البروبيوتيك لمشكلات الكبد؟

دعونا نتعرّف أولاً إلى أمراض الكبد التي يمكن أن تساعد البروبيوتيك في الحدّ منها.

أمراض الكبد:

تشمل المشكلات المتعلقة بالكبد ما يأتي:

تشحّم الكبد (الكبد الدهنية)

وتشحّم الكبد هي حالةٌ صحيةٌ شائعةٌ تنتج عن تراكم الدهون الزائدة في الكبد, فمن الطبيعي تماماً أن يحتوي الكبد على كميةٍ صغيرةٍ من الدهون, ولكن عندما يصل تخزين الدهون إلى ٥ أو ١٥ في المئة من الوزن الإجمالي للكبد تحدث الإصابة بمرض الكبد الدهنية.

ويمكن الكشف عن تشحّم الكبد ببساطة من خلال النظر إلى الأسفل نحو القدمين, ففي حال بروز البطن وعدم التمكن من رؤية القدمين يدل هذا على الإصابة بتشحّم الكبد, كما يمكن الكشف عن هذه الحالة من خلال الموجات فوق الصوتية.

التهاب الكبد (Hepatitis)

التهاب الكبد الفيروسي هو عدوى فيروسية تؤدي إلى نشوء حالةٍ التهابيةٍ في نسيج الكبد , وهناك أنواعٌ مختلفةٌ من التهاب الكبد الفيروسي تبعاً للفيروس المسبب للمرض.

وفي حالات الإصابة الخفيفة بالتهاب الكبد الفيروسي تظهر أعراضٌ بسيطةٌ تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ أعراض الإنفلونزا الخفيفة مثل الحمّى والغثيان والقيء وفقدان الشهية وألم في العضلات.

أما في الحالات الأكثر خطورةً من التهاب الكبد الفيروسي , فتتراكم مواد كيميائية سامة في الدورة الدموية نتيجةً لتضرر الكبد وعدم قدرته على تصفية الدم بشكلٍ فعالٍ , وتشكّل هذه الحالة خطراً على الحياة وهي من أهم أسباب حدوث تليّف الكبد.

تليّف الكبد (Cirrhosis)

 وهو مرضٌ خطيرٌ يتبدّل فيه نسيج الكبد المعافى إلى نسيجٍ متندّبٍ بشكلٍ تدريجي, وغالباً ما يحدث التشمّع نتيجةً لالتهاب الكبد المزمن الذي يؤدي إلى تلف خلايا الكبد وتشوّه نسيجه, الأمر الذي يعيق خلايا الكبد عن أداء مهامها الوظيفية كما يعيق تدفق الدم الواصل إلى الكبد من الجهاز الهضمي.

والسؤال الآن هو كيف يمكن للبروبيوتيك أو للبكتريا النافعة الموجودة في القولون أن تساعد الكبد رغم أن كلاً منهما يتوضّع في مكانٍ مختلفٍ عن الآخر في الجسم.

شاهد أيضاً :بعض الأغذية والمكملات الغذائية التي تساعد في علاج التوحد

الكبد

ما هي البروبيوتيك؟

البروبيوتيك هي أحد أنواع البكتيريا الحيّة التي تبطّن الجهاز الهضمي, وتدعم هذه المعينات الحيوية قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية وتسهّل عملية الهضم, كما تساهم في مكافحة العدوى والوقاية من الكثير من الأمراض.

ومن الجدير بالذكر أن مقدار ما يحتوي عليه الجسم من جزيئات بكتيريا الأمعاء مماثلٌ تقريباً لعدد خلايا الجسم كله, فلا عجب إذاً أن الأمعاء مهمة جداً لصحة الجسم ككل.

فوائد البروبيوتيك

من أهم فوائد تناول البروبيوتيك:

١- منع حدوث الانتقال البكتيري

فعند تضرر الكبد يصبح بمقدور البكتيريا الموجودة في القولون (الأمعاء الغليظة) التنقّل خارج جدار القولون وصولاً إلى الجهاز اللمفاوي. أي أنها تغيّر موضعها إلى مكانٍ آخر في الجسم.

وحين تصل هذه البكتيريا إلى الجهاز اللمفاوي تتسبب في حدوث مختلف التفاعلات المناعية وتحفّز كذلك السيتوكينات, وهذا ما يؤدي إلى حدوث الالتهاب وزيادة السموم الداخلية التي تُعدّ أحد نواتج البكتيريا, كما يسبب ذلك أيضاً زيادة في عامل نخر الورم ألفا (TNFα) وهو أحد أنواع السيتوكينات التي تسبب الالتهاب والإرهاق وغيرها من الأعراض.

٢- الحدّ من الأمونيا

إن أحد الآثار الجانبية لاضطرابات الكبد المتقدمة تتمثل في فرط نسبة الأمونيا الموجودة في الدم ووصولها إلى الدماغ.

وتعدّ الأمونيا أحد السموم العصبية. فهي لا تؤثر على المزاج فحسب وإنما على الذاكرة والتركيز أيضاً, ويمكن أن يتفاقم أثرها ويصل حدّ الدخول في غيبوبة.

ويمكن لتناول البروبيوتيك (البكتيريا الصديقة) الحدّ من البكتيريا الضارّة التي تسبب فرط نسبة الأمونيا.

مصادر البروبيوتيك

مصادر البروبيوتيك

من الممكن تناول مكمّلات البروبيوتيك أو الحصول عليها من أطعمةٍ معينةٍ مثل:

  • شاي الكومبوتشا
  • مخلل الملفوف (الساوركراوت)
  • الكيمتشي
  • الفطر الهندي الكيفر (الطبيعي وغير المحلّى)

إذ أن هذه الأطعمة من ِشأنها الحدّ من الإعراض المصاحبة لأمراض الكبد إلى حدٍ كبيرٍ. كما قد تؤخّر تشمّع الكبد وتحدّ من الأمونيا.

الخلاصة:

سواء كان الهدف من تناول البروبيوتيك تحسين وظائف المناعة أو تقليل مخاطر الإصابة بأمراض مختلفة. مثل الكبد والحدّ منها أو مجرد تحسين الصحة العامة للجسم. فإن إضافة البروبيوتيك إلى نظامك الغذائي اليومي أمرٌ جديرٌ بالاهتمام. 

شاهد الفيديو من هنا : https://youtu.be/-EFCCjTMpTo

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد