سنتحدث اليوم عن إدمان الهواتف الذكية عند المراهقين والأطفال ، وهي إحدى المشكلات الكبرى ، في دراسة أُجريت عام 2016
وشملت 1240 من الآباء والأمهات ، توصّلت إلى أن 50% من المراهقين شعروا بالإدمان على هذه الأجهزة، وهذا غير مستغرب ، كما أن 59% من الآباء كانوا يعتقدون بأن أطفالهم مدمنون ، 77% من الآباء شعروا بأن أطفالهم مشتتو الذهن والانتباه ، وهذا غير مفاجئ بالطبع ، لأن هذه الأجهزة تسبب الشتت حتماً ، 72% من المراهقين عبروا عن رغبة ملحّة في الرد على ما يَرِدُهم على مواقع التواصلى شكل فوري وذلك عند ورود الرسائل النصية التي يكون احتمال الرد عليها 95%. ولهذا نجد أن بعض الأشخاص يقضون طوال نهارهم
في الرد على الرسائل، وكأنه تدريب على الرد في حين أن احتمال الرد على رسائل البريد الالكتروني لا تتجاوز 15-20%.
وهذه مشكلة حقيقية، لأن ذلك يجعلنا نلتصق بالهاتف وندمن عليه ، يجب على المرء أن يتفقد الرسائل النصية الواردة مرتين يومياً فقط والأمر نفسه بالنسبة للبريد الالكتروني لأن الرد المستمر يعيق إنجاز أي شيء ، نظراً لما يسببه من تشتت مستمر . قد تظنون أن تعدد المهام يضمن لكم إنجاز قدر أكبر من الأعمال، إلا أنه ليس كذلك لأن طاقتنا تكمن في مدى انتباهنا ولهذا يجب أن نحصر اهتمامنا فيما نفعله أثناء فعله وليش أن نشتته في أمور أخرى.
إدمان المراهقين
يتفقّد 75% من المراهقين أجهزتهم مرة كل ساعة على الأقل ، إن الإدمان على الأجهزة الذكية يشبه الإدمان على المخدرات من ناحية تأثيره على حجم بعض أجزاء الدماغ وشكلها وبالأخص المادة الرمادية في الفص الجزيري والصدغي الذي يلعب دوراً في المشاعر والكلام والسمع والنظر والذاكرة وضبط النفس ، كما كشفت الدراسة عن ازدياد شعور القلق بعيداً عن الهاتف لهذا نجد بعض الأشخاص يفزعون حين يفقدون هواتفهم أو ينسونها لأنها باتت أشبه بمتنفس لهم ووسيلة تواصل يعتمدون عليها ، ولكن المشكلة تكمن في الاستخدام المفرط للهاتف وفي آثاره على أجسامنا.
آثار الاستخدام المفرط للهاتف على أجسامنا:
يسبب استخدام الهاتف قلة التواصل مع المحيطين بسبب الانشغال بالتواصل مع البعيدين من خلاله كما يعاني الكثيرون من الأرق والإرهاق بسبب الهاتف النقال. فما هو الضرر الحقيقي الذي يسببه الهاتف النقال؟ إنه الحقل الكهرومغناطيسي
وهما حقلان أحدهما الحقل الكهربائي الذي يختلف عن الحقل المغناطيسي ، من خلال استخدام مقياس موجات الحقل الكهرومغناطيسي في المنزل بالقرب من السرير كان هناك كمّ كبير من موجات هذا الحقل بسبب وجود التمديدات الكهربائية وراء الحائط ،هذا يعني اننا نسبح في بحر من موجات الحقل الكهرومغناطيسي وهو ما كان يضر بدورة النوم إلى حد كبير.
ولهذا تؤثر هذه الموجات على الدماغ والقلب بشكل رئيسي. ويمتد تأثيرها إلى أعضاء الجسم الأخرى أيضاً ، كما أنها تؤثر على الخصوبة . فوضع الجهاز في أحد الجيبين يجعله قريباً من الغدد التناسلية ، لأن ذلك يسبب انبعاث أمواج ميكروية إلى تلك الغدد كما أن الضوء الأزرق الذي ينبعث من الهاتف النقال وغيره من الأجهزة الأخرى يؤثر على الميلاتونين ،وبالتالي يؤثر على النوم
كيف نقلل من آثار الحقل الكهرومغناطيسي في أجسامنا؟
1- تجنّب قرب الهاتف من الدماغ : لا تمسكوا بالهاتف النقال بالقرب من الرأس. وكذلك وضع السماعات السلكية أو اللاسلكية التي توضع بالقرب من الدماغ مباشرة . يمكن استخدام نوع محدد من السماعات التي تحوي مساحة فاصلة بين الدماغ والسلك. وهو ما يمنع وصول التيار أو الحقل إلى الدماغ فهذا سيئ . عند التحدث على الهاتف، أبعدوه عن الرأس وحاولوا استخدام المكبّر، فهذا ضروري جداً.
ساهمت الأبحاث التي يجرونها حول الأطفال الذين يعانون من الأورام الدماغية الناتجة عن التعرّض للحقل الكهرومغناطيسي في تعزيز
الوعي لدي حول خطورة الأمر.
2- في حالات اضطراب النوم يجب الامتناع عن استخدام الهاتف قبل النوم ب2 أو 3 ساعات. لأن الضوء الأزرق يعيق القدرة على النوم ويخلّ بالنظم اليومي ، بسبب تأثيره على الميلاتونين.
3- احصلوا على حافظات الحماية من إشعاع الحقل الكهرومغناطيسي .وخصوصاً لمن يحتفظون بالأجهزة في جيوبهم فإن استخدام الحافظة يقلل من التعرض لإشعاع الحقل الكهرومغناطيسي .لأنها تساعد في الحد من التعرّض للإشعاع على الأقل.
توقفوا عن حرق أدمغتكم | تأثير الهواتف الحقيقي على أدمغة الصغار والكبار