يسارع معظم الناس لدى ظهور حب الشباب إلى فرك الوجه بالمطهّرات والمنظّفات، ظناً منهم أنها الحل الأمثل للحفاظ على بشرة نقية. ولكن هذا قد يسبب الكثير من المشكلات للجلد. فما الحل الأمثل للتخلّص من حب الشباب دون آثار جانبية؟
أكبر الأخطاء في محاولة التخلّص من حب الشباب
أسوأ خطأ يمكن ارتكابه للتخلّص من حب الشباب هو محاولة إزالتها بالمطهّرات كما لو أنها شوائب. إذ يلجأ البعض إلى استخدام بعض المطهّرات وفرك البشرة بها، وهم يجهلون أنهم بذلك يُلحقون ضرراً أكبر بجلدهم. فتلك الرؤوس السوداء التي تظهر على الوجه ليست شوائب أو أوساخ يمكنك غسلها ببساطة.
لكن ما مدى الضرر الذي يمكن أن يسبّبه استخدام مطهّرات البشرة؟
عند استخدام المطهّرات والمنظّفات والمناديل المعطّرة والكريمات المضادّة للبكتيريا، فإنّ هذا يتسبّب في تدمير الميكروبيوم الموجودة على سطح الجلد.
فهناك الملايين والمليارات من الكائنات الحيّة الدقيقة الموزّعة في كامل الجسم، وبالأخصّ في الجلد. وتتكوّن الميكروبيوم في معظمها من البكتيريا، ولكن يمكن أن تحتوي أيضاً على الفطريات والفيروسات.
وتمثّل الميكروبيوم أحد دفاعات الجسم، إذ تعمل على حماية الجلد وتعزيز وظيفة حاجز الجلد.
وإزالة تلك الطبقة من البكتيريا الحميدة يعني تنوّعاً أقل في أعداد الميكروبات المتعايشة، وهذا ما يُضعف من قوّة الجهاز المناعي ويزيد من حدوث الالتهابات في الجلد. وهذا لا يُفاقم من المعاناة مع حب الشباب وحسب، بل إنه يتسبّب في ظهورها أساساً.
فأحد الآثار الجانبية لتناول المضادات الحيوية هو ظهور حب الشباب، نظراً لوجود تأثير متبادل بين الميكروبات الموجودة في الأمعاء وتلك الموجودة في الجسم وعلى سطح الجلد. وبهذا فإنّ غياب الميكروبات في أحد أجزاء الجسم يسبّب ضغطاً على جزءٍ آخر.
سبب ظهور حبّ الشباب
يُعزى سبب ظهور حبّ الشباب إلى الغدد الدهنية التي تُفرز الدهن أو الزهم. ويظهر حب الشباب عندما تتضخّم هذه الغدد وتفرز كميات زائدة من الزهم، وعند تشكّل القيح والبكتيريا بجانب هذه الغدد.
يعود ظهور حب الشباب إلى فرط إفراز الزيت –الذي يسمى الدّهن أو الزهم– من الغُدَد الدهنية أو الزهمية التي تقع تحت سطح الجلد. علماً بأنّ الزهم هو مادة دُهنيّة تساعد على حماية البشرة وترطيبها، والمحافظة على صحة الشعر ولمعانه. إلّا أنّ إفراز كميةٍ كبيرةٍ من الزهم يتسبُّب في انسداد مَسامّ البشرة وظهور حَبّ الشباب الذي يصعب التخلّص منه.
ويظهر حبّ الشباب في الأساس من ارتفاع أحد الهرمونات وهو الأندروجين. فلدى الوصول إلى سنّ المراهقة يرتفع هذا الهرمون إلى نسبة عالية جداً. وفرط مستويات الأندروجين هو ما يتسبّب باختلال الغدد الدهنية. أما استقرار الأندروجين عند مستواه الطبيعي فيحول دون ظهور حب الشباب.
ما هو هرمون الأندروجين؟
هرمون الأندروجين أو ما يعرف بـ «الأندروجينات» هي مجموعة من الهرمونات المسؤولة عن تطوّر السّمات الذكورية في الجسم، بما في ذلك الكتلة العضلية ونمو الشعر وخشونة الصوت. وتوجد هذه الهرمونات في أجسام الذكور والإناث على حد سواء، وتؤدي مجموعة من الوظائف منها تنظيم الرغبة الجنسية. ويزداد إفراز الأندروجينات خلال فترة البلوغ. وعادةً ما يتم إفراز هرمون الأندروجين من المبيض والخصيتين والغدة الكظرية.
ما سبب زيادة مستوى الأندروجين؟
ما يتسبب في فرط هرمون الأندروجين هو فرط هرمون الإنسولين. إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع مستوى الإنسولين إلى إضعاف توازن الهرمونات.
وكذلك الحال عند الإصابة بمتلازمة تكيّس المبايض التي ينتج عنها تساقط الشعر وظهور حب الشباب وتعاني منها النساء على وجه الخصوص. وتحدث هذه الحالة بسبب تكيس المبايض وإفراز الكثير من الأندروجين. وكل هذا ينتج عن ارتفاع مستويات الأنسولين فهو السبب الأساسي، إذ يتحوّل الإنسولين في نهاية المطاف إلى أندروجين.
ومن المعروف أن زيادة الإنسولين بالدم مرتبطة بطريقة الأكل غير الصحية، كاتباع نظام غذائي عالي الكربوهيدرات، والأكل الكثير المتكرر على فترات زمنية متقاربة، وخاصةً في مرحلة ما قبل الإصابة بمرض السكري.
واتباع حمية منخفضة الكربوهيدرات والحدّ منها يؤدي إلى زوال حب الشباب. كما أن اتباع الحمية منخفضة الكربوهيدرات بالتزامن مع الصيام المتقطع من شأنه أن يتخلص من حب الشباب بشكل أسرع ويمنحكم بشرة رائعة.
ويعد نظام كيتو الغذائي الصحي والصيام المتقطع أفضل طريقتين لتعزيز مستويات الأنسولين الصحية.
شاهد الفيديو من هنا : أوقفوا منتجات الوجه واتبعوا هذه الوصفة لبشرة صافية خالية من الحبوب