فوائد مراقبة الطيور للصحة النفسية

ما من شكٍّ في أن التجوّل بين الأشجار في الغابات، أو الذهاب لنزهةٍ على الشاطئ في صباح يومٍ مشمسٍ، كفيلٌ بإيقاظ كل مشاعر السعادة والسلام الداخلي في النفس. وقد قطع علم النفس شوطاً طويلاً محاولاً إثبات براعة الطبيعة كطبيب، ونجح أيّما نجاح. ولربما تساءلتم عن سبب تمتّع عشّاق الطبيعة بصحةٍ مثاليةٍ، مقارنةً بمن يقضون جلّ أوقاتهم وسط ازدحام المدينة وضجيجها، رغم أنّ ما يفعلونه لا يتعدّى قضاء ساعاتٍ من يومهم في تأمّل الطبيعة الخلابة ومراقبة الطيور وهي تتنقّل من غصنٍ إلى غصن، أو الإصغاء إلى زقزقة العصافير وحفيف الأشجار وهدير الأمواج، فما السر في ذلك؟، وكيف ينعكس تأمل الطبيعة ومراقبة الطيور على صحة الفرد النفسية والعقلية؟وما هي فوائد مراقبة الطيور للصحة النفسية؟

شاهد أيضاً :لماذا يتمتّع البعض بصحة جيدة رغم اتباعهم نظاماً غذائياً سيئاً؟

فوائد مراقبة الطيور للصحة النفسية

ازدادت هواية مراقبة الطيور شعبيةً في السنوات الأخيرة، لما لها من فوائد عديدة للصحة النفسية والعقلية، إضافةً إلى المتعة التي تضفيها ممارسة هذه الهواية الرائعة في أحضان الطبيعة.

وفوق كل ذلك، فهو علاجٌ نفسيٌّ طبيعيٌ غير مكلفٍ إطلاقاً، لذا يمكن عدّه أقل معزّزات الصحة النفسية كلفةً، كما أن القيام به لا يحتاج الذهاب بعيداً، إذ يمكن مراقبة الطيور في الحديقة الخلفية للمنزل.

وتشمل الفوائد الصحية التي تعود بها مراقبة الطيور على النفس:

التخلّص من التوتر والقلق والاكتئاب

عادةً ما يفرّ الناس إلى أحضان الطبيعة للهرب من براثن القلق والتوتر التي تطبق عليهم الخناق كل يوم. وتأمّل الطيور والنباتات أحد النشاطات التي يمكن القيام بها في الهواء الطلق.

وفي دراسة تم إجراؤها في المملكة المتحدة على 270 شخصاً، سجّلت تغيّراً ملحوظاً في مستوى التوتر والقلق والاكتئاب لديهم بعد قضائهم بضع ساعاتٍ في مراقبة الطيور. كما تعزّز شعورهم بالسعادة إلى حدٍّ بعيد.

وتفيد النزهات في الطبيعة وتأمّل الطيور من يعانون من الاكتئاب،فقد أشارت دراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اكتئابٍ خفيفٍ إلى اكتئابٍ حادٍ أظهروا تحسّناً ملحوظاً عندما تم تعريضهم للطبيعة، حتى أنهم شعروا بنشاطٍ مفاجئٍ وأظهروا ميلاً إلى التّحسن،فمراقبة الطيور والحيوانات، والتعرّف على أنواع الأشجار والنباتات المختلفة، يصرف الانتباه بعيداً عن مسبّبات التوتر والمشكلات التي نواجهها يومياً في حياتنا، ويركّز الاهتمام بمخلوقاتٍ جميلةٍ ومسالمةٍ. وهذا ما يبعث الهدوء والراحة في النفس.  

وقد كشفت دراسة حديثة أن قضاء الوقت في الطبيعة يعمل على تقليل مستوى هرمون الكورتيزول وتخفيف التوتر. وعلاوةً على ذلك فإنه يحصننا من العديد من الأمراض وما يصاحبها من أعراض مثل ضغط الدم وتسارع نبضات القلب.

تحسين صحة القلب والأوعية الدموية

قد يُصاب الكثيرون بالصدمة لمعرفة أن مراقبة الطيور يمكن أن يُعدّ تمريناً رياضياً. ففي كثيرٍ من الأحيان، تقع المواقع التي توفّر أفضل الفرص لمشاهدة الطيور بعيداً عن المسار المطروق، وتتطلب القليل من التنزّه للوصول إليها. ويُعد إتاحة الفرصة لضخ الدم من خلال المشي بوتيرةٍ معتدلةٍ طريقةً رائعةً للحفاظ على صحة القلب.

صقل مهارات الصبر

عادةً ما يتطلب مراقبة الطيور وقتاً طويلاً في انتظار ظهور النوع الذي تتوقون إلى رؤيته من الطيور. ولا ينعكس التحلّي بالصبر على تحسين الصحة النفسية فحسب، بل إنّ له فوائد أيضاً للصحة البدنية. إذ وجدت دراسة أجريت عام 2007 أن الأشخاص الأكثر صبراً أقل عرضةً للإصابة بالصداع والقرحة والالتهاب الرئوي وحَبّ الشباب وغيرها من المشكلات الصحية.

– الانخراط في المجتمع

تقام العديد من رحلات مشاهدة الطيور ضمن مجموعات من الناس، ويمكن لهذا التلاقي بين مجموعةٍ من المهتمين بأمر مشترك أن يفعل العجائب في بناء صداقات تدوم مدى الحياة، وتعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع، وهناك أيضاً العديد من المجموعات عبر الإنترنت حيث يمكن للأعضاء تبادل نصائح الطيور ومشاركة تجاربهم، ما يتيح لمراقبي الطيور في جميع أنحاء العالم التواصل مع بعضهم البعض.

مشاهدة الفيديو: أرخص علاج في العالم للقلق والتوتر والاكتئاب

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد