أسوأ طعام على الاطلاق

هل حدث أن زرتم أحد أقربائكم المرضى في المستشفى وقت الغداء؟  ورأيتم الطعام الخاص الذي يُقدّم هناك. ربما يعتقد البعض بأن مكونات هذه الوجبة مدروسة بعناية و من قبل أطباء و مختصين. وبأن هذا الغذاء سيساهم في تعجيل عملية الشفاء وتعزيز مناعة المريض وتعيد له قوته الغائرة. لعل المفارقة الأكثر عجباً هي أن المستشفيات التي يُفترض أن المكوث فيها يساعدنا على التعافي واستعادة صحتنا، هي في الواقع أسوأ الأمكنة التي يمكن للمرء أن يتعافى لأنها تقدم أسوأ طعام على الإطلاق . أما فيما يتعلق بالوجبات المقدّمة هناك فإنها تصنع مع مراعاة بعض المعايير الغذائية. ولكن أيّاً يكن ذاك الذي وضع تلك المعايير فإنه يحتاج إلى الاطلاع على آخر المستجدات لأنه مازال يقوم بذلك وفق معايير خاطئة كليّاً.

طعام المستشفيات

أطعمة المؤسسات.

إن الأمر برمّته يتم من خلال التعاقد مع شركات مختصّة بتحضير أطعمة المؤسسات. وهي عبارة عن الوجبات التي تقدم في السجون والمدارس وفي المؤسسات الحكومية وغيرها وتحضّر بكميات كبيرة وبتكلفة متدنية وعادةً ما تكون معبأة ومطبوخة، وكل ما تتطلبه هو إعادة تسخينها أما نسبة المغذيات الكبرى التي تحويها فهي على الشكل التالي:

  • 10-35% من البروتين .
  • كما تشكّل الكربوهيدرات نسبة 45-60% من إجمالي الحريرات، وهذا متوافق مع نفس معايير النظام الغذائي الأمريكي البائس وفق الهرم الغذائي الذي يقضي بأن تكون نسبة الكربوهيدرات من إجمالي الحريرات 65%. وهذا لا يعد بحال من الأحوال النظام الأنسب لمراحل التعافي.
  •  نسبة الدهون : أقل من 30% والدهون المشبعة أقل من 10%، وهذا يعني أنه يعتمد على الدهون غير المشبعة كزيت الصويا والذرة والكانولا التي تحرض على الالتهاب بشدة.

 وهذه بعض أوصاف تلك الأطعمة:

  • لا تحوي أي دهون متحولة، وهذا جيد.
  • قليلة الصوديوم وهي السمة المشتركة بين هذه الأطعمة .وذلك بسبب الاعتقاد السائد بأن الصوديوم هو أسوأ ما يمكن تناوله على الإطلاق إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ بطريقة ما لأنه .و أثناء مراحل التعافي، تكون الغدة الكظرية في حالة إنهاك بسبب ارتفاع الكورتيزول فيفقد الجسم الكثير من الصوديوم وتزداد حاجته إلى الملح لإعادة التوازن الحيوي لجسم المريض ودفعه إلى التعافي. لذا فإن التخفيف من نسبة الصوديوم إلى أدنى مستوياتها قد يكون غير مناسب بسبب حاجة الجسم الماسة إليه.
الغدة الكظرية

أمثلة لبعض الأطعمة المقدمة في المشافي:

تتنوع الأصناف المقدمة في المشفى وقد لا تكون جميعها من الأصناف المحببة والشهية ويكون التركيز فيها على تفادي المخاوف الغذائية أكثر من كونه على النكهة المحببة ،لكن هل هذا جيد؟

إليكم قائمة ببعض هذه المأكولات وبعض العناصر الغذائية الموجودة فيها ونسبتها :

  • عصير الفاكهة الطبيعي 100% ، وهذا جيد، على الرغم من احتوائه الكبير على السكر.
  • منتجات الألبان التي تحوي 1% من الدهون أو الخالية منها تماماً. علماً أن قلة الدهون في منتجات الألبان تسبب زيادة في تحفيز الإنسولين. الذي يدخل الجسم في دائرة مغلقة من حالات ارتفاع وانخفاض السكر وما يترتب عليها من إثارة الجوع بشكل متكرر.
  • بدائل الحليب كالصويا.
  • الزبادي وينصح بألا تتجاوز نسبة السكر المضاف فيها 30 لكل 226 جم – تعادل نسبة 30 جم من السكر سبع ملاعق صغيرة و نصف من السكر في مقدار صغير من الزبادي- لذا فهي نسبة هائلة من السكر.
  • الجبن قليل الصوديوم، والقمح الكامل والحبوب الكاملة. مع ما تحويه من نسب مرتفعة من الكربوهيدرات.
  • لفافات العشاء، و المفن، وخبز بايغل والتورتيللا – يجب ألا تتجاوز نسبة الصوديوم فيها 290 ملغ- وهذا مجدداً تركيز على التخفيف من الصوديوم ولكن ماذا عن كل تلك الكربوهيدرات؟
  • رقائق الحبوب يجب ألا تتجاوز نسبة الصوديوم فيها 215 ملغ.
  • العنبية حادة الخباء المجففة التي تحوي كمية هائلة من السكر -علماً أنها ليست محتَسبة ضمن إجمالي كمية السكر-.
  • لحم البقر المعلّب والخضار المعلّبة مع مراعاة التقليل من الصوديوم.
  • التوست الفرنسي المجمّد شرط ألا تزيد نسبة الصوديوم فيه على 480 ملغ.
  • أيضاً تضاف الوجبات الخفيفة لدورها في التخفيف من الجوع – دون الانتباه إلى دور هذه الوجبات في تحفيز الإنسولين وبالتالي زيادة الالتهاب، علاوةً على أنها تزيد من شدة الجوع وتزيد البدانة.
  • كما وينصح بخمس حصص على الأقل من الخضار أسبوعياً وليس يومياً وإنما في الأسبوع. متجاهلين مقدار المعادن والمغذيات الغنية التي توفرها الخضراوات. و ضرورة إدراجها بشكل أساسي في كل وجبة.

وبهذا فإن هذه الأطعمة حتماً لا تساعد على التعافي بل تحرض على الالتهاب. لاحتوائها الكبير على نسب مرتفعة من السكر والكربوهيدرات. ولأنها قليلة بل تكاد تخلو من وجود الدهون ،كما أن التشديد الدائم على خلوها من الصوديوم مع الحاجة الكبيرة لجسم المريض إليه، يجعل من هذه الأطعمة موضع مراجعة و تمحيص. ووجب إعادة النظر بمدى جدواها و فائدتها ووضع معايير إضافية تتوافق و المستجدات و الدراسات الحديثة والنتائج الأخيرة فيما يتعلق بمسألة الغذاء و العناصر الغذائية المتضمنة فيه وكيفية تحديد النسب اللازمة لكل منها للجسم.

 ولكن ماذا لو اضطررنا للمكوث في المشفى لسبب ما؟ عليكم بأحد هذين الأمرين:

اتباع الصيام أثناء المكوث في المشفى: لا تقلقوا فمخزون جسمكم من العناصر الغذائية قادر على أن يسد حاجة الجسم من الحريرات اللازمة المساعدة على التعافي. و هو أفضل بكثير من تناول وجبات تحرض إفراز الإنسولين و بالتالي زيادة الالتهاب.

 أو اجلبوا طعامكم الخاص معكم: عندها تستطيعون التحكم بنوعية العناصر الغذائية اللازمة لأجسادكم بما يتوافق مع أنظمتكم الغذائية المعتادة. وبذلك تتجنبون التأثيرات الجانبية لمثل هذه الوجبات المثقلة بالسكر والكربوهيدات: كآلام الرأس والشعور بالغثيان بالإضافة إلى الإحساس المتكرر بالجوع وطلب المزيد من السكر والكربوهيدرات.

إن التسليم لما تقدمه المشافي من طعام لم يعد أمراً حكيماً بعد اليوم. فهي مأكولات محكومة بمعايير وضوابط خاطئة وقديمة وبحاجة إلى إعادة النظر فيها من جديد. لذا فإن من الحكمة أن تكونوا أكثر وعياً لما تأكلونه داخل البيت وخارجه لتبقوا بصحة جيدة.

أسوأ طعام على الاطلاق

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد