هل من الآمن استخدام أواني الطهي غير اللاصقة؟

بدأ الناس باستخدام أواني الطهي غير اللاصقة، وبالأخص تلك المطلية بالتيفلون (التيفال)، منذ ما يقرب سبعين عاماً، ونالت استحسانهم لكونها لا تسبّب التصاق الأطعمة بها، وبالتالي توفّر الوقت والجهد في التنظيف. ورغم ميزاتها العديدة، إلا أنّها تسبّب أضراراً لا حصر لها، فقد اتّضح أنّها تخلّف العديد من الآثار السميّة، وتسبّب انبعاث أبخرةٍ سامةٍ إذا ما تم تسخينها بشدّة، الأمر الذي دعا مجموعات حماية البيئة بالتوصية باستخدام أدواتٍ أكثر أمناً، لتقليل خطر استنشاق الأبخرة السامة. إذا هل أواني الطهي غير اللاصقة آمنة ؟

ما هي مادة التيفلون؟

مادة التيفلون هي مادة تُطلى بها الأواني لمنع التصاق الطعام فيها. وقد اكتشف التيفلون عالمٌ يدعى روي بلانكيت بمحض الصدفة على جدران أسطوانة كانت تستخدم لتخزين هيدروكربون مفلور، فقد كانت تغطي الأسطوانة من الداخل مادة شمعية بيضاء، وحين اختبر خواص هذه المادة، وجدها لا تتأثر بالقواعد والأحماض الكيميائية ولا تذوب في المذيبات العضوية، كما أنها زلقة جداً ولا يلتصق بها شيء مهما ارتفعت درجة حرارتها، وتحتفظ بخواصها الفيزيائية ثابتة حتى درجة حرارة 250، ثم تبدأ بالتحلّل عند بلوغها 440 درجة مئوية.

مادة التيفلون

ما أضرار مادة التيفلون؟

تكمن خطورة استخدام هذه المادة في طلي أواني الطهي في تحلّل عناصر معيّنة في الطبقة المطلية بهذه المادة عند تعرّضها لدرجة حرارةٍ عاليةٍ، فتتفاعل مع الطعام والسوائل الموجودة في الإناء، ما يؤدي إلى تكوّن مواد تترسّب في خلايا جسم الإنسان وتسبّب التسمّم.  

وبعد الاستعمال المتكرر لمثل هذه الأواني، وخاصةً عند استعمال ملاعق معدنية لتحريك الطعام، تبدأ طبقة التيفلون بالتآكل. وهنا يكمن الخطر، إذ يتلوّث الطعام بمكوّنات التيفلون،وقد أجرى العلماء تجاربهم على الفئران التي تتعرض لهذه المادة، فوجدوا أنها تسقط فريسةً سهلةً للعديد من الأمراض، لأنها تحفّز ظهور الجذور الحرة التي تسبّب كثيراً من التفاعلات الضارة والخطرة على صحة الإنسان ، كما تنبعث من أواني التيفلون عند تعرّضها للحرارة ستة أنواع من الغازات السامة، يعدّ اثنان منها من ملوّثات الغلاف الجوي، ويمكن أن يكون أحدها مميتاً بجرعاتٍ خفيفةٍ، وعند ارتفاع الحرارة، تتحلّل هذه المادة الكيميائية المشابهة لغاز الأعصاب.

وكذلك قد يؤدي استخدام أواني الطهي غير اللاصقة مثل التيفلون إلى مشكلاتٍ صحيةٍ عديدةٍ، منها:

شاهد أيضاً : تأثير المغنيسيوم على الحالة المزاجية

خطورة أحد المركّبات الذي يدخل في تركيب التيفلون

يعدّ مركّب حمض بيرفلورو الأوكتانويك (PFOA) واحداً من المواد الكيميائية المستخدمة في التيفلون لتشكيل طبقاتٍ غير لاصقة. كذلك صنّفته الوكالة الدولية للأبحاث حول السرطان (IARC)، التابعة لمنظمة الصحة العالمية، على أنّه أحد العوامل المسرطنة.

ويبقى أثر مركّب حمض بيرفلورو الأوكتانويك (PFOA) في البيئة إلى أجلٍ غير مسمى، أي أنّه لا يتحلّل أبداً، وقد تم اكتشاف هذا المركّب في الدم لدى العديد من المواطنين الأميركيين، وفي أجسام كثيرٍ من الناس حول العالم، بل وفي أجسام الدببة القطبية، وترتفع نسبته لدى موظفي المصانع الكيميائية والمجموعات السكانية المجاورة لتلك المصانع، وقد انخفضت هذه النسب بمعدّل 70% بين عامي 1999-2014 تزامناً مع الإلغاء التدريجي لاستخدام مركّب (PFOA) في الولايات المتحدة.

وفي دراسةٍ حديثةٍ تم إجراؤها في الولايات المتحدة. وتناقلت نتائجها وكالات الأبناء العالمية مؤخراً. عثر باحثون في مستشفى جونز هوبكنز الأميركي على مادةٍ تدخل في صناعة التيفلون وتسبّب السرطان، واتّضح وجود حمض بيرفلورو الأوكتانويك (PFOA) لدى 298 من أصل 300 من المولودين الجدد الذين خضعوا للفحص، فمن الواضح أن هذا المركّب قد تسرب إلى الوسط المحيط بكل جنين، وخلصت الدراسة إلى أنّ هؤلاء المواليد هم أكثر عرضةً للأذى، بسبب تأثير المواد الكيميائية الضار على مستوى هرموناتهم.

ويعود السبب في دخول هذا المركّب لأجسام البشر. إلى تعرّض عامة السكان له حين تم إلقاء كمياتٍ هائلةٍ من نفايات مادةٍ مسرطنةٍ تسمى c8 في المحيط، بالقرب من وادي نهر أوهايو. ما أتاح لهذا المركب التسرّب إلى بيئتنا المحيطة وتلويث غذائنا واختراق أجسامنا.

ما الذي يمكننا فعله؟

تدخل المواد الكيميائية التي تشكّل تهديداً على صحتنا في كلّ ما يحيط بنا. وفي كلّ ما نتناوله من غذاء. لذلك يكاد يكون تجنّبها أمراً مستحيلاً. ولهذا بات من واجبنا المداومة على كلّ ما من شأنه تطهير الجسم من هذه السموم.

ويمكن أن تساعد بعض الأطعمة على تفكيك السموم، بل وحتّى تفكيك الجزيئات البلاستيكية الموجودة في الجسم،ومن أفضل هذه الأطعمة الخضروات الكرنبية (الصليبية).مثل الكرنب الأجعد وكرنب بروكسل والبروكلي والجرجير والفجل، فيجب تناول هذه الخضار يومياً، إذ إنّها تتمتّع بالقدرة على الحدّ من السموم في الجسم، والتخلّص منها تدريجياً قبل أن تؤثّر على الجسم.

الخضراوات الكرنيبية

ولحسن الحظ، فإنّ الجسم يتمتّع بالقدرة على تحويل هذه السموم إلى جزيئاتٍ آمنةٍ من خلال الكبد، في عملية تعرف بالتحوّل البيولوجي.

حقيقة أواني التيفال غير اللاصقة (طبقة التفلون) وكيف تخلص جسمك من السموم لتجنب تلف الكبد وضعف المناعة

المقالات ذات الصلة

ماذا سيحدث إذا توقفت تمامًا عن تناول الطعام لمدة سبعة أيام؟!

الدورة الشهرية وعلاقتها بالأستروجين

تناول البروتين حسب مشاكلك الصحية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. إقرأ المزيد