فيروس كورونا (كوفيد-19) هو مجموعةٌ من الفيروسات التي يمكن أن تسبّب عدداً من الأمراض، بدءاً من التهابات الجهاز التنفسي الخفيفة حتى أمراض أكثر خطورة، مثل المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرز). وكوفيد-19 هو سلالة جديدة من فيروس كورونا ظهرت مؤخراً لدى البشر، وثبت أنه قابلٌ للانتقال بشكلٍ كبيرٍ، كما تشير الأبحاث إلى أنه الأكثر عدوى في مراحله المبكرة. وتشيع الأخبار اليوم عن ظهور سلالة جديدة قاتلة من فيروس كورونا ، ما يبثّ الذعر في قلوب الناس، فما مدى صحّة هذه الشائعات؟
ما الحقيقة وراء ظهور سلالة جديدة من كوفيد-19؟
لا صحّة لانتشار أيّ سلالةٍ جديدةٍ من فيروس كورونا، إنّما هو متحوّرٌ جديدٌ. والتحوّر (حدوث الطفرة) أمرٌ مختلفٌ عن السلالة، فالسلالة تشير إلى بنيةٍ مختلفةٍ، أما النسخة المتحوّرة فتتميّز ببعض الاختلافات البسيطة فقط. وتحوّر الفيروس لا يعني بالضرورة تغيّراً في وظيفته، وما من دليلٍ يثبت أنّ المتحوّر الجديد أشد خطورةً على الصحة من المتحوّر الأصلي.
ما سبب كثرة انتشار عدوى كوفيد-19 في فصل الشتاء؟
نشهد في فصل الشتاء ارتفاعاً حاداً في حالات الإصابة بعدوى فيروس كورونا، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ الجو البارد يسبّب سيلان الأنف المترافق مع السعال والعطاس، فعندما يصاب شخصٌ ما بالعدوى، فإن الرّذاذ الناتج عن السعال والعطاس ينتقل بسهولة. فضلاً عن تراجع مستويات فيتامين د في فصل الشتاء، ومن المعلوم أنّ فيتامين د من بين أكثر الفيتامينات أهميةً للحفاظ على قوة الجهاز المناعي، وعند نقص فيتامين د، يصبح الجسم أكثر عرضةً للإصابة بفيروس كورونا.
شاهد أيضاً : هل يمكن تعافي الرئتين من الضرر الناتج عن كورونا؟
تأثير فيتامين د على فيروس كورونا
وفقاً لدراسةٍ إسبانيةٍ تم نشرها في أكتوبر 2020 في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل فإنّ 82.2 ٪ من مرضى كوفيد-19 يعانون من نقص فيتامين د. وأظهرت دراسةٌ أخرى أن المرضى الذين لديهم مستويات أعلى من فيتامين د تكون إصابتهم أخفّ حدّة، كما أن خطر الإصابة بمضاعفات فيورس كورونا وخطر الوفاة الناجم عنه يختفي فعلياً بمجرد أن يزيد مستوى فيتامين د عن 30 نانوغرام/ ملليلتر.
ويمكن أن يقلل فيتامين د من خطر الإصابة بفيروس كورونا وغيره من أنواع عدوى الجهاز التنفسي من خلال عدة طرقٍ مختلفةٍ:
- الحدّ من تكاثر الفيروسات
- الحدّ من إفراز السايتوكينات
والسايتوكينات هي جزء من دفاع الجهاز المناعي في مواجهة مسبّبات الأمراض والأجسام الغريبة التي تخترق الجسم، وهي المسؤولة عن ظهور أعراض فيروس كورونا، وليس الفيروس بحدّ ذاته هو ما يسبّب ظهور الأعراض.
3. الحفاظ على سلامة البطانة
إذ يساهم القصور البطاني في التهاب الأوعية الدموية وضعف تخثّر الدم، وهما من السمات المميزة للإصابة الحادّة بكوفيد-19.
4. زيادة نسبة الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين2 (ACE2)
ويعزّز فيتامين د إجمالاً الوظائف المناعية. وذلك من خلال تحسين استجابة الجهاز المناعي بنوعيه الفطري والتكيفي. كما يقلل من ضائقة الجهاز التنفسي ويحسّن وظائف الرئة بشكل عام. ويحدّ من خطر الإصابة بالأمراض المصاحبة لكوفيد-19. بما في ذلك البدانة ومرض السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
عن المتحوّر الجديد لفيروس كورونا
يعدّ كوفيد-19 مستقرّاً جينياً، وهو يتحوّر ببطءٍ شديدٍ مقارنةً بفيروس الإنفلونزا، وذلك بمعدّل مرة أو اثنتين شهرياً، وهو معدّل بطيء جداً.
هل يُصاب الرّضع والأطفال بفيروس كورونا؟
في حين أن الرّضع والأطفال معرضون للإصابة بفيروس الإنفلونزا، فإنهم أقلّ عرضةً للإصابة بفيروس كورونا، ويعزى ذلك إلى ثلاثة أسباب:
- عدم تشكّل مستقبلات ACE2 بما يكفي في خلايا الرّضع والأطفال، إذ يهاجم فيروس كورونا الخلايا عبر هذه المستقبلات.
- 2- يتمتّع الرّضع والأطفال بجهازٍ مناعيٍ قويٍ. فالغدّة الزعتريّة التي تُمرّن الخلايا المناعية تكون في أكبر حجمٍ لها عند الرّضع. وكلّما صَغُر السن، كانت المناعة أقوى رغم عدم اكتمال نموّ الجهاز المناعي.
- 3- لا يعاني الرّضع والأطفال في الغالب من مشكلاتٍ صحيةٍ أخرى. مثل داء السكري أو السمنة أو ارتفاع ضغط الدم، فهذه المشكلات تزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا.
والخلاصة أنّه ما من سلالةٍ جديدةٍ لفيروس كورونا ظهرت مؤخراً. فعندما يحاول أحدٌ ما أن يخيفكم من غزو السلالة الجديدة القاتلة من فيروس كورونا. قوموا بتصويب معلوماتهم وتنبيههم حول الفرق الكبير بين السلالة والنسخة المتحوّرة.